Translate

الأربعاء، 20 يوليو 2011


ج  رجال الشرطة كانوا هم الفتيل الذى اشعل ثورة 23 يولبو 1952 , فقد رفضت قوة صغيره منهم بقيادة الصاغ مصطفى رفعت تسليم مبنى محافظة الاسماعيليه الى قوة من جيش الاحتلال البريطانى , وقرروا الدفاع عن المبنى حتى آخر رجل وآخر طلقة , رغم استحالة المقارنة بين نيران بنادقهم القديمة , ونيران الدبابات التى تحاصرهم , دفع يومها رجال الشرطة المصرية ارواحهم ودماءهم , دفاعا عن كرامة بلدهم , كانت الشرطة يومها مع الناس , وفى طليعة ثورتهم على الاحتلال , وما يمثله من اذلال للكرامة الوطنيه . ما حدث فى الاسماعيليه اشعل القاهره , ورغم ان احدا لايمكنه الجزم حتى اليوم بمن حرق القاهره , الاانه من المؤكد ان (الكلوب الانجليزى) او نادى الضباط البريطانيين بشارع عدلى -مكان عمارة المقاولون العرب حاليا -قد احرقه المصريون , واحرقوا اثنين من ضباطه فى الشارع وبمساعده من افراد الشرطه , الى جانب احراق كل اماكن لهو وترفيه جنود الجيش المحتل من صالات وكباريهات . . كان حادثا  محافظة الاسماعيليه 25يناير  و حريق القاهره 26 يناير 1952  , وما تبعهما من غضب عام على الانجليز والملك مقدمات لتحرك الثوار وتقديم موعد ثورتهم من عام 1954 الى منتصف 1952 . بعد حوالى ستين عاما جاء 25 يناير بعدما اصبح عيدا للشرطه , وكان رجالها ايضا هم الفتيل الذى اشعل الثورة , هذه المره كانت الشرطه على الجانب  الآخر من الشعب , كانت رصاصاتها فى رؤوس وعيون وقلوب الثوار , كان رجال الشرطه لايشعرون انهم من الشعب , لكنهم اسياده , فلا احد يعين فى الجامعة او فى رئاسة شركة او اى مكان قيادى الا بموافقة من امن الدولة , كان النظام الفاسد قد حول وظيفة الجهاز من حماية المواطنيين من المجرمين والخارجين على القانون الى التفتيش فى ضمائر الناس ونواياهم , والتلصص غلى حجرات نومهم , واعتقال وتعذيب وقتل كل من يشتبه انه تهديد  محتمل لمشروعات التمديد والتوريث والفساد  والنهب المنظم للبلد ومقدراته ,تضخم الجهاز  وتوحش , عدد افراده تجاوز 4 مليون فرد ,ميزانيته صارت اكبر من ميزانية الجيش والتعليم والصحة والبحث العلمى ,الاحساس بالسطوة والنفوذ والافلات من العقاب , امتد من كبار القيادات الى اصغر امين شرطه ومخبر , الملازم الذى انتهك شرف وكرامة عماد الكبير اعادوه للخدمه بعد ان قضى عقوبة السجن معززا مكرما , احد اكبر المتهمين فى قضايا انتهاك حقوق الانسان والتعذيب عينوه مسئولا عن ملف حقوق الانسان مع المنظمات الدوليه ,المخبران اللذان قتلا خالد سعيد بذلت اجهزة الدوله الرسميه بداية من مصلحة الطب الشرعى  وحتى اجهزة الاعلام الجكومى جهودها لتبرئتهما  وتلويث سمعة الشاب الغيور على بلده وامنها , وحتى الضباط المتهمين بقتل الثوار لم يعزلهم من وظائفهم غير ثورة الشباب ورجوعهم للاعتصام فى ميدان التحرير . المطلوب الان اعادة صياغة الجهاز العتيد , بداية من طريقة اختيار طلبة كلية الشرطه الذين كان يتم اختيارهم بالواسطه والكوسه كأبناء كبار الضباط , والموصى عليهم من كبار الشخصيات العامه واعضاء المجالس النيابية , يجب ان يكون ضباط الشرطه ممثلين لجميع قطاعات الشعب , بقواعد  وشروط معلنه , والذى يرفض يقال له سبب الرفض , بعيد عن كشف الهيئة الذى يفتح الباب للواسطه والمحسوبيه,وان يكون قرار الرفض قابلا للطعن عليه امام لجنه محايدة تراجع شروط وقواعد القبول ,كما يجب تخفيض اعداد قوات الامن المركزى , واستبدالها بقوات لمكافحة الشغب كما يحدث فى كل دول العالم المتحضر , حيث تحافظ على المتظاهر وسلامته , كما يجب على الشرطة ان تغير قواعد الاشتباك  واستخدام السلاح , فلا يجب ان يطلق الشرطى الرصاص الا فى حالة تعرض حياته هو شخصيا للخطر , واخير يجب رفع كفاءة رجال الامن الجنائى فى البحث عن الادلة والاستقصاء , بدلا من الاستسهال وتعليق المشتبه بهم وتعذيبهم حتى يعترفوا ,  ولو كذبا تحت وطأة الالم . بعد 25 يناير كسر الناس حاجز الخوف من الشرطه , واصبحوا يقابلون اى تجاوز او عنف تجاههم بتجاوز وعنف اشد تجاه الشرطه . على وزير الداخليه ان يعيد للناس ثقتهم فى الجهاز ودوره فى حمايتهم , حتى يعود للناس الاحساس بالامان عندما يرون شرطيا عام 2011 , كما كان يحس بهة اباؤهم عام 1952 عندما كانوا يسمعون عسكرى الدوريه يصرخ فى الليل  " هاااا مين هناك  ." طارق سعدالدين  

الأربعاء، 6 يوليو 2011

ساويرس . . 7 رجاله بعد الثوره


مقال بمجلة المصور 6 يوليو 2011
ساويرس . . 7 رجاله بعد الثوره     ثلاثة تصريحات عجيبه غريبه للمهندس نجيب ساويرس فى الاسبوع الاخير تثير الدهشه والعجب من مستوى ذكاء رجل الاعمال العالمى , خريج المعهد السويسرى للتكنولوجيا المشهور بتخريج القاده, تثير التصريحات ايضا مدى ادراك ساويرس لما يفعله ويقوله وعواقبه , وهو الداعى للدوله المدنيه والليبراليه  رغم حرصه على اظهار انتماؤه الدينى فى مظهره وسلوكه , كذلك تثير تصريحاته مدى احترامه للمصريين اقباطهم قبل مسلميهم بحكم كونه عضو لجنة الحكماء قبل تخلى مبارك , واحد اهم الذين يتحدثون بعد نجاح الثوره باسمها , وكلها اشياء تتطلب منه العمل على ازالة التوتر  والاحتقان الطائفى  وليس اثارته . اول تصريحات ساويرس المثيرة للجدل اطلقه اثناء لقائه مع د.سعدالدين ابراهيم فى مركز ابن خلدون , عندما تحدى ذكاء وذاكرة المصريين القريبه , وحتى كليبات اليوتيوب التى توثق تصريحاته صوتا وصوره , وقال : "كنت معارضا لنظام مبارك , لكن كنت بعمل عيشه عند الخطوط الحمراء لنظامه ,علشان مش عايز مشاكل ". . مسألة معارضته لنظام مبارك تدعونا لسؤاله ان يفسر لنا معنى ومناسبه تصريحاته الموثقه صحفيا التى يشيد فيها بمبارك ونظامه وثقته فى ديمقراطيته , وشهادته بعبقرية احمد نظيف , واشفاقه على احمد عز للمهام الجسام التى يقوم بها ودون مساعدة من احد ,                  اما مسألة حرص ساويرس على عدم تجاوز الخطوط الحمر لنظام مبارك  ,فتجعلنا      نتذكر ان ساويرس كان واحدا من قلائل رجال الاعمال المحظوظين المقربين من مبارك الذين سمح لهم بانشاء قنوات تليفزيونية خاصة , وزاد ساويرس عن حسن راتب ود.أحمد بهجت بأن طلب تعدى خطا أحمر كان يفاخر به صفوت الشريف وزير الاعلام السابق , وهو ان القمر الصناعى المصرى (نايل سات ) لن  يحمل أى قناه  تبث مشاهد عرى أو جنس ,  ورغم ذلك حصل ساويرس على الحق الحصرى لبث افلام أجنبية على القناة التليفزيونية التى يملكها (ON TV) بدون حذف مشاهدها الجنسية  , برر ساويرس ذلك بقوله : "  انا أسعى الى مواجهة الجرعة العاليه من البرامج الدينية  على القنوات الاخرى  , وذلك بتقديم عروض  خفيفه للشباب , الى جانب الافلام الاجنبيه والعربيه ." عندما يقول ساويرس انه كان معارضا لمبارك فهو يريدنا ان ننسى انه وعائلته كونوا ثرواتهم التى وضعتهم فى مصاف اغنى أسر العالم فى عهد مبارك , واغلبها تم بصفقات مشبوهه تحتاج لاعادة التحقيق فيها  . التصريح الثانى المثير للجدل للمهندس نجيب ساويرس فكان فى نفس لقائه مع د. سعدالدين ابراهيم حيث قال : " قررت التفرغ للعمل السياسى حتى لاتنقض على الثورة بعض القوى التى لم تشارك فيها , وهو ما يبدو فى تصريحاتهم وافعالهم , وسأبذل قصارى جهدى للحيلوله دون ذلك . "  متى كان المهندس ساويرس مشاركا فى ثورة 25 يناير , ربما علينا  ان نتذكر نحن لأن المهندس نسى ,فى بداية الثوره وقف ضد الخروج على مبارك ونظامه بل ووصف الثوار بأوصاف اقل ما يصفها انها غير لائقه , ثم مع تطور الأحداث باصرار شباب الثورة على مطالبهم ورفع سقفها نتيجة عناد مبارك , ابدى ساويرس تقديره للرئيس على استجابته لمطالب الشباب  , وطالب الثوار بالعودة الى منازلهم  , وفوجئ الجميع بوجوده فى لجنة الحكماء التى طالبت الثوار بفتح ميدان التحرير وتحويله الى هايد بارك يقولوا فيه مايشاؤن ,  ومع اصدار المجلس العسكرى لقانون الاحزاب الجديد , اعلن ساويرس تأسيس حزب (المصريين الاحرار), والذى احاطه بحمله اعلاميه واعلانيه كبرى , ولأن رجل السياسه يجب ان يكون صاحب فكر ورؤيه , وهو ما يفتقده ساويرس , فقد اعلن انه سينشئ الحزب ولكنه لن يترأسه  , وكان الغريب ان حزب ساويرس الثورى يضم ابناء واقارب المسئولين السابقين فى نظام مبارك ,  وهنا تثور قضية ضرورة  وضع ضوابط للمال السياسى الذى يستخدمه رجال الاعمال لتمويل الاحزاب وانشائها , و اذا كان  القانون يحظر تلقى الاحزاب اموالا من الخارج , فهل تعتبر اموال ساويرس من الداخل ام من الخارج , خاصة والر جل يحمل الجنسيه الامريكيه ويعمل مقاولا للجيش الامريكى فى العراق وباكستان . ساويرس يقول انه رجل ليبرالى وهو ادعاء ينفيه ما نشره على حسابه الشخصى فى التويتر , عندما وضع رسما لشخصيتى ديزنى الشهيرتين ميكى ماوس ومينى , الاول يضع لحية ويرتدى جلباب والثانية ترتدى النقاب , اثارت الرسوم  بعض متابعى حسابه الذين يفوق عددهم 85 الف شخص , بعض التعليقات تجاوزت ساويرس للسخريه من الرموز المسيحية , وظهرت دعوات على الفيس بوك لمقاطعة شركات ساويرس خاصة التى تقدم خدمات المحمول والانترنت , ساويرس ازال الرسم من حسابه على التويتر , وكتب تصريحه الثالث المثير للجدل وقال : "اعتذر لمن لم يأخذ الصورة على محمل المزاح ,  انا أعتبرتها صوره مضحكه , ولم اعن بها عدم الاحترام لأى أحد , آسف ."  نسى ساويرس انه رجل مسيحى , وان انتقاده لأى مظهر اسلامى حتى ولو كان منتقدا من بعض المسلمين , لن يصب فقط فى خانة زيادة كراهية الاصوليون الاسلاميون له هو شخصيا , ولكنه سيزيد من الاحتقان الطائفى الموجود اصلا .     ان ساويرس رمز عصر مبارك والمدين له بثروته وثروة عائلته , مطالب بالكف عن التحدث لوسائل الاعلام - حتى التى يملكها كقناة (ON TV )وجريدة (المصرى اليوم) - كرمز من رموز الثورة , او كحامى لها ولثوارها , وعليه ان يعرف انه كمسيحى  يجب ان يحترم عقيدة اغلب المصريين وهى الاسلام , اما كرجل سياسة وصاحب حزب وائتلاف احزاب , فعليه ان يتعلم ضبط لسانه وتذكر ما سبق وقاله لأن ذاكرة الناس لاتنسى , وكليبات اليوتيوب لاتنمحى , واذا كان عهد ساويرس فى عمل عيشه قد انتهى , فان عهده فى عمل سبع رجاله لم يأت بعد .     طارق سعدالدين