Translate

الأحد، 21 ديسمبر 2014

مسخرة الشيخ ميزو


خطيب التحرير لقب لاأحد يعلم من الذى أنعم به على محمد عبد الله نصر, الرجل ظهر فجأة فى إحدى مليونيات التحرير التى كانت مستمرة طوال عام 2012 أيام حكم المجلس العسكرى, وبعدما تحول مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم الذى يقع فى أحد أطراف ميدان التحرير إلى خطيب الثورة بحكم إعتلائة منصة التحرير والخطابة فى المتظاهرين, ثم تحوله إلى نجم إعلامى بحكم لقبه الجديد.
 ذهب محمد عبدالله نصر للبحث عن لقب يصنع له نجومية إعلامية شبيهة بنجومية مظهر شاهين فإعتلى المنصة بزيه الأزهرى وأخذ يخطب فى الناس, وللأسف تلقاه الإعلام الغير المهنى وإعلامييه قليلى الخبرة والمعرفة والباحثين عن الفرقعات الإعلامية الفارغة دون البحث فى خلفياته العلمية والتى تؤهله ليكون مصدراً لهم, لم يبحث احد فى مدى أهليته لما يتصدى له من قول أو فعل, وتحول محمد عبد الله نصر بفضل هؤلاء إلى نجم إعلامى ينقل عنه ما يقوله فى وسائل الإعلام سواء فى الدين أوالسياسة أوالشئون العامة.
ولأن الرجل يعلم ان الإعلام يبحث عن كل غريب وخارج عن المألوف أصبح يبتكر فيما يمكن أن يقدمه لآلة الإعلام الغير مهنية والتى لاتعرف غير الإثارة فرأيناه تارة يعلن تشكيلة تحالف أزهريون مع الدولة المدنية, ورغم أن أحداً لايعرف من أعضاء هذا التحلف فرداً غيره إلا أنه أخذ فى إصدار البيانات بإسم هذا التحالف والتى تنوعت بين مطالبة لرئيس الجمهورية بإعدام معارضيه السياسيين, وحتى المطالبة بعلاج الشيخ محمد عبدالله نفسه على نفقة الدولة من فيرس سى بعدما هدد بربط نفسة أسفل تمثال عمر مكرم بميدان التحرير إذا لم تنفذ مطالبه, ورغم أن أحداً لم يستجب لطلبه إلا أنه لم يربط نفسه تحت التمثال, ولكن فاز بتغطية إعلامية لما يقوله وأصبح الشيخ نجماً فحل ضيفاً أكثر من مرة فى برامج التليفزيون التى تبحث عن الفرقعات كبرامج المذيع اللبنانى طونى خليفة.
وشعر الشيخ بنجوميته فطالب رئيس الجمهورية بتعيينه مسئولاً عن هيئة الأوقاف ليقضى على عجز الموازنة وليمد الدولة ب500مليار جنية فى ثلاث شهور فقط, كما لم ينس ان يدعو رئيس الجمهورية من خلال المواقع الإلكترونية والصحف التى تنشر هذياناته الى حفل زواج إبنته


وبعدما أصبح الإنتماء لثورة 25 يناير أقل جاذبية سمى الشيخ نفسه خطيب ثورة 30 يونيو ليواكب التطورات وليجد لنفسه تسويقاً على الفضائيات ومواقع الأخبار الغير مهنية, وكان من اخريات إستعراضاته الإعلامية هو أداء صلاة المغرب فى المعبد اليهودى بشارع عدلى بوسط القاهرة أمام كاميرات الإعلام فى أحد ايام شهر رمضان الماضى, ثم كان تأنيبه لوزارة الداخلية فى صفحتة على الفيس بوك وذلك لمطاردتها الراقصة صافينار التى يرى إنها من الأشياء الجميلة فى مصر فهى رمز وقيمة.
ثم جاءت قنبلته المدوية عندما اعلن فى برنامج (90 دقيقة) على قناة (المحور) ان صحيح البخارى مسخرة للإسلام والمسلمين, كما إتهم خالد إبن الوليد بقتل رجل بجز رقبته وغليها فى قدر ثم زنى بزوجته, كما إتهم الأزهر بتدريس كتب تؤدى إلى التطرف الدينى, هنا فقط إستفاق الجميع لأن هذا المدعى لاينتمى إلى الأزهر ولالوزارة الأوقاف, كما أنه لايعمل فى مجال الدعوة, فهو ناشط سياسى ومسئول الإعلام لحزب التجمع فى محافظة القليوبية, والرجل مشهور فى بلدته بإسم ميزو,  والرجل يتبع أسلوب مهاجمى الدين الإسلامى الذين يظهرون إنتماءاً شكلياً له مثل الراحل خليل عبد الكريم وسيد القمنى الحاصل على جائزة الدولة التقديرية فى عهد فاروق حسنى رغم تشكيك الكثيرين فى شهادته للدكتوراه وفى شرعية الجامعة الجنبية  التى منحتها إياه, وبالمناسبة يحتفى حزب التجمع واعضائه من الماركسيين والشيوعيين بهذين الكاتبين بإعتبارهما مفكرين إسلاميين.
وكان حزب التجمع فى عهد الرئيس السادات قد انشأ أمانة الشئون الدينية وبدأ فى الإحتفال بالمناسبات الدينية كليلة القدر والمولد النبوى والإسراء والمعراج, وهو ماجعل السادات يصفهم فى إحدى خطبة والموجودة على اليوتيوب بالملاحدة الذين يحاولون البحث عن واجهة إسلامية, فقد كان لقب السادات الرسمى هو الرئيس المؤمن وكان حزب التجمع هو اكبر القوى المعارضة له.

إن أزمة الشيخ ميزو أظهرت ضرورة تدقيق الصحفيين فى خلفيات المصادر قبل ان ينقلوا عنهم الأخبار ومدى أهليتهم العلمية لما يتحدثون عنه, حتى لايقعوا ضحية للنصابين والأفاقين من المرضى الباحثين عن الشهرة, وأصحاب الأجندات الخفية سياسية كانت أو دينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق