Translate

السبت، 23 أبريل 2011

سلاح الدراما ينضم إلى ترسانة بوش في الحرب على الإرهاب


بعد عرض فيلم يصور اغتياله احتجاجًا على حربة في العراق
سلاح الدراما ينضم إلى ترسانة بوش في الحرب على الإرهاب
·  خطب الرئيس الأمريكي عن حرب العراق تحولت إلى مسلسلات لإقناع شعوب العالم بوجهات نظره.
·  كيف تحول الإذلال الصيني للأمريكان إلى نصر عسكري تليفزيوني؟
·     إسرائيل وجيشها على قائمة أولويات مسلسلات البنتاجون.
·  قائمة المسلسلات التي يمولها البنتاجون كأسلحة ثقافية ضد الشعوب.

قامت الدنيا في الولايات المتحدة ولم تقعد عندما بدأ عرض فيلم (اغتيال رئيس) منذ أيام والذي يصور عملية اغتيال الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش من قبل أمريكيين من أصل عربي وجندي أسود شارك في حرب العراق. ويظهر الفيلم بعض أخطاء الرئيس.
السيناتور هيلاري كليتنون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك رغم أنها من الحزب الديمقراطي هاجمت الفيلم لأنه يصور اغتيال رئيس حالي .. وقد رفضت سلسلتان من دور العرض الفيلم ورفضت شبكة CNN مجرد الإعلان عنه سواء تليفزيونيا أو إذاعيا ..
والحقيقة إن الحرب باستخدام السينما والتليفزيون ليست جديدة عن السينما الأمريكية ولا عن الرئيس بوش الذي استخدم كل وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة من صحف ومجلات وإذاعات ومحطات تليفزيون وأفلام ومسلسلات لضرب خصومه وللترويح لأفكار .. وما فعلوه معه باستخدام هذه الوسائل أقل بكثير مما استخدمه هو.
اللعب بالعقول
اللعب في العقول إحدى أهم الصناعات الأمريكية دائما وأبدا .. والشعب الأمريكي أكبر منتج ومستهلك ومصدر لهذه الصناعة .. ولأن الإعلام والإعلان هما رأس مال ووسيلة إنتاج هذه الصناعة التي تحكم كل نواحي النمط الأمريكي للحياة يطلقون هناك على رجال الإعلام لقب (السحرة) Media Wizards فهم الذين يصنعون النجوم في كل المجالات في السينما والرياضة والسياسة والموسيقي وهم الذي يدمرونهم أيضا .. وهم الذين يسوقون المنتجات والأفكار والأشخاص يتساوي في ذلك هبمورجر مكدونالدز ومشروبا الكوكاكولا والبيبسي مع الطائرة البوينج والسيارة الفورد .. ولا تفرق المسالة كثيرا إذا كان المنتج المراد تسويقه هو رئيس دولة صديقة في باكستان أو أفغانستان أو العراق الجديد الذي تمتلئ الفضائيات العربية بإعلانات عنه مثله مثل الصابونة اللوكس .. فكله عند العرب صابون.
وبالإعلام والإعلان يريد الأمريكان تغيير أفكار واتجاهات العالم كله خاصة في العالمين العربي والإسلامي خاصة تلك التي تصطدم ومخططاتهم وأفكار ساستهم .. والحكاية قديمة لم تبدأ بعد 11 سبتمبر – كما يزعمون – ولكنها بدأت أبعد من ذلك بكثير جدا .. فكما كشفت وثائقهم إنهم مولوا المجلات الثقافية واتجاهات الحداثة في الفن من أموال المخابرات المركزية نفسها لضرب الشيوعية في العالم ولشراء بعض مثقفي العالم العربي.
ولذلك لم تكن أفكار الرئيس بوش ومساعديه بعد 11 سبتمبر بإنشاء قنوات إذاعية وتليفزيونية وتمويل مجلات وصحف مثل إذاعة "سوا" .. وقناة "الحرة" من البدع في هذا المضمار ولكن آخر الاكتشافات المثيرة كانت تحويل أفكار وآراء الرئيس بوش في العرب والمسلمين وحرب العراق التي يختلف حولها الأمريكيون أنفسهم إلى حلقات تليفزيونية وبتمويل من البنتاجون نفسه ولا ينسون تزييف انتكاسات الرئيس بوش وخيبته فيحولونها إلى انتصارات عسكرية تليفزيونية يخدعون بها أنفسهم قبل العالم.
مسلسلات C.I.A
وعن أهمية الدراما وتوظيفها في الأغراض العسكرية قال أحد قواد القوات المسلحة هناك بعدما فشلت حملة إعلانية ضخمة في مختلف وسائل الإعلام في جذب الإعداد المطلوبة من الشباب للانضمام إلى سلاح الجو الأمريكي إن تأثير فيلم (Top Gun) للنجم توم كروز في تشجيع الشباب للانضمام للسلاح وقت عرض الفيلم فاق كل جهود السلاح الدعائية عن نفسه طوال تاريخه .. وكان الفيلم يحكي عن حياة نخبة الطيارين المقاتلين الأمريكان في مدرسة لتعليم فنون القتال الجوي.
على أن اهتمام الولايات المتحدة كدولة بالإشراف على إنتاج الأفلام الحربية قد بدأ منذ عهد الرئيسي الأمريكي ويلسون بعدما قرر مساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الأولي وبالتحديد في 16 إبريل 1917 فقرر في نفس التوقيت إنشاء ما يسمي بلجنة العلاقات العامة والتي اسند رئاستها إلى الصحفي الأمريكي جورج كريل .. كان هدف هذه اللجنة هو حث رجال السينما الأمريكية على النظر إلى الحرب باعتبارها هدفا وطنيا وقد استعان الصحفي المذكور في مهمته بأهم رجال هوليود في مجالات الإنتاج والإخراج إلى جانب بعض النجوم الكبار أمثال ماري بيكفورد.
صراعات ما وراء البحار
وبعد ظهور التليفزيون وانتشاره ظهرت الحاجة إلى إنتاج مسلسلات تحمل نفس أهداف الأفلام التي تدافع عن الأفكار والقيم العسكرية الأمريكية خاصة ما يتعلق منها بصراعات وراء البحار فظهرت مجموعة مسلسلات يطلق عليها مسلسلات (البنتاجون ستايل) أو المسلسلات بأسلوب البنتاجون وهي مسلسلات تدور في الأماكن العسكرية وأبطالها يؤدون أدوار عسكريين مثل مسلسل (بنساكولا) وهو اسم قاعد عسكرية أمريكية للنخبة من رجال مشاة البحرية ..
ومسلسل (الحاملة) والذي يدور حول الحياة فوق حاملة طائرات أمريكية .. وهذه المسلسلات عرضها التليفزيون المصري على قناته الثانية وتتميز باستعراض مهارات وقدرات البطل الأمريكي الذي لا يقهر ومعداته المتقدمة التي تمكنه من تنفيذ مهامه في تأكيد لمفهوم الكاوبوي الأمريكي الذي ينشر العدل والخير حتى ولو بصراعه المسلح .. وأخر طراز من هذه المسلسلات وأكثرها شهرة وأطولها عمرا مسلسل J.A.G وهو اختصار ما نطلق عليه عندنا المدعي العام العسكري .. والمسلسل تعرضه قنوات الشوتايم ونشاهد بعض حلقاته في فترات البث المفتوح لقناة T.V. Land والذي يراه المشاهدون على القنوات الأرضية العادية.
وقائع حقيقية
والمسلسل مأخوذ من وقائع حقيقية من سجلات الجيش الأمريكي وأبطاله هما الضابط هارم ويقوم بدوره الممثل ديفيد جيمس إيليوت والضابطة ماكينزي وتقوم بدورها الممثلة كاترين بيل .. وهما مدعيان عسكريان مهمتهما هي توجيه الاتهام في القضايا العسكرية أو الدفاع عن المتهمين فيها وكثيرًا ما يقف البطلان متواجهين أحدهما أحداهما يدافع عن المتهم، بينما الثاني يكون هو سلطة الاتهام.
ويشير موقع المسلسل على الانترنت إلى أن المسلسل يستمد مادته الأساسية من الأحداث والقضايا التي تواجهها القوات الأمريكية في مهامها المختلفة وأن حاملة الطائرات في المسلسل U.S.S-Hawk ما هي إلا حاملة الطائرات الحقيقية U.S.S.-Interprice والتي دشنت سنة 1960 لتكون أول حاملة طائرات نووية في العالم.
تلفزة حرب العراق:
أما من حيث محتوى هذه الحلقات فهي تنحاز لوجهات النظر الأمريكية الرسمية على كل المستويات حتى ولو أدى ذلك إلى لي أعناق الحقائق أو حتى تزويرها فالمهم هو تبرير وتفسير الموقف الرسمي الأمريكي ومحاولة تسويقه لشعوب العالم معلبًا في شكل مسلسلات تليفزيونية .. فشاهدنا مثلاً من المسلسل حلقة بعنوان (الحرب الكلامية) Fig Thing .. وهي تحكي قصة جنرال أمريكي يلقي خطبًا علنية ضد السلام ويصفه بأنه يقف يدًا بيد مع قوى الشر والإرهاب ويصف الحرب في العراق بالحرب الصليبية المقدسة .. أو حرب الله .. مما يدفع جنديًا مسلمًا من قواته برفع قضية ضده لأنه أساء إليه وإلى دينه وينضم إليه في الدعوى عسكري يهودي – تصوروا يهودي مستاء من أقوال الجنرال الأمريكي عن السلام – وفي المحكمة يقف الجنرال الأمريكي وتسأله الضابطة ماكينزي وهي سلطة الاتهام في هذه الحلقة إذا كان يعلم أن الإسلام دين يدعو للسلام وأن به قواعد في الحرب توصي المسلم بعدم قتل الأسير أو المرأة أو الطفل فينفي علمه بذلك ولكنه يدافع عن نفسه بأن الخطبة المسجلة ضده كانت بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة .. وأما الكلام عن حرب الله .. والحرب الصليبية المقدسة فيدافع عنه محاميه الضابط هارم ويقول إن هذا الكلام إنما هو ترديد لما قاله الرئيس بوش نفسه عن هذه الحرب في خطبة العلنية.
ويستشهد بعدم اضطهاده الجنرال الأمريكي للمسلمين بامرأة عراقية كانت زوجة لعراقي يتعاون مع القوات الأمريكية هناك، وعندما أصابه المقاومون العراقيون أخذه هو وزوجته وأولاده للولايات المتحدة وهو ما زال يرعاهم .. بالطبع تحكم المحكمة بالبراءة بعدما ترى أنه غير مذنب في تهمة الإساءة للإسلام والمسلمين وبمجرد النطق بالحكم تصلهم أنبا عن انتحاري يفجر نفسه في بعض أفراد القوات الأمريكية في العراق. فيقول الجنرال لمن حاكموه إن عليه أن يذهب ليؤدي واجبه في هذه الحرب.
الشعب ضد الوزير
وعلى موقع المسلسل في الانترنت يصادفني عنوان حلقة (الشعب ضد وزير البحرية) يقول ملخصها .. إنه عندما قتل بعض المدنيين في قصف أمريكي اتهمت محكمة العدل الجنائية الدولية الولايات المتحدة بجرائم حرب وقد مثل الولايات المتحدة في المحكمة وزير بحريتها والذي دافع عنه بطلاً المسلسل هارم وماك .. والذين وجد أنه من الضروري الدفاع عن قرار أمريكا بإعلان الحرب .. وفي النهاية وجدت المحكمة أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مذنبة في الجرائم ضد الإنسانية أو في جرائم الحرب التي استهدفت مدنيين ولكن المحكمة وجدتها مذنبة فقط في تدمير ممتلكات مدنيين وقد ألزمت المحكمة حكومة الولايات المتحدة بدفع مبلغ 20 مليون دولار أمريكي كتعويض للمدينة المقصوفة وقد وقف المدعي في المحكمة الدولية ليقول لوزير الأمريكي إنه رغم عدم اقتناعه بالحكم إلا أنه يقبل دعوته لتناول كأس معًا لأنهما ينتميان لبلدين صديقين منذ أمد بعيد.
منتهى التزوير لتبرير الأفعال الأمريكية الحقيقية في قصف الشعوب وقتلهم وتدمير مدنهم وإلباسها ثوبًا من العدالة التليفزيونية الزائفة.

تزوير التاريخ
ويستمر المسلسل المزور للتاريخ والوقائع والحقائق فلا يتوانى عن تبرير أي شيء وكل شيء حتى لا يلحق الأذى بالشرف العسكري الأمريكي على المستوى الفردي أو على المستوى القومي.
فهو يبرر مثلاً ارتكاب الجندي الأمريكي لأي مخالفة قانونية إذا كانت بغرض دفع خطر أو حتى مجرد إهانة بسيطة قد تحلق بزميل له في الجيش الأمريكي.
أما على المستوى القومي فهو يعيد رسم وقائع التاريخ القريب جدًا من وجهات نظر أمريكية تقلب الهزائم انتصارات ولا تنسى بالطبع السخرية من الأعداء سواء كانوا دولاً أو حكومات أو حتى مجرد أشخاص .. فقد سبق لنفس هذا المسلسل J.A.G أن قدم حلقتين عن أزمة طائرة التجسس الأمريكية التي أجبرها طيار صيني على الهبوط في جزيرة صينية في أول أبريل 2001 في بدايات فترة حكم الرئيس جورج بوش الابن وقد أدى اصطدام المقاتل الصيني بالطائرة الأمريكية إلى سقوطه وفقده وإعلان وفاته في الصين.
صور على الهواء
وقد تابعت وسائل الإعلام العالمية الحادث وبثت صور أسرة الطيار ووالده المسن وزوجته وطفله الرضيع وهم يكرمون من رئيس الدولة في الصين .. وكيف أرسلت هذه الزوجة المكلومة برسالة توبيخ للرئيس بوش تتهمه فيها بالجبن .. وتابع العالم كله وعلى مدة أسبوعين كيف احتجزت الصين طاقم طائرة التجسس الأمريكية المكون من 24 رجلاً وامرأة ولم تفرج عنهم إلا بعد الاعتذار الرسمي للرئيس بوش للشعب الصيني بعدما رفض ذلك طوال أيام الأزمة .. وكيف لم تسمح الصين بعودة الطائرة إلى الولايات المتحدة إلا بعدما أن دخلوها وفحصوا كل أجهزتها وحصلوا على أسرارها التكنولوجية والمعلوماتية حتى أن الجيش الأمريكي اضطر إلى تغيير كل شفراته التي يستخدمها في جنوب شرق أسيا بعدما حلت الصين شفراته السابقة من هذه الطائرة.
قلب الحقائق:
وتجئ حلقات مسلسل J.A.G التي يساهم في إنتاجها البنتاجون مع شبكة C.B.S لتقلب كل هذه الحقائق التي تابعها العالم في نشرات الأخبار فتصور الطائرات الصينية وهي تهاجم الطائرة الأمريكية في المياه الدولية لتجبرها على الهبوط في الجزيرة الصينية وكيف أن أفراد طاقهما منعوا الصينيين من دخولها وهم في الواقع دخلوها بعد طرح أحد الضباط الذي حاول منعهم أرضًا .. وكيف أن الأزمة انتهت بعد مفاوضات اشترك فيها بطلا المسلسل ماك وهارم وكانت ورقة ضغطهم التي خضع لها الصينيون هي اكتشاف المخابرات الأمريكية وأقمارها الصناعية أن الطيار الصيني الشهير صاحب الحادثة لم يمت ولكن قواده أجبروه على الاختباء في إحدى الجزر التي صورها الأمريكان وهددوهم بفضحهم أمام العالم لتزوير عملية موت الطيار ..
الأصل والتقليد
وقد اختاروا في المسلسل ممثلاً لدور رئيس الوفد الصيني العسكري في المفاوضات والذي كان متشددًا حتى واجهوه بما لديهم فأمر بمغادرة طاقم التجسس الأمريكي للصين ممثلاَ شبيه للجنرال الصيني جانج وايتان نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين والذي نقلت وكالات الأنباء العالمية صوره وهو يهدد أمريكا .. أما قرار أمريكا بوقف طلعات الاستطلاع والتجسس حول السواحل الصينية فقد تحول في المسلسل إلى نكتة حيث قام طيار أمريكي مقاتل غيور على بلده بقصف طائرة التجسس الأمريكية الرابضة فوق أرض مطار إحدى الجزر الصينية .. وهكذا تحولت كل مخازي أمريكا بداية من سقوط طائرتهم وهي متلبسة بالتجسس على الصين . ودخول الصينيين لها .. واحتجاز طاقهما حتى اعتذار الرئيس الأمريكي بوش لشعبهم .. ثم لملمتهم لطائرتهم بعد ذلك في صناديق بعدما فككها الصينيون إلى بطولات أمريكية في العسكرية وفي المفاوضات وحتى في الغيرة على الشرف الأمريكي بقصف طائرتهم قبل أن تطأها قدم أي صيني.
حتى إسرائيل
ولا ينسى المسلسل الأمريكي الجيش الإسرائيلي وأفراده ففي حلقة بعنوان (أرض الميعاد) يكلف ماك وهارم بالدفاع عن عريف بحرية هارب من الجندية حيث ترك وحدته بالجيش الأمريكي وانضم إلى جيش إسرائيل ويدافع العريف عن نفسه في المحكمة بأنه لم يترك الجيش ويهرب إلا عندما شعر بالعداء تجاه ساميته من زملائه في الوحدة ويخوض ماك وهارم معركة شارسة لإقناع المحلفين أن جنديًا مثله لا يجب أن يواجه عقوبة لأنه ليس جبانا بدليل حصوله على وسام من الجيش الإسرائيلي تقديرًا لشجاعته.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق