Translate

السبت، 23 أبريل 2011

سينما لاتعرف الخجل .. !!


سينما لاتعرف الخجل .. !!

أتاح لي المهرجان القومي للأفلام الروائية أن أشاهد بانوراما سريعة عن السينما المصرية عام 94 عام القحط والجفاف السينمائي .. ورغم أن الأزمة أفرزت نوعا فريدا من الفن السينمائي الجميل الذي تصدى له المبدعون الحقيقيون من محبي السينما من كتاب ومؤلفين ومخرجين , الذين يحلمون بالفن الذي يعبر عنهم وعن مجتمعهم وإيمانهم بدور هذا الفن في تغيير الحياة للأفضل . وجدت أيضا بعض أصحاب الأفلام يحاولون الاستفادة من الأزمة أو يعتبرون السينما وسيلة لكسب قرشين ضمن أنشطة وأشياء أخرى في حياتهم .. فقد شاهدت فيلم ( مصيدة الذئاب ) للمخرج اسماعيل جمال بطولة حمدي الوزير ونهلة سلامة .. وهو يحكي قصة اختطاف موظفة فقيرة واغتصابها على يد مجموعة من الشباب الفاسد العابث ومحاولات ضابط شرطة للايقاع بهؤلاء المجرمين ..والفيلم توليفة تجارية وجماهيرية فلا قصة ولا مضمون . فقط مشاهد العري والجنس اللازمة لاغتصاب البطلة طوال الفيلم إلى جانب سهرات المجون لمجموعة الشباب الفاسد التي تقدم فيها أغاني الكباريهات , فالمعاني حزينة والمطرب يرقص و " يتنطط " وحتى فتيات الكباريهات وراقصاتها إلى جانب معارك الضرب المفتعلة للضابط الذي يضرب وحده أكثر من ثلاثة رجال كل مرة ولاتجد تفسيرا لذلك سوى محاولة المخرج وصناع الفيلم تقديم الرمز ( الكباريهاتي ) الباقي وهو الفتوة ومن هنا عجز الفيلم فنيا وموضوعيا عن التصوير الصحيح للمأساة التي يتعرض لها ويحاول تصويرها .
وعينة أخرى من أفلام الأزمة التي لاتعرف الخجل هي أفلام ركوب الموجة وهي أفة سينمائية مصرية مزمنة , فأفلام أكتوبر ظهرت كلها عام 74 ثم لم يقدم عنها شئ وبعد قضية بليغ حمدي ظهر فيلم " موت سميرة " وغيره لأن عام 94 كان عام الإرهاب في مصر فقد جاء فيلم ( الناجون من النار ) نموذجا مثاليا لتلك الظاهرة فلا قصة ولا سيناريو ولاحتى موضوع .. فالقصة هي لأخ ضابط وأخوه الإرهابي اللذان فرضت الظروف أن يقتل كل منهما طفل الأخر ويتواجهان في النهاية .. وأنت طوال الفيلم لاتعرف لماذا تحول الأخ من إنسان سوي إلى إرهابي ولايناقش الفيلم أفكار لهذه الجماعات . ولو غيرت أصحاب اللحى والجلاليب البيضاء إلى مجموعة فتوات السينما القدماء : رياض القصبجي وفريد شوقي فلن تجد أي خلل درامي وهذا هو الخطأ الفني الكبير الذي ينبغي محاسبة الفيلم عليه . وأخيرا أقول أيتها السينما كم من الجرائم ترتكب باسمك ويا بعض السينمائيين أين حمرة الخجل في وجوهكم ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق