Translate

الأحد، 18 يناير 2015

لماذا يسئ الغرب للرسول؟


الإساءة للرسول الكريم أصبحت سلوكاً إعتيادياً فى الإعلام والمجتمعات الغربية, لاتهمهم ثورات غضبنا ولاتظاهراتنا فى العالمين العربى والإسلامى, يقولون إنه الصدام الطبيعى  بين حضارة غربية علمانية تعرف التعدد وتحترمه وحضارة محورها الوحيد هو الدين, ولكن الحقيقة هى أن علمانيتهم وإدعاء قبول التعددية الدينية تخفى تعصب وتطرف دينى شديد أو على الأقل إنتهازية سياسية وإقتصادية وعقلية إستعلائية إستعمارية.
الرئيس الأمريكى جورج بوش الإبن غزا العراق من أجل بترولها ولكنه برر ذلك لشعبه " بإنها حرب صليبية" وزاد على ذلك إنه " إنه يتصرف بوحى من السماء".
وشريكه فى الجريمة رئيس الوزراء البريطاني وقتها تونى بلير ذهب لزيارة القوات البريطانية التى إحتلت مدينة البصرة  العراقية النفطية ليحضر قداسا مع جنودة  وينشد معهم " جند المسيح الزاحفون إلى الحرب . . يتقدمهم صليب المسيح. .وبظهور آية النصر . . هربت كتائب الشيطان".
برلسكوني العجوز المتصابى المدان بممارسة الجنس مع قاصرعندما كان رئيساً لوزراء إيطاليا وصف الإسلام بأنه "دين رجعي، لا يواكب الحضارة، ويدعو إلى العنصرية وهو دين الإرهاب".
وبمنتهى الإستهانة بالإسلام والمسلمين ألقى بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان وبعد شهور قليلة من توليه منصبه محاضرة فى جامعة بون في 12 سبتمبر 2006 تحت عنوان "العقل والإيمان في التقاليد المسيحية والحاضر المسيحي" إستحضر  خلالها البابا حواراً قال إنه جرى بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني ومثقف فارسي يقول فيه الإمبراطور" أرني شيئا جديدا أتى به محمد، فلن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف",وفى نفس المحاضرة قال البابا "أن صورة الإله في العقيدة الإسلامية لا تتماشى مع العقل".
ثارت شعوب العالم الإسلامى على تحريض البابا على معتنقى دينهم, وطالبوا البابا بالإعتذار لكن الرجل لم يعتذز, فإستدعى موقف بندكت السادس عشر دعوات بابوات الفاتيكان السابقون لشن الحروب الصليبية على الإسلام والمسلمين والتى بدأها البابا سلفستروس الثاني عام 1001 وفشلت, ثم كرر الدعوة  البابا جريجوريوس السابع (1073-1085) ولكنها فشلت أيضاً, حتى جاء البابا أوربان الثاني  وقام بجولات في أنحاء أوروبا لحث فلاحى اوروبا على "انتزاع بيت المقدس من الجنس اللعين الخبيث" واعداً المشاركين فيها ببركة الكنيسة والغفران الكامل لخطاياهم, وقد إستمرت هذه الحملة قرابة قرنين من الزمان (1089م – 1291م).
وتحريض قادة الغرب من سياسيين ورجال دين على الإسلام والمسلمين له منظروه الأكاديميون فأستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد صمويل هنتنجتون( 1927 -2004م) كتب مقالاً فى مجلة (فورن بولسى) عام 1993م بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى وتوسع فيه بعد ذلك ككتاب بعنوان (صدام الحضارات) وفيه وضع الإسلام كعدو كبير أمام الحضارة الغربية يجب أن تتوحد دولها ضده بتمسكها بهويتها الثقافية, قال الرجل فى أطروحته " لم ينتصر الغرب، كما يعتقد الكثير من أفراده وقادته السياسيين، بسبب علو قيمه أو أفكاره أو دينه بل بسبب قدرته على إستخدام العنف المنظم ضد الحضارات الأخرى".
ونظرية الرجل التى لاقت ردود فعل واسعة فى العالم خاصة بعد هجمات تنظيم القاعدة على برجى التجارة العالميين فى نيويورك فى 11 سبتمبر 2001م تتلخص فى أنه بعد نهاية الحرب الباردة ونهاية الصراع الأيديلوجى بين الشيوعية والرأسمالية, وبعد ضعف الدول القومية بفعل الشركات متعددة الجنسيات عاد الناس فى العالم إلى هوياتهم الثقافية والعرقية القديمة, مما ينبئ بأن الصراعات القادمة ستكون بين اصحاب الحضارات القديمة, ومع ضعف قوة الغرب وتطور وتقدم الحضارات الأسيوية وخاصة الكنفشيوسونية الصينية سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً, وفى ظل النمو السكانى الإسلامى ورفض هؤلاء الإسلاميين للحضارة الغربية فى الوقت الذى يملأهم الحقد والحسد على تقدمها وسيادتها للعالم,  ومع تفضيل هؤلاء المسلمين لثقافتهم العنيفة والمتخلفة على التحضر والتقدم ومحاولاتهم لأسلمة الحضارة الغربية ولذلك فالإسلام هو الخطر الحقيقى المحدق بالغرب وحضارته والذى سيسعى للقضاء عليها إذا لم يتنبه له.
أما لكل الذين يتهمون الإسلام نفسه والمسلمون عموماً بالإرهاب فنقول لهم أن ديننا لم يأمرنا بالصدام مع الحضارات والديانات الأخرى فيقول جل وعلى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، ونهانا سبحانه عن إظهارابسط أشكال العداء لهم ولو لفظياً فقال فى كتابه العزيز (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله)، كما أمرنا العلى القدير بالوفاء بالعهد مع اليهود والنصارى فى قوله (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً).
أما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد نهانا عن إيذاء أهل الذمة وقال ( من آذى ذمياً فقد آذانى) واعتبر حقهم كمواطنين كحق المسلم، وقد إقتدى خلفاؤه من بعده به, فعندما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه إيليا (القدس) عام 638 م رفض أداء الصلاة في كنيسة القيامة  حتى لاتتحول إلى مسجد, وكتب العهدة العمرية وهى وثيقة تؤمن أهل القدس على كنائسهم وممتلكاتهم, وهى أقدم وثيقة تحدد التعايش بين أصحاب الديانات المختلفة, وعندما شاهد عمر رضي الله عنه رجلاً من أهل الذمة يسأل الناس قال لخازن بيت المال"أنظر هذا وأمثاله وإجعل لهم نصيباً مفروضاً في بيت مال المسلمين", كما أنه رضي الله عنه أمر بهدم جزء من مسجد لإعادته إلى صاحبته وهى إمرأة نصرانية ضم عمرو بن العاص بيتها إلى المسجد بعد أن رفضت بيعه بأضعاف ثمنه.
هذا هو ديننا, وهذه هى أخلاقنا, أما التشدد والتطرف والإرهاب فهم نتيجة الفقر والجهل والفساد والإحساس بغياب العدالة سواء على المستوى الفردى أو على المستوى الدولى, كما يولد التطرف والإرهاب أحياناً كرد فعل على الإستعلاء والغطرسة الإستعمارية, وعدم إحترام ثقافة ومقدسات الآخر, كما وأن كل جماعات العنف الدينى الإسلامى ولدت على يد الغرب وبمباركته ودعمه, فتنظيم القاعدة أسسه أسامة بن لادن من المجاهدين الذين دربتهم ومولتهم (السى آى أيه) لمحاربة الإتحاد السوفيتى فى أفغانستان, وتنظيم الدولة الإسلامية تكون من المجاهدين الذين مولتهم الدول الغربية وحلفائهم لمحاربة بشار الأسد بالنيابة عنهم.



الاثنين، 12 يناير 2015

أنا لست شارلى




أنا ادين مجزرة مجلة (شارلى إبدو) الفرنسية التى راح ضحيتها 12 شخصاً عندما إقتحم مسلحون مقرها أثناء إجتماع مجلس تحريرها ليقتلوا رئيس التحرير والمحررين ورسامى الكاريكاتير عقاباً لهم على نشر الصحيفة رسوماً كاريكاتيرية إعتبرها المهاجمون مساساً برسولهم وديانتهم الإسلامية, فيما إعتبرها الضحايا نوعاً من حرية التعبير التى يكفلها الدستور والقانون الفرنسيان وسائر الدساتير والقوانين فى دول اوروبا والغرب عموماً.
كان الحادث هو الأعنف والأكثر دموية ولكنه لم يكن هو الأول الذى ينجم على خلفية الإساءة لرموز ومقدسات إسلامية فى الغرب, فقد سبق وقتل المخرج الهولندى ثيو فان جوخ في 2 نوفمبر 2004 على يد الهولندي من أصل المغربي محمد بويري على خلفية فيلم قصير أنتجه واخرجه ويظهر فيه آيات من القرآن الكريم  مكتوبة على أجساد النساء العاريات دلالة على إستعباد النساء فى الإسلام.
 كما إنتفض العالم الإسلامى كله عام 2005 وهوجمت سفارات غربية  وذلك بسبب نشرصحيفة يولاندس بوست الدينماركية 12 صور مسيئة للرسول الكريم وهى تصوره فى شكل إرهابى, وقد راح ضحية المظاهرات المنددة بهذه الرسوم أكثر من 500 شخص فى عدة دول, وقد قامت 22 صحيفة غربية بإعادة نشر هذه الرسوم تضامناً مع الصحيفة الدنماركية, إنتصاراً لحرية التعبير- من وجهة النظر الغربية- وكانت من بينها صحفية (تشارلى إبدو) والتى أعادت هذا النشر مرات كثيرة على مدى السنوات السابقة.
الغرب لم يتعلم من تجاربة فى الإساءآت المتكرره للإسلام ومقدساته, الغرب يرى أن المساس بالدين الإسلامى ونبيه ورموزه شئ عادى وطبيعى فى ظل حرية التعبير كقيمة كبرى مهمة وأساسية تتيح مناقشة ونقد كل شئ فى المجتمع بغية تطوره وتقدمه, ونحن فى العالم الإسلامى نرى فى ذلك تطاول على ديننا, وتصدير صورة نمطية عن المسلمين كإرهابيين مما يعد تحريض وبث للكراهية والعنصرية ضدنا.
كما يشعر المسلمون بالمعايير المزدوجة التى يعاملون بها ويرون أن حرية التعبير ليست بالقداسة التى يتشدق بها الغرب عندما يكون الإسلام والمسلمون هم هدف التجاوزات,  فالمستشارة الألمانية ميركل تكرم رسام الكاريكاتير صاحب الرسوم المسيئة للرسول, ويمنح سلمان رشدى صاحب رواية (آيات شيطانية) الحماية والرعاية البريطانية, وبينما تريدنا فرنسا أن نعلق جميعاً كمسلمين شعار (أنا شارلى) تضامناً مع ما تعرض له رسامى ومحررى المجلة التى تعمدت الإساءة لنبى الإسلام وكأن كل المسلمون متهمون وليس الإرهابيون المهاجمون فقط.
أما ان نفس المجلة (تشارلى إبدو) فقد سبق وفصلت أحد رساميها فى 2009 بحجة معاداته للسامية, كما أن كل ناشرى ألمانيا وفرنسا رفضوا نشر مجموعة قصصية بعنوان (منطقة الأوهام) للكاتب البريطاني مارتن أميس وهى  قصص خيالية حول المحرقة من وجهة نظر ثلاثة قادة في معسكر لإبادة النازية, رغم أن المؤلف كان أستاذًا في الكتابات الإبداعية في جامعة مانشستر, ورغم أن جريدة ( ذي تايمز) صنفته كواحد من أعظم خمسين كاتبًا بريطانيًا إلا أنهم وصفوا روايته بالتافهة ولم يجرؤ أحد على نشرها.
أما المؤرخ البريطاني ديفد إيرفنج فيقبع فى أحد سجون النمسا لأنه تجرأ وشكك في اعداد قتلى  المحرقة من اليهود, ولم يشفع له تراجعه عن التشكيك فتعمدوا إهانته اثناء محاكمتة ورمى بالبيض والاوساخ والشتائم والبصاق.
أما رجل الدين البريطانى المطران ويليامسون فقد منعته أستراليا من دخول أراضيها لأنه وصف اليهود بأعداء المسيح, وقال ان ضحايا اليهود اثناء الحرب العالمية الثانية 3 مليون و200 الف فقط وليسوا 6 مليون كما يزعم اليهود فعلق بابا الفاتيكان السابق بندكتوس السادس عشر كل مهامه الأسقفية, كما طرد الرجل من الجمعيات الدينية التى ينتمى إليها.
أما الفيلسوف والمفكر الفرنسى روجيه جارودى فتعرض للمحاكمة والإدانة وقاطعته كل الأوساط الأكاديمية والإعلامية بسبب كتابه (الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل) والذى يشكك فيه فى المحرقة.
فحرية التعبير إذن فى الغرب ليست مطلقة كما يقولون لنا عندما يتعلق الأمر بديننا ونبينا ومقدساتنا, فقد حوكم  مغنّي ال"راب" الفرنسي موسيو إر لأنه وصف فرنسا بالمومسه ولأنه قال إنه يريد ان يتبول على نابليون, ومن أشد المفارقات طرافه فى المعايير المزدوجة فى قضية مجلة (تشارلى إبدو) هى ان هذه الصحيفة نفسها ورثت صحيفة ساخرة أخرى كان إسمها (هارا كيرى) وقد أوقفت عن الصدور بسبب سخريتها من الزعيم الفرنسى شارل ديجول بعد وفاته.
الإساءة للأديان إستغلها بعض الفنانين والكتاب ومخرجى السينما وحتى السياسيين اليمينيين المتطرفين فى هولندا وفرنسا والمانيا للشهرة وكسب المؤيدين ولتحقيق المكاسب المادية من زيادة توزيع المطبوعات والقائمة طويلة بطول اوربا وعرضها.
 بعض الدول كأيرلندا وكندا أدركت خطورة  الإساءة للأديان على مجتمعاتها وعلى العالم كله فإعتبرته فى قوانينها نوعاً من الإستفزاز العلنى البعيد عن  حرية التعبير ويوجب المحاكمة, لكن للأسف مازالت أغلب دول الغرب ترى فى الإسلام تهديداً, وتخشى من الأسلمة بسبب المهاجرين على اراضيها مع تناقص اعداد سكانها بشكل طبيعى فزادت فيها عمليات الإعتداء المساجد والتمييز ضد المسلمين ونشطت فيها جماعات وأحزاب اليمين المتطرفة التى تقاوم المهاجرين عموماً والمسلمين خصوصاً, وقد ذهبت المصرية مروة الشربينى زوجة احد طلبة الدكتوراة فى المانيا ضحية لأحد هؤلاء المتطرفين.
كانت منظمة التعاون الإسلامى قد بدات ومنذ عام 1989م فى جهود دبلوماسية تتكرر كل عام من اجل إصدار قرار ملزم من الأمم المتحده بمنع إزدراء الدين الإسلامى نظراً لما يتسبب به من سقوط ضحايا بعد كل رسوم مسيئة للمقدسات الإسلامية أو إنتاج أفلام لنفس الغرض كالفيلم الأمريكى (براءة المسلمين) ولكن كل هذه الجهود كانت تصدم بالرفض الغربى حيث ترى هذه الدول فى مثل هذا القانون تقييداً لحرية التعبير, وإنتهى الأمر بإصدار قرار غير ملزم من الأمم المتحده بمنع إزدراء كل الأديان عام 2011, ساعتها طالب رئيس  منظمة التعاون الإسلامى أكمل الدين إحسان أوغلو بإحترام الثقافة الإسلامية بنفس قدر إحترام الثقافة اليهودية ولكن احداً لم يستمع له حتى اعلن الرجل توقف جهود منظمته عن حملتها بداية من عام 2012م.
 ترى كم سيسقط من ضحايا قبل أن  يستمع الغرب لصوت العقل ويحترم المسلمين وإسلامهم المعتدل والعقلانى وحتى يقطع الطريق على المتشددين والمتطرفين من الجانبين, نعم أنا ادين مجزرة مجلة (تشارلى إبدو) لكننى لست تشارلى فتشارلى تعمدت إهانة مقدساتى, فمن فضلك ساعدنا فى منع الإساءة للأديان التى تتسبب فى نمو التطرف والعنف.


السبت، 3 يناير 2015

قبطى يغسل عار قبط مصر بقتل رئيس الوزاء القبطى


عريان يوسف سعد
يوسف وهبة باشا
قصة عريان يوسف سعد(1899-1974) القبطى المصرى طالب مدرسة الطب فى جامعة فؤاد الأول هى قصة مصرى وطنى شريف قرر التضحية بحياته من أجل حرية وطنه, رأى أن إنتمائه لبلده يعلوا على إنتمائه الطائفى فقرر التطوع لإغتيال رئيس الوزراء القبطى الموالى للإنجليز حتى تكون دوافع العملية وطنية خالصة وبلا أى شبهة طائفية يمكن أن تشق الصف الوطنى.
لم يفكر فى الحياة الرغدة الهانئة التى يمكن أن يحياها كإبن لإحدى الأسر الإستقراطية, ولم يشغله المستقبل المشرق الذى ينتظره كطبيب إذا أكمل دراسته, قال فى مذكراته التى نشرتها حفيدته بعد وفاته بأكثر من 35 سنة "أنا ميت علي كل حال إن لم أمت اليوم فأنا ميت حين تدركني الشيخوخة لكن الوطن حي لن يموت.. لا يحق لنا أن نترك الوطن يخلد في القيود لكي نحتفظ بأرواحنا إلي حين."
بدأت حكايته عندما نزل من بلده ميت غمر ليلتحق بالمدرسة التوفيقية الثانوية ومن بعدها بمدرسة الطب العليا, وككل المصريين الذين استجابوا لنداء سعد زغلول ورفاقه قام بتوقيع توكيل لهم للسعى فى سبيل إستقلال مصر عن المحتل البريطانى, ولكن الحاكم العسكرى البريطانى أمر بإعتقال سعد زغلول وزملائه فإشتعلت المظاهرات فى كل مصر التى بدأها طلبة مدرسة الحقوق, شارك عريان فى المظاهرات وكان من ضمن من قبض عليهم ودخل معتقل القلعة لمدة أحد عشر يوماً, عندما خرج وعاد إلى بلدته ميت غمر وجدها قد أعلنت إستقلالها وقد عين أعيانها أحمد بك عبده سلطاناً عليها, فتشارك مع طلاب المدارس العليا والعمال مهمة العمل كحرس وطنى لحفظ الأمن بعد أن جلس المأمور وموظفوه فى بيوتهم, ولكن وصول قوة من السوارى النيوزلنديين أعاد المأمور إلى مكتبه وإخفى الحرس الوطنى من الشوارع وأنهى تمرد ميت غمر بعد أسبوعين من الإستقلال.
أفرج عن سعد زغلول وسافر مع رفاقه إلى باريس لعرض مشروع الإستقلال هناك, وأعلنت بريطانيا إرسال وزير مستعمراتها ملنر إلى القاهرة لبحث مطالب المصريين, من باريس أعلن سعد زغلول مقاطعة لجنه ملنر, ورفض محمد سعيد باشا رئيس وزراء مصر مقابلة اللجنة وأعلن إستقالته, ولأن جموع الشعب وكبار ساسته كانوا يؤيدون مقاطعة ملنر ولجنته, ولم يجد الإنجليز غير يوسف وهبة الوزير القبطى فى حكومة محمد سعيد لتكليفه برئاسة الوزارة للتفاوض مع ملنر, كانت الحساسيات الطائفية التى أطلت برأسها فى المجتمع قبلها بسنوات قليلة مازالت موجودة, خاف بطريرك الأقباط كيرلس الخامس أن يساء الظن بالكنيسة والأقباط إذا قبل يوسف وهبة الوزارة فأرسل له وفداً من أعيان الأرثوزوكس ليرفض الوزارة ولكنه رفض مقابلة الوفد وشكل حكومته.
يقول عريان يوسف فى مذكراته "كانت جمرات الحقد بين العنصرين لاتزال تحت رماد النسيان، أطفأها سعد زغلول فى قلوب المثقفين وعقولهم، ولكنها بقيت بين كثيرين من قليلى الحظ من الثقافة وكانوا كثرة فى البلاد", كان عريان يدرك خطورة تشوية الحركة الوطنية بالطائفية فقد كانت التداعيات الطائفية لمقتل بطرس غالى أول رئيس وزراء قبطى لمصر على يد إبراهيم الوردانى المسلم أمام عينيه.
كانت جذورالحساسيات بين المسلمين والمسيحيين موجودة ومنذ زمن  بسبب شكوك وسوء ظن كل طرف بالآخر, جانب من المسلمين يرى أن مشروع الإستقلال الوطنى يجب أن يكون تحت المظلة الإسلامية ويرون فى الأقباط حلفاء للمستعمر بسبب الديانة المسيحية المشتركة بينهم ومثلهم فى ذلك المعلم يعقوب القبطى الذى خلع عليه الفرنسيين أثناء حملتهم على مصر رتبة الجنرال, وذلك بسبب تكوينه فرقة من الأقباط لمساعدتهم فى قمع المصريين, ولكنه مع نهاية الحملة رحل ومعه بعض اتباعه على سفنهم.
وعلى جانب آخركانت الموروثات القديمة لدى كثير من المسلمين فى التعامل مع الأقباط بإعتبارهم أدنى وأقل درجة, بينما كان كثير من الأقباط يرون أن حقوقهم فى المواطنه مهدرة خاصة بعدما تعلم قطاع كبير منهم فى المدارس الأجنبية وأن أعداد الأقباط فى المناصب العليا للدولة لاتتناسب وأعدادهم وتكاد تكون منعدمة, كما كان من يعملون منهم فى المهن الحرة أثرياء وبالتالى  يدفعون جانباً كبيراً من الضرائب للدولة يفوق نسبتهم كأفراد فى الشعب, فى نفس الوقت  كان جانباً من المسلمين يرى أن العدد الكبير من موظفى الدولة وإدارييها كالمحاسبين وماشابه ذلك من الأقباط يعود إلى تحيزهم لبنى طائفتهم وتفضيل تعيينهم عن المسلمين, وسط هذا الجو المشحون والذى أججته كتابات وصحف المتطرفين من الجانبين الإسلامى والمسيحى جرى إغتيال بطرس غالى باشا أول رئيس وزراء قبطى فى مصر على يد الشاب المسلم إبراهيم الوردانى فى 20 فبراير 1910م.
القاتل إعترف إنه قام بالقتل بعدما حضر جلسة الجمعية الوطنية لمناقشة مشروع قانون تمديد عقد إمتياز قناة السويس لأربعين عاماً بعد نهاية عقد إمتيازها عام 1968, أى أن المصريون لن يحصلوا على القناة إلا عام 2008م, وهو القانون الذى أعده بطرس غالى وأخفاه لمدة عام حتى حصل عليه محمد فريد ونشره فى جريدة (اللواء) وحشد الرأى العام ضده, كما أن غالى كان هو رئيس محكمة دنشواى, رغم ذلك إستغل مثيرو الفتنه من الأقباط الحادث السياسى وصوره على أنه حادث طائفى, ساعدهم فى ذلك الصحافة البريطانية والتى أفردت صفحاتها لمطالب بعض الأقباط بطلب حماية بريطانية للأقباط وحل الجيش المصرى, وزاد التوتر بدعوة البعض  للمؤتمر القبطى الأول فى أسيوط فى مارس 1911م,  ورد عليهم المتعصبون بعمل المؤتمر الإسلامى فى هليوبوليس, ورغم أن عقلاء الأقباط هدأوا من نبرة مطالب مؤتمر الأقباط وعقلاء المسلمين حولوا المؤتمر الإسلامى إلى مؤتمر المصريين إلا أن الحساسيات الطائفية ظلت موجودة.
من أجل ذلك كله عندما طرحت فكرة ضرورة قتل رئيس الوزراء يوسف وهبة القبطى لقبوله التعاون مع الإنجليز والتفاوض مع لجنة ملنر تطوع عريان سعد لتنفيذ المهمة, وقرر تسليم نفسه للسلطات بعد التنفيذ ليعرف الجميع ديانته حتى يقطع الطريق على سلطات الإحتلال البريطانية فى الإيقاع بين مسلمى الأمه وأقباطها.
كان عريان عضواً فى جماعة وطنية سرية إسمها (الأيادى السوداء) تقوم بإلقاء القنابل على عساكر الإنجليز والمتعاونيين مع الإحتلال من مسئولين مصريين, إتفق عريان مع أصدقائة على إلقاء قنبلتين على سيارة رئيس الوزراء أثناء مرورها فى شارع سليمان باشا, ولكن محاولة الإغتيال فشلت وإنفجرت القنابل فوق السيارة وعلى جانبها وقبض على عريان وإقتيد إلى مكتب رئيس الوزراء فقال له بكل شجاعة" أنا قبطي أردت أن أغسل بدمي ودمك ما وصمت به الأقباط بقبولك تأليف الوزارة."
ووقف عريان أمام محكمة عسكرية بريطانية فى يناير 1920 قضت بسجنه عشر سنوات مع الأشغال الشاقة, وأصبح عريان بطلاً تهتف الناس بإسمه وبعد أربعة سنوات عندما أصبح سعد زغلول رئيساً للوزراء أصدر عفواً عنه.

لم يستطع عريان إكمال دراسته للطب بعد خروجه من السجن بسبب نشاطة السياسى فعين فى مجلس الشيوخ, وقد حصل على رتبة البكوية عام 1951م, وعندما إفتتح مكتب مقاطعة إسرائيل التابع للجامعة العربية فى دمشق إنتقل للعمل فيه حتى عام 1957م, ثم تفرغ بعد ذلك لمشروعاته الخاصة حتى توفى عام 1974م, وبعد وفاته بأكثر من 35 أصدرت حفيدته مذكراته فى كتاب عن دار الشروق.