Translate

الثلاثاء، 17 مايو 2016

أحمد آدم اللى مُش بنى آدم

فشل احمد آدم فى أن يجد لنفسه مكانة كممثل كوميدى صاحب وزن بين نجوم وأبطال الكوميديا المصريين سواء فى السينما أو فى المسرح, كانت بداياته المبكره مع فرقة محمد صبحى ولينين الرملى المسرحية, وهى الفرقة التى خرج من بين صفوفها عدداً من كبار النجوم الآن والذين زاملوا آدم فى نفس البدايات بالأدوار الصغيرة مثل صلاح عبدالله وهانى رمزى فى الكوميديا, غير النجم التليفزيونى رياض الخولى والنجمة الكبيرة عبله كامل ونجمة السينما منى زكى.
ظل أحمد آدم فى منطقة الأدوار الصغيرة التى لاتصنع إسماً ولاتبنى مجداً حتى إختاره المخرج التليفزيونى أحمد بدرالدين كأحد أبطال برنامج (سر الأرض), وهو برنامج يستخدم الدراما فى نقل توجيهات الإرشاد الزراعى الخاصة بطرق الإنتاج الزراعى للفلاحين فى القرى, ونجح البرنامج جماهيرياً بسبب نصوصه الكوميدية, وإبتكر احمد آدم شخصية القرموطى التى جعلت الناس تتعرف عليه لأول مرة بها وليس بشخصه هو, ظن المنتجون وقتها أنهم أنهم مام نجم كوميديا جديد ولكنه خيب الظنون وفشلت أغلب أعماله, فقد إختار أفلام من عينة (صمت الخرفان),(تحت الربع بجنيه وربع),(ياتحب ياتقب),(لمؤخذه يادعبس), وحتى الفيلم الذى كان السيناريو الخاص به فائزاً بمسابقة وزارة الثقافة فى السيناريو وهو (فيلم هندى) مما يعنى ان لديه فرصة كبيرة فى النجاح الجماهيرى فشل فشلاً ذريعاً بسبب الأداء المفتعل لأحمد آدم, والذى لم يرق إلى مستوى نص الفيلم ولافكرته عن المحبة التى تجمع مسلمى الوطن بمسيحييه, وهذا الفشل السينمائى المتكرر لأحمد آدم جعله يعود للسينما بمحاولة أخيرة أستعاد فيها شخصية القرموطى بمسحة سياسية عن غزو امريكا للعراق فى فيلمه(معلش احنا بنتبهدل) ولكن أداء آدم وعدم مناسبة الموضوع لشخصية القرموطى أفشلا الفيلم ومعه أحمد آدم كبطل سينمائى.
وعلى مستوى المسرح لم تختلف خيارات آدم للنصوص عن إختياراته السينمائية والتى يمكن الحكم عليها من مجرد العناوين (فيما يبدو سرقوا عبده),(برهومه وكلاه البارومه),(ربنا يخللى جمعه), والسبب الحقيقى وراء ضعف مستوى نصوص احمد آدم بالطبع هو ضعف ثقافته ومن قبلها تعليمه, فالفنان ليس خريجاً لمعهد الفنون المسريحة كما أنه غير حاصل على شهادة جامعية من الأساس.
إنتهى الحال بأحمد آدم مقدماً لبرنامج تليفزيونى على قناة (الحياة)هو(بنى آدم شو) الذى من المفترض أنه برنامج نقد سياسى ساخر فى قالب الإستاند أب كوميدى, وهذا النوع من الكوميديا يحتاج كاريزما وحضور وخفة ظل وقدرة على الإرتجال, ولأنه سياسى فهو يحتاج إلى جانب ذلك كله ثقافة ووعى وكلها عوامل تغيب تماماً عن أحمد آدم, فهو يظيط فى الظيطه بلا ثقافة ولاوعى ولا حتى موهبة, ولتعويض نقصه فى كل ذلك إختار عمل البرنامج أمام جمهور إستديو يتم تأجيره بواسطة مكاتب الكاستينج بمقابل مادى, حركاته مرسومه ومواضع ضحكه مكتوبه فى الإسكربت, فهو ليس جمهور حقيقى يأتى للنجم الذى يحبه, ويضحك من قلبه على قدرات النجم الكوميدية أو قفشاته السياسية اللاذعة التى تكشف وتعرى الفساد والزيف, أو التى تنتقد بغية الإصلاح.
وفى حلقته عن أهل حلب أسقط أحمد آدم آخر ورقات التوت التى كانت تغطيه كممثل كوميدى فاشل, وأظهرت مدى بؤس موهبته وثقافته ووعيه, فقد وقف يسخر من شهداء حلب ومن الآم أهلها الذين تنهار عليهم بيوتهم بقصف طائرات الأسد وحلفائه, ظن آدم أن نقد قناة إخبارية بعينها والدولة التى تمتلكها يعطيه الحق فى السخرية من معاناة شعب وأرواح شهداء ابرياء يقتلهم طاغية دموى بلا رحمة ولاشفقة, ضعف ثقافة آدم وتعليمه لم يجعله يدرك أن التأكد من الأخبار أصبح سهلاً وميسوراً, فالقنوات الإخبارية متعددة ومختلفه وهى قد تبرز أوتعطى مساحات أكبر من الوقت والإهتمام والتحليل لماتراه مهماً من أخبار, او قد تأتى بمن يحلل الأخبار من وجهة نظر تتبناها هى, ولكن يظل الخبر نفسه بمعلوماته لايتغير, وطبعاً المقصود هو القنوات العالمية التى تلتزم القواعد المهنية فى عملها, ولكن من أين لأحمد آدم ان يعرف المهنى وغير المهنى, وهو يعمل فى الإعلام بنفس منطقه فى العمل السينمائى والمسرحى والذى أورثه فشلاً مزمناً حتى وهو يحاول أن يصلح ما أحدثه من إستياء وغضب وجروح عند أهل سوريا والذى عبروا عنه فى مختلف وسائل الإعلام, قال آدم مبرراً سماجته وفظاظته أن الإخوان فبركوا لى الفيديوهات, وكأن فيديو الحلقة كاملاً لايتداوله الناس على مواقع التواصل الإجتماعى.
قد يكون أحمد آدم بهذا الخطأ الأخيرفى برنامجه(بنى آدم شو) قد وضع نهاية لعلاقته بالجماهير فى الوطن العربى, ولكن هذا الخطا الذى لايغتفر أثبت أن الجهل وغياب الثقافة والوعى لدى ممتهن العمل الفنى والإعلامى يجعله مُش بنى آدم.

مقال بمجلة(المصور) 18 مايو 2016