Translate

الخميس، 27 أكتوبر 2011

شكرا للعملاء على عمالتهم


اشتدت حملة التخوين والاتهامات بالعماله والتمويل المشبوه ضد أفراد جماعة 6 أبريل  من اكثر من اتجاه , المجلس العسكرى قالها  صراحة على لسان احد اعضائه عندما كشف عن رحلة صربيا , التى قام بها اعضاء الحركة للتدريب بل ان شعارهم ( القبضة المفتوحة ), هو نفس شعار احدى الحركات هناك , المجلس ايضا اعطى اوامر بالبحث فى سجلات التوثيق العقارى عن ممتلكات اعضاء الحركه .
اما انصار مبارك وجماعات ( احنا آسفين يا ريس )واللجنة الالكترونيه للحزب الوطنى , فنشطواعلى الانترنت فى الرد بالسب والشتم على كل خبر ينشر فى البوابات الاكترونيه والمواقع الاخباريه عن أعضاء الحركة  كأسماء محفوظ واسراء عبد الفتاح وأحمد ماهر ومحمد عادل , غير دس اخبار كاذبه كضرب اسماء فى الاماكن التى تزورها , أو اتهامهاباقامة علاقات  وركوب سيارات فاخره, غير افلام على اليوتيوب توضح زيارات اعضاء الحركه  فى الخارج , ولقاءاتهم مع وزيرة خارجية امريكا هيلارى كلينتون والرئيس التركى عبدالله جول , مع تعليقات واتهامات بالخيانة والعماله والتمويل .
الذى لايعرفه هولاء الابناء المخلصون لمبارك , ان عملية اسقاط الديكتاتوريات اصبحت علما وخبرة انسانيه تدرس , ليمكن تطبيقها فى الدول والمجتمعات المخطوفة من قبل طغاة وانظمة فاسدة اصبح وجودهم خروجا عن حركة المجتمع الانسانى كله  , بعدما وحدت بين شعوبه وافراده وسائل الاتصال والمعلومات , كذلك نشطت جماعات مدنيه دوليه لنقل مثل هذه الخبرات  الى من يحتاجها من شعوب الارض .
الفكرة ببساطه هى ان تدرب مجموعة من الشباب المتحمس للتغيير فى بلده  على مساعدة الفئات الغاضبة فى  بلده على الخروج للتعبير عن  غضبها , من غياب العداله الاجتماعيه , وفساد القضاء , وظلم وتسلط اجهزة الامن  , وفساد النخبة الحاكمة  سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا . 
فقط على هؤلاء الشباب تشجيع الاحتجاجات الفئويه ضد الغلاء  , و الفقر وغياب الحد الادنى للاجور  , عليهم فقط فضح صور تغييب ارادة الشعب بتزوير الانتخابات البرلمانيه  , فى محاولة  لتوريث بلد بخيراته وثرواته وارضه وشعبه لأبن الرئيس .
فى البدايه سيقف مع هؤلاء الشباب عشرات  , وبتكرار الاحتجاجات  وتحولها الى ثقافة سيلتف  حولهم المئات ثم الآلآف.
وهو ما فعله شباب 6 ابريل فى احتجاجات عمال المحله  فى ابريل 2008 , وحتى الاحتجاجات على قتل خالد سعيد فى فبراير 2010 , ونهاية بقتل سيد بلال بسبب اتهامه بتفجير كنيسة القديسين  فى ديسمبر 2010 .
تراكم الخبرات فى تعامل المتظاهرين مع الامن  , واكتشاف تكتيكاته , والعمل على انهاكه وارباكه  , والاهم هو كسر حاجز الخوف عند الناس من آلة القمع الجبارة , مثل الشاب الذى وقف امام المدرعة يوم 25 يناير 2011 , كلها  عوامل تؤدى الى نزول كتلة حرجة من الناس المعترضين , الذين لايخافون  او القادرين على مواجهة الامن والصمود بأعداد تفوق قدرات  جهاز الامن  على القمع  والحركة والمناورة  , فيسقط  اقوى اذرع  نظام الديكتاتور , فيسقط الديكتاتور ونظامه هذا  ما .
ا حدث فى تونس ثم مصر  وما يحاولون تكراره فى اليمن وسوريا . وهذا هو ما حدث  قبل ذلك بعقدين عندما سقط جدار برلين  وسقط معه نظام هونيكر فى المانيا الشرقيه , وهو نفس ما فعله ليخ فاونسا فى بولندا عندما اسقط ياروزنسكى  , وبعدها  بسنوات انتقلت الخبره الى الدول المنفصله عن الاتحاد السوفيتى  فيما عرف بالثورات المخمليه فى اوكرانيا واسيتونيا , واخيرا جاء الدور على بلادنا فى الربيع العربى كأخر دول تحكمها  الديكتاتوريات فى العالم مع زيمبابوى موجابى . 
ويبقى السؤال هل هناك تدخلات من اجهزة مخابرات فى الدول الكبرى فى مثل هذه الثورات ؟
ربما تكون هناك تدخلات ولكن المهم هنا هو النتائج , فسقوط طاغية ونظام فاسد , واعطاء شعب حريته فى اختيار حكامه , وحقه فى الحياه بكرامه وعداله , كلها اهداف نبيلة , وعلى الشعوب حماية مكاسبها بحسن اختيار ممثليها , والخروج ضد كل من يحاول العبث بارادتها ومقدراتها .
فاذا كان كل العملاء يحققون بعمالتهم هذه الاهداف النبيلة فشكرا لهم على عمالتهم .
طارق سعدالدين  مجلة  ( المصور ) 27 اكتوبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق