Translate

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

الموساد فى فراش البرادعى


مقالى فى مجلة  ( المصور  ) 7 سبتمبر 2011 

اعلان الصحف العبريه عن محاولتين اسرائيليتين لاغتيال دز محمد البرادعى المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسه المصريه له اكثر من دلالة خطيره , 
اولاهما بالطبع هى مدى خوف اسرائيل من وصول الرجل الى سدة الحكم فى مصر , وهو الذى عرف بالوقوف ضد ارادة الاداره الامريكية فى غزعنفوان جبروتها وطغيانها , ايام الرئيس الامريكى جورج بوش وعصابته من اليمين المحافظ , والذين كانوا قد بدأوا فى تنفيذ مخططهم لضمان قرن كامل من السيادة الامريكيه على الكرة الارضية كلها . وقف الرجل وحده ضد ضغوطهم واغراءتهم لشن حرب على الغراق بحجة وجود اسلحة دمار شامل , وتنفيذ ضربة على ايران بحجة امتلاكها برنامجا نوويا عسكريا .
نفت تقارير الرجل وجود اى ادلة على كلا الزعمين , فكسب احترام العالم وتقديره , واعيد انتخابه رئيساللوكالة الدولية للطاقة الذريه رغم انف امريكا .






اذن سابق تاريخ الرجل يقول انه لو وصل الى كرسى الرئاسه المصرى لن يقبل  بالضغوط الامريكية فى ملفات العلاقات المصرية الاسرائيلية , والمصرية الفلسطينية , والتسوية المذلة التى تريدها اسرائيل للصراع العربى الاسرائيلى , لكن الدلاله الاشد خطورة فى موضوع اعلان محاولتى الاغتيال هو مدى اختراق الموساد للشخصيات والجهات والهيئات والقوى السياسية المصرية فى هذه المرحلة الانتقاليه الحرجة والتى ستحدد مصير ومستقبل مصر وشعبها لسنوات طويلة قادمة .
لقد قال وزير خارجية اسرائيل افيجدور ليبرمان فى الصيف الماضى , وقبل ثورة 25 يناير بشهور قليلة , وبعد القبض على اكثر من  مائة جاسوس اسرائيلى فى لبنان "ان لبنان جبهه ثانويه ولكن جبهتنا الرئيسيه هى مصر , والتى نحرص على وجود عميل لنا فى كل قطاع فيها " .
فاذا كانت لبنان ( 5  مليون نسمه ) كشف فيها مائه عميل فكم خميلا للموساد فى مصر ( 90  مليون نسمه ) وعندما اصبح خروج رئيس الموساد السابق مائير داجان مؤكدا وقف احد المرشحين للمنصب وهو رئيس الشين بيت مزكيا نفسه امام لجنة الامن القومى فى الكنيست قائلا "نحن قادرون على  عمل اى شئ فى مصر بما فى ذلك احداث فتنة طائفية " .
اذن مصر مخترقه من القمة للقاعده والا بماذا نفسر حصول وزير الماليه السابق يوسف بطرس غالى على الجنسية الا سرائيلية ,
الايعد هذا دليلا على جليل خدماته لدولة اسرائيل .




اما عن محاولتى اغتيال البرادعى فى ميدان التحرير اثناء نزوله اليه فى فبراير الماضى , واثناء ادلائه بصوته فى الاستفتاء بدائرة
المقطم فى  مايو الماضى  فتشير المحاولتان  الى ان الموساد مخترق لامن د. البرادعى وراصدا لتحركاته ومواعيدها  , وقادر على تنفيذ الاغتيال من خلال عملائه على الارض  , وهو ما يجعلنا نتساءل , من هم هؤلاء العملاء ؟ وما هو عددهم ؟  ولماذا هم قادرون على الوصول اليه بسهوله ؟  وهل هم من الدائرة الضيقة القريبه  جدا منه  ؟  , الحاله هنا تذكرنا بحالة ضابط الجيش اللبنانى  الذى  ,كان المساعد الاول  للعماد ميشيل عون ونائبه فى قيادة التيار الوطنى الحر     الحليف المسيحى الاكبر لحزب الله  وزعيمه حسن نصر الله , العدو الاكبر لاسرائيل فى لبنان  وفى المنطقه كلها  , كان العميد فايز كرم موضع ثقة العماد عون منذ خروجهما معا من لبنان بعد اجتياح القوات السوريه لها فى بدايات ثمانينات القرن الماضى  , واختار الاثنان باريس منفى اختيارى لهما  , وفى اعترافاته قال الرجل ان الموساد جنده قبل عشرين عاما  , كانت الصدفه فقط هى التى كشفته  عندما ىرصدت اجهزة الامن اللبنانيه  بعض ارقام تليفوناته فى محادثات مع ارقام فى اوروبا  كان بعض   صغار الجواسيس الذين وقعوا فى يدهم يتحدثون اليها ,





اجهزة الامن فى مصر مطالبة بتنشيط جهودها فى تعقب انشطة الموساد وعملائه فى مصر , خاصة بعد اكتشافنا ما سبق  للبنانيين اكتشافه وهو وجود اياد وعملاء للموساد فى مجالات الاتصالات  وشبكات المحمول  .  . البرادعى فمطلوب منه شخصيا الحرص على تأمين نفسه باستخدام الخبرات المتخصصه  , وبالتعاون مع اجهزه الامن حتى يقضى على عيون وارجل وازرع الموساد التى تحصى عليه الانفاس حتى وهو فى الفراش .