اشتدت حملة التخوين والاتهامات بالعماله والتمويل المشبوه ضد أفراد جماعة 6 أبريل من اكثر من اتجاه , المجلس العسكرى قالها صراحة على لسان احد اعضائه عندما كشف عن رحلة صربيا , التى قام بها اعضاء الحركة للتدريب بل ان شعارهم ( القبضة المفتوحة ), هو نفس شعار احدى الحركات هناك , المجلس ايضا اعطى اوامر بالبحث فى سجلات التوثيق العقارى عن ممتلكات اعضاء الحركه .
اما انصار مبارك وجماعات ( احنا آسفين يا ريس )واللجنة الالكترونيه للحزب الوطنى , فنشطواعلى الانترنت فى الرد بالسب والشتم على كل خبر ينشر فى البوابات الاكترونيه والمواقع الاخباريه عن أعضاء الحركة كأسماء محفوظ واسراء عبد الفتاح وأحمد ماهر ومحمد عادل , غير دس اخبار كاذبه كضرب اسماء فى الاماكن التى تزورها , أو اتهامهاباقامة علاقات وركوب سيارات فاخره, غير افلام على اليوتيوب توضح زيارات اعضاء الحركه فى الخارج , ولقاءاتهم مع وزيرة خارجية امريكا هيلارى كلينتون والرئيس التركى عبدالله جول , مع تعليقات واتهامات بالخيانة والعماله والتمويل .
الذى لايعرفه هولاء الابناء المخلصون لمبارك , ان عملية اسقاط الديكتاتوريات اصبحت علما وخبرة انسانيه تدرس , ليمكن تطبيقها فى الدول والمجتمعات المخطوفة من قبل طغاة وانظمة فاسدة اصبح وجودهم خروجا عن حركة المجتمع الانسانى كله , بعدما وحدت بين شعوبه وافراده وسائل الاتصال والمعلومات , كذلك نشطت جماعات مدنيه دوليه لنقل مثل هذه الخبرات الى من يحتاجها من شعوب الارض .
الفكرة ببساطه هى ان تدرب مجموعة من الشباب المتحمس للتغيير فى بلده على مساعدة الفئات الغاضبة فى بلده على الخروج للتعبير عن غضبها , من غياب العداله الاجتماعيه , وفساد القضاء , وظلم وتسلط اجهزة الامن , وفساد النخبة الحاكمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا .
فقط على هؤلاء الشباب تشجيع الاحتجاجات الفئويه ضد الغلاء , و الفقر وغياب الحد الادنى للاجور , عليهم فقط فضح صور تغييب ارادة الشعب بتزوير الانتخابات البرلمانيه , فى محاولة لتوريث بلد بخيراته وثرواته وارضه وشعبه لأبن الرئيس .
فى البدايه سيقف مع هؤلاء الشباب عشرات , وبتكرار الاحتجاجات وتحولها الى ثقافة سيلتف حولهم المئات ثم الآلآف.
وهو ما فعله شباب 6 ابريل فى احتجاجات عمال المحله فى ابريل 2008 , وحتى الاحتجاجات على قتل خالد سعيد فى فبراير 2010 , ونهاية بقتل سيد بلال بسبب اتهامه بتفجير كنيسة القديسين فى ديسمبر 2010 .
تراكم الخبرات فى تعامل المتظاهرين مع الامن , واكتشاف تكتيكاته , والعمل على انهاكه وارباكه , والاهم هو كسر حاجز الخوف عند الناس من آلة القمع الجبارة , مثل الشاب الذى وقف امام المدرعة يوم 25 يناير 2011 , كلها عوامل تؤدى الى نزول كتلة حرجة من الناس المعترضين , الذين لايخافون او القادرين على مواجهة الامن والصمود بأعداد تفوق قدرات جهاز الامن على القمع والحركة والمناورة , فيسقط اقوى اذرع نظام الديكتاتور , فيسقط الديكتاتور ونظامه هذا ما .
ا حدث فى تونس ثم مصر وما يحاولون تكراره فى اليمن وسوريا . وهذا هو ما حدث قبل ذلك بعقدين عندما سقط جدار برلين وسقط معه نظام هونيكر فى المانيا الشرقيه , وهو نفس ما فعله ليخ فاونسا فى بولندا عندما اسقط ياروزنسكى , وبعدها بسنوات انتقلت الخبره الى الدول المنفصله عن الاتحاد السوفيتى فيما عرف بالثورات المخمليه فى اوكرانيا واسيتونيا , واخيرا جاء الدور على بلادنا فى الربيع العربى كأخر دول تحكمها الديكتاتوريات فى العالم مع زيمبابوى موجابى .
ويبقى السؤال هل هناك تدخلات من اجهزة مخابرات فى الدول الكبرى فى مثل هذه الثورات ؟
ربما تكون هناك تدخلات ولكن المهم هنا هو النتائج , فسقوط طاغية ونظام فاسد , واعطاء شعب حريته فى اختيار حكامه , وحقه فى الحياه بكرامه وعداله , كلها اهداف نبيلة , وعلى الشعوب حماية مكاسبها بحسن اختيار ممثليها , والخروج ضد كل من يحاول العبث بارادتها ومقدراتها .
فاذا كان كل العملاء يحققون بعمالتهم هذه الاهداف النبيلة فشكرا لهم على عمالتهم .
طارق سعدالدين مجلة ( المصور ) 27 اكتوبر 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق