Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

قصة الصراع بين فريد والملك فاروق على سامية جمال وناريمان


قصة الصراع بين فريد والملك فاروق
على سامية جمال وناريمان


·       كيف أحب فريد ناريمان قبل أن يراها ا لملك فاروق.
·       لماذا قرر فاروق أن يلعب دور  العزول بين سامية جمال وفريد ؟
·       فؤاد سراج الدين وزير الداخلية يمنع سامية من السفر للملك في " دوفيل " فترفع عليه قضية !
·       كيد ردت سامية جمال على تصريح فريد :"أنا أ مير ، ولا أستطيع الزواج من فلاحة احترفت الرقص ..؟
·       حكاية " بيان " أم ناريمان  الذي أصاب فريد بأزمة قلبية !
·       فريد يصفع حبيبته الارستقراطية من أجل عيون سامية جمال
·        












·       هذه المرة .. كان " كيد الرجال " .. هوالأقوى .. خطف أحدهما حبيبة الثاني فحاول أن يرد له الصفعة ؟؟؟؟؟ لكل الأطراف .
دراما عجيبة غريبة جمعت بين الملك فاروق وفريد الأطرش وسامية جمال وناريمان .. دراما اصطدمت فيها عواطف أبطالها النبيلة بأطماعهم وطموحاتهم وكانت النتيجة هي الخسران المبين لكل ا لأطراف .
شخوص هذه الدراما هم :
ـ راقصة بدأت حياتها فلاحة فقيرة .. حققت شهرة ونجومية ولكنها حلمت بالزواج من المطرب المشهور وعندما رفض (غاظته) بقربها من أكبر رأس في مصر..  الملك .
ـمطرب حقق شهرة ونجومية وثروة ومعجبات وعشيقات ولكن ظل حلمه هو أن يتزوج بامرأة من النبلاء تعيد إليه مجد عائلته .
ـ ملك عابث لاه فاسد مكروه من شعبه .
ـ فتاة صغيرة حلمت بجاه الملك وسلطانه ودفعت ثم حلمها مقدماً بفقدانها لوالدها ومع ذلك يتحطم حلمها مرة بصحوة الشعب ضد الملك ومرة بسبب فساد  الملك ومجونه في منفاه وعندما تحاول استعادة قصة حب قديمة تحول التقاليد دون إتمامها .
·        
 كان اللقاء  الأول بين فريد وسامية في مقصف كازينو بديعة حيث جلست تتأمل صورته المنشورة في إحدى المجلات وكان يجلس معها الموسيقي أحمد الشريف وابنه الذي وجدها تطيل النظر لإحدى الصور فقال لها :
ـ صورة مين دي ؟
ـ لأه مش حقولك .
وإذا بيد توضع على كتفها وشخص يقول :
ـ أنا أقولك .. دي تبقى صورتي أنا !
وفي هذا اللقاء كما روت هي بنفسها للصحفي محمد السيد شوشة في كتاب أصدره عن قصة حياتها بعنوان " سامية جمال الراقصة الحافية" قالت : إن فريد غازلها وأبدى إعجابه بها وأعطاها رقم تليفونه لتتصل به ..وفي صباح اليوم التالي اتصلت به وإذا به يجيب عليها بصوته ويقول إنه غير موجود مما اضطرها لأن تطارده حتى رد عليها وتوطدت الأواصر بينهما .. وهي التي كان غاية مناها حتى سنوات مضت أن ترى فريد الأطرش لمجرد الرؤية عندما كانت فلاحة فقيرة في قرية " ونا القس " التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بني سويف وتعيش مع زوجة والدها كخادمة لإخوتها منها وكان صوت الراديو في المقهى المقابل للبيت ينقل إليها صوت المطرب الجديد فريد الأطرش وهو يغني أغنيته الأولى " بحب من غير أمل " .
وعندما تزوجت شقيقتها الكبرى فاطمة النبوية انتقلت معها إلى بيتها هرباً من جحيم زوجة الأب لتجد نفسها خادمة مرة أخرى ولكن هذه المرة تخدم شقيقتها وطفلها فقررت الهرب من البيت وهي في الخامسة عشرة من عمرها حيث وجدت من يعرفها على ملكة المسارح في ذلك الوقت بديعة مصابني التي أطلقت عليها اسم سامية جمال بدلاً من زينب خليل إبراهيم وكان أجرها الأول ثلاثة جنيهات في الشهر نظير وقوفها مع مجموعة الراقصات الكومبارس وهز وسطها بينهن في الصف الأخير كان ذلك في ليلة رأس السنة سنة 1939 .
واليوم وبعد أن دخلت المجال الفني تطلعت ببصرها نحو السينما فهي الوسيلة الوحيدة لتكون نجمة لامعة وكان أول فيلم تظهر فيه هو أول فيلم في حياة فريد الأطرش وشقيقته أسمهان وهو " انتصار الشباب " وفيه استعان مصمم الرقصات إيدي فارس بسامية جمال لتكون ضمن مجموعة الراقصات في استعراض " ليالي الأنس في فينينا " وظلت سامية طوال فترة التصوير تطارد فريد ولكنه كان يتهرب منها كما يتهرب من كل الفتيات والنساء اللاتي يبدين إعجابهن به فقد كان فريد الأطرش وقتئذ ـكما يروي الصحفي الراحل حسين عثمان ـ في أحد موضوعاته الصحفية .. يعيش قصة حب مع فتاة من عائلة أرستقراطية ومن اللاتي كان يطلق عليهن بنات الذوات وكانت تغار عليه غيرة جنونية .. وقد طلبت منه أن يتزوجها ولكنه اعتذر عن عدم تحقيقرغبتها لأنه كان في بداية الطريق والزواج يمكن أن يعوقه عن تحقيق مستقبله الفني ولم تقطع هي صلتها به واكتفت بأن تظل إلى جواره بشرط ألا تشاركها في حبه امرأة أخرى .. وكان فريد من جانبه سعيداً بهذا الحب فقد استطاع عن طريقها أن يتعرف على أكبر وأشهر العائلات الأرستقراطية .. وربما من المناسب أن نقول هنا إن فريد الأطرش نفسه كان يعاني من عقدة انحداره من أصول نبيلة في جبل الدروز وأنه عاش حياته كلها كأمير وكان يعتبر أن ارتباطه بأي امرأة بالزواج من أي نساء أخريات المهم أن صديقته الارستقراطية التي تغار عليه كانت أحد أهم أساب هجرانه للنساء اللاتي يطاردنه ومن بينهن سامية جمال التي أخذت تتردد على مكاتب شركات السينما لتحظى بدور في أي فيلم ولكمن لم يكن من نصيبها سوى بعض أدوار الكومبارس في أفلام "ممنوع الحب " مع محمد عبدالوهاب ، و" مسرح الحياة " ، و"رصاصة في القلب " .. وغيرها .
وفي هذه الأثناء غادرت سامية جمال صفوف الكومبارس لأول مرة لتؤدي رقصة منفردة ولكن الجمهور استقبلها باستهجان وأخذ الناس في التصفيق حتى غادرت المسرح وأسدل الستار ولكنها لم تيأس حتى أصبحت إحدى نجمات مسرح بديعة ثم تركته لتعمل كنجمة في فرقة" الدولز " بمرتب خمسة عشر جنيهاً شهرياً وكانت ثروة في تلك الأيام .
في هذه الأثناء ـ وكما يروي الصحفي حسين عثمان ـ اصطحب فريد الأطرش صديقته الارستقراطية إلى " ملهى الأريزونا بالقرب من  ميدان الأوبرا وقد أقيم مكانه أحد البنوك الكبرى وكانت نجمة الرقص الشرقي في هذا الملهى هي سامية جمال .
وجلس فريد وصديقته وبعض أصدقائه أيضاً على مائدة أمامية بجوار" البيست " أي مسرح الملهى الذي يقدم عليه البرنامج وما كادت سامية جمال تظهر على المسرح حتى استقبلت بتصفيق حار من الجمهور وفوجئت هي بوجود فريد الأطرش وتقدمت نحو مائدته وانحنت تحييه وهي تبتسم وكان واضحاً من تصرفاتها على المسرح أثناء الرقص أنها سعيدة بوجود فريد فقد اعتقدت أنه جاء ليشاهدها وهي ترقص .. وكلما أدت حركة راقصة التفتت ناحية فريد وكأنها تسأله عن رأيه وبلغت بها نشوة السعادة  عندما اقتربت من مائدته لترقص له وحده فقد كانت في شبه غيبوبة لا تشعر بمن حولها إلا فريد الأطرش فقط .. وصفق فريد إعجاباً ولم يبخل بكلمات التشجيع وغلا الدم في عروق صديقته بنت الذوات وكانت تمسك بكأس ألقت به على الأرض بعنف وهي تقول:
ـ إيه ده يا فريد ..؟!
وفوجئ فريد فسألها بدوره:
ـ فيه إيه ؟
ـ إزاي تكلم واحدة رقاصة وأنا قاعدة معاك ؟!
ثم انطلق لسانها بشتائم مقزعة وأوصاف بشعة وهي توجهها لسامية جمال بصوت مرتفع سمعه جميع رواد الملهى .. وقامت من مقعدها وصعدت على البيست وهوت بكفها على وجه سامية جمال بتصرف بنت الذوات فلم تتمالك نفسها من البكاء وعادت إلى الكواليس وفي هذه اللحظة ثارت أعصاب فريد وغلا الدم في عروقه فلما عادت صديقته بنت الذوات إلى المائدة رفع يده وهو بها على صدغها وهو يكرر نفس  الشتائم التي وجهتها لسامية . وتكهرب الموقف .. وساد الصمت أنحاء الملهى .. ولم يسع صديقته بنت الذوات إلا أن تنسحب احتجاجاً على إهانته لها .. وفي تلك الليلة أسدل الستار على قصة حب فريد الأطرش وصديقته بنت الذوات والتي دامت عشر سنوات حسب رواية الصحفي حسين عثمان وولدت في نفس الوقت قصة حب فريد الأطرش وسامية جمال .
أين الأمراء وبنت الفلاحين
بدأت دعواته  التي يوجهها لسامية جمال لتناول الغداء على مائدته وفي منزله تتكرر كل يوم إلى أن جاء يوم كانت سامية تذهب إلى بيت فريد الأطرش في موعد الغداء بدون دعوة ـ كما يصف الصحفي حسين عثمان تطور العلاقة بينهما ـ وكانت سامية سعيدة كل السعادة لأنها قريبة من الإنسان الذي أحبته من أعماقها حتى قبل أن يتعرف بها وكان فريد هو الآخر سعيداً بعلاقته بسامية جمال فلما وقعت مأساة أسمهان وموتها غرقاً اهتز لهذا الحادث هزة عنيفة وكانت سامية إلى جواره في كل لحظة تواسيه وتحاول أن تبدد  الحزن الذي استولى على مشاعره وبدأ فريد يشعر أن سامية دخلت حياته واحتلت قلبه ونسى ماضيه مع صديقته بنت الذوات ولم يعد يفكر في شيء غير سامية جمال التي رأى في حبها مثالاً طيباً للتفاني والتضحية .
وكانت سامية فيذلك الوقت قد بلغت مشارف الشهرة والنجاح وبدأت تقوم بالأدوار الثانية في بعض الأفلام وكانت أيضاً القاسم المشترك في الحفلات الكبرى كراقصة يغري اسمها الجمهور على الإقبال على هذه الحفلات .
بطلة سينمائية فاشلة
ويصف الصحفي محمد السيد شوشة هذه المرحلة في حياتها الفنية ويقول .. في عام 42 وقعت عقداً بسبعين جنيهاً للقيام ببطولة فيلم اسمه " من فات قديمه ".. الذي سقط سقوطاً شنيعاً في حفلة العرض الأول واختفى الفيلم بعد ذلك ولم يعرض أبداً وكانت قصته سياسية  وتدور حول قصة حياة زعيم مصري من زعماء  الأحزاب وكان  جميع أبطاله وجوهاً جديدة مثل سامية جمال .
وحاول الجمهور في ذلك اليوم الاعتداء على المخرج في سابقة تعد الأولى من نوعها في  تاريخ السينما المصرية وعادت سامية تبحث عن أدوار الكومبارس مرة أخرى حتى أسند لها عبدالوهاب الدور الثالث في فيلم من إنتاجه هو " الحب الأول " بأجر قدره أربعون جنيهاً .. أما الفيلم الذي فتح أمامها الطريق إلى المجد والشهرة فقط كان فيلم عبدالوهاب أيضاً "تاكسي وحنطور " الذي قفزت فيه من الدور الثالث إلى الدور الأول أمام محمد عبدالمطلب وكان الفيلم منن إخراج أحمد بدرخان وفي هذا الفيلم كان أجرها عشرة أضعاف أجرها في فيلم " الحب الأول " حيث تقاضت أربعمائة جنيه وسار المجد في ركاب سامية جمال وأصبح نجمها في صعود وارتفاع حتى كادت تلامس نجم حبيبها فريد الأطرش الذي كان يتعثر في خطواته بعد وفاة شقيقته أسمهان وبعد أن سقطت له بعض أفلامه وأضاع على موائد القمار كل أرباحه .
التعاون  الفني بين الحبيبين
 في عام 46 بدأ فريد  الأطرش في تكوين شركة لإنتاج الأفلام وأسند باكورة أعماله لسامية جمال وهو فيلم "حبيب العمر " الذي نجح نجاحاً مذهلاً كما نجحت كل أغانيه التي تتردد في الإذاعة يومياً من الصباح حتى المساء وصعد فريد بأغاني هذا الفيلم درجات عديدة في عالم الأغنية حتى سيطر صوته على سوق الغناء الرجالي في مصر والدول العربية سيطرة كاملة .. لم ينجح فريد فقط كممثل في  الفيلم بل نجحت أيضاً سامية جمال واستطاع هذا الثنائي أن يسيطر  على قلوب الناس سيطرة دفعت فريد إلى إنتاج مزيد من الأفلام التي تشاركه بطولتها سامية جمال وكانت كلها أفلاماً استعراضية غنائية مثل " أحبك إنت "، و" عفريتة هانم "، و"ما تقولش لحد " ، و" آخر كدبة " حتى كان آخر أفلامهما معاً "تعالى سلم " سنة 1950.
وهنا يثور سؤال .. هل عرفت سامية جمال رجالاً آخرين غير فريد الأطرش طوال الفترة من بداية تعارفهما وحتى أصبحت بطلة لأفلامه ؟
الواقع يقول إنه كان هناك آخرون حتى أن أحدهم قد كتب قصة حياتها وقصة حبه لها في فيلم سينمائي عرض في موسم 46ـ47 وكان هذا الرجل عضواً في البرلمان المصري .. وقيل أنه أسند دور البطولة لأخرى بعد اختلافه مع سامية .. وتروي قصة الفيلم حكاية بنت يتيمة الأب نشأت في كنف زوج أمها الذي كان يسومها سوء العذاب فهربت منه لتعيش في بيت زوج شقيقتها الذي لم يكن أقل قسوة في معاملته لها من زوج أمها فلا تجد أمامها سوى الهروب والعمل كراقصة .. وتقع الراقصة في قبضة رجل أفاق يعملها بقسوة ويستولي على نقودها إلى أن يظهر في حياتها رجل كريم ينقذها منه ويهيئ لها حياة شريفة فاضلة ويبني لها قصراً في  الريف ولكنها تهرب منه لترتمي في أحضان العاشق القديم الذي يجردها من كل شيء حتى تصاب بمرض السل ولا تجد من يعطف عليها سوى صديقها الكريم الذي يفتح لها ذراعيه من جديد لتدخل جنة الفضيلة .
الأمير يرفض الزواج من الفلاحة
لكن قصة حب فريد الأطرش وسامية جمال والسؤال الأبدي .. لماذا لا يتزوجان .. كانت هي المسيطرة على الصحافة الفنية في نهايات الأربعينات خاصة وأن كل الظواهر كانت تؤكد أنهما لا يفترقان أبداً عن بعضهما حتى أن فريد الأطرش في أواخر عام 49 يسافر في جولة فنية لشمال أفريقيا ويصحب معه سامية وبعد عودتهما يكتب أحد الصحفيين مقالاً يقول فيه إ ن فريد الأطرش يرفض الزواج من سامية لأنه سليل عائلة كبيرة في جبل الدروز وتجري في عروقه الدماء الزرقاء مثل الأمراء ولا يليق به أن يتزوج فلاحة مصرية جاءت من أسرة فقيرة واشتغلت بالرقص .. ويوم نشر هذا الكلام ظلت سامية تبكي طوال الليل حتى تورمت عيناها لكن بكاءها لم يثن فريد عما في رأسه فقد كان يؤمن بأن الزواج يقتل الحب وكانت تسيطر على رأسه فكرة أنه يوم يتزوج سامية يبحث عن امرأة أخرى تلهمه ألحانه وكانت هي ترى أن الأمر أصبح لا يحتمل مزيداً من التسويف ولابد أن يتوجا علاقتهما بالزواج قطعاً للألسنة ومنعاً للشائعات ، وظل هو يقنعها مرة ويفشل في ذلك مرات حتى قويت شوكتها عليه بعدما أصبحت صديقة لملك البلاد فاروق الأول .

قصة الصراع بين فريد والملك فاروق
·       الراقصة الحافية على العرش !
كانت بداية العلاقة سنة 1950 ولا يستطيع أحد تحديد أسبابها .
مصطفى أمين في كتابه ليالي فاروق أكد أن الملك قرر أن يصادق سامية جمال بعدما شاهدها في جلسة رومانسية مع فريد الأطرش في أحد المحلات فقرر لعب دور العزول رغم أنه لا يطيق سامية نفسها ويسميها " سمجة جمال " ولكن هناك تفسيراً آخر هو ربما أرادا لملك أن يغيظ فريد أيضاً ولكن بطريقة أن يغيظ فريد أيضاً ولكن بطريقة أخرى فهو يرفض الزواج منها لأنه يعتبر نفسه أميراً وهي فلاحة ولكن الملك بجلالة قدره سيصاحب تلك الفلاحة .
واستدعيت سامية جمال بواسطة متعهد حفلات اسمه " راؤول" لإحياء حفل يحضره جلالة الملك وفي نهاية الحفل اصطحبها جلالته إلى استراحته في حلوان حيث قضي الليلة معها ومن يومها أصبحت الاستدعاءات الملكية لها أمراً طبيعياً وإن ظلت في نفس الوقت على علاقتها بفريد ولكنها بالطبع تخلصت من ذلتها ومسكنتها وزادت ضغوطها عليه ليتزوجها فزادت المشكلات بينهما حتى انفصلا .
وعن الفترة التي التقت فيها سامية جمال بفاروق يقول حلمي سلام في كتابه (أيامه  الأخيرة) .
على طول المسافة بين سنتي 1946 وسنة 1950 كان فاروق قد أحرز في ميدان الفساد والمجون تقدماً أوسع واستهتاراً أكبر إذ كان قد طلق في 17 نوفمبر 1948 زوجته الفاضلة الملكة فريدة فتم له بطلاقها الخلاص من آخر قيد ـ وإن يكن من حرير ـ على تصرفاته الطائشة التي كانت تقوده بسرعة مجنونة نحو الهاوية !
وهكذا سافر فاروق إلى أوروبا سنة 1950 وقد كشف تماماً عن وجهه القبيح الذي عرف به بين الناس من ذلك التاريخ وإلى أن ابتلعته الهاوية .. لم يعد في وجهه بقية من حياء .. وبالتالي لم يعد يتخفى .. ولم يعد يتستر بالظلام .. ولم يعد يبحث عن أماكن لا يعرفه فيها أحد .. بل لقد ذهب في تحدي كل شخص وكل شيء إلى أبعد ما يمكن أن يذهب التحدي . وكان يتصرف كإنسان أصابه الجنون فجأة .. غير أن المجنون أي مجنون .. يلتمس الناس له عذراً من جنونه ولكن لأن فاروق لم يكن مجنوناً فإنه لم يجد بين الناس من يلتمس له العذر عن  تصرفاته التي سفح بها سمعة مصر وكرامتها قبل أن يسفح بها سمعته وكرامته .
ويصف الدكتور محمد حسين هيكل ما جرى في رحلة فاروق هذه ومتا نشأ عنها من خزي وعار لحقا بالمصريين جميعاً بقوله " بعد أيام من صدور مراسيم 17 يونيو المشهور .. أعلنت الصحف أن الملك سيسافر إلى أوروبا متنكراً باسم " فؤاد باشا المصري " فلما كان بفرنسا جعل مقره الرئيسي فيها مصيف " دوفيل " وجعل نادي هذه المدينة مكان سمره وسهره ولعبه وقماره ..كما كان في نادي السيارات بالقاهرة ، وما لبثت غانيات باريس والفاتنات الدوليات حين عرفن ذلك أن هرع عدد كبير منهم إلى دوفيل مؤمنات بأن ملك مصر يريد أن يضيفه في فرح ومسرة.. وزادهن إيماناً بذلك أن دعيت الراقصة المصرية سامية جمال إلى دوفيل لتبعث رقصاتها إلى هذا المجتمع المصري الفرنسي الدولي النعم والنعيم .
وكان الملك قد أرسل من هناك لسامية جمال في القاهرة لتلحق به ولكن وزير الداخلية وقتها فؤاد سراج الدين رفض منحها تأشيرة مغادرة لمصر فرفعت سامية الأمر للقضاء تطالب بحقها الدستوري في السفر بغض النظر عن أن الملك هو الذي أرسل في طلبها وبالفعل حكمت لها ا لمحكمة بعد ضجة صحفية كبرى .. وسميت سامية جمال بعد ذلك براقصة مصر الرسمية وظلت سامية جمال بين الرجلين الملك فاروق وفريد الذي لا يريد أن يتزوجها حتى بعد ما أصبحت أهم راقصة في مصر حتى يئست من الاثنين خاصة بعدما تزوج فاروق من ناريمان في 6 مايو 1951 وقضى فترة بعيداً عن حياة المجون فقبلت الزواج من الأمريكي شبرد كينج الذي قابلها في فيينا وعرض عليها الزواج فأتت به إلى مصر وأشهر إسلامه وعقد عليها في مكتب المحامي أنيس عطية في مساء 29 نوفمبر 1951 وطارت معه إلى الولايات المتحدة ولكن هذا الزواج لم يعمر طويلاً وانتهى بالطلاق بعد عام ونصف بعدما تبين أن الزوج يطمع في مال زوجته التي كانت ترقص في الملاهي هناك وعادت سامية إلى مصر واستأنفت نشاطها الفني ولكن لم تستأنف علاقتها بفريد .
بدأت قصة فريد الأطرش بناريمان قبل أ ن تعرف فاروق وكانت مازالت طالبة في مدرسة الليسيه وكان هو صديقاً لعمها مصطفى صادق وضيفاً دائماً على حفلات الأسرة أعجب بها وبجمالها وطلب يدها من والدها الذي رفض على الفور أن تتزوج وحيدته من مطرب ولكنه وافق على زواجها من د. زكي هاشم وبالفعل تمت الخطبة ووزعت دعوات حفل الزفاف ولكن حظها العثر جعلها تختار محلات جواهرجي العائلة المالكة أحمد نجيب لتختار منها شبكتها وعندما رآها الجواهرجي أرسل للملك أنه وجد له عروساً تليق به ودبر  الجواهرجي لقاء للملك مع الفتاة وأسرتها في المحل وكان من نتيجته أن قرر الملك الزواج منها واستدعى والدها العريس د. زكي هاشم وأبلغه بما حدث وأعلنه أنه شخصياً غير موافق على هذا الزواج .. بل إن الرجل فكر في الهروب من مصر مع ابنته ولم ايئس سقط صريعاً ومات كمداً ولكن الملك تمم زواجه الذي يريد به أن يحسن صورته أمام شعبه بعد انتشار أخبار فساده ومجونه وتم الزواج في 6 مايو سنة 1951 ولكن بعد عام واحد قامت الثورة في يوليو 1952 ووجدت ناريمان نفسها زوجة لملك سابق وذهبت معه إلى منفاه في إيطاليا ومن هناك نقلت الصحف أخبار الخناقات بين الملك وزوجته التي وصلت إلى حد صفعها على وجهها في أحد كباريهات روما ووقفت أصيلة هناك والدتها أمام الملك وطلبت طلاق ابنتها وأمام إصراره لم يجد الملك بداً من تطليقها بشرط تنازلها عن حضانة ابنها .. وتم الطلاق عام 54 .. وعادت ناريمان إلى مصر كسيرة  الجناح والقلب وحاولت أسرتها أن تسري عنها ببعض الحفلات التي كان يحييها صديق الأسرة فريد الأطرش الذي وجدها فرصة يجدد بها حبه لها وربما ليشفي غليله من الملك  السابق وليحرق قلبه كما سبق وأحرق قلبه بخطفه سامية جمال منه وبزواجه منها هي شخصياً .. وأصبحت ناريمان ضيفة على حفلات فريد الأطرش وفي العروض الأولى لأفلامه وأخذت الصحف تنقل أنباء الاهتمام المتزايد بين المطرب والملكة السابقة حتى أنها كتبت أن هناك زواجاً مرتقباً بين الاثنين ولكن أصيلة هانم صادق أم ناريمان خرجت على الصحف ببيان شديد الاستعلاء تنفي فيه بشدة  خبر تقدم فريد الأطرش بطلبه ليد ناريمان ولأنه لابد وأن يعرف الفوارق الاجتماعية بينه وبينها . ولو جرؤ على هذا الطلب فالرد هو الرفض مقدماً ولم يتحمل فريد الأطرش الصدمة وأصيب بأزمة قلبية حادة ولكنه رد على بيان أصيلة هانم خاصة مسألة الفوارق الاجتماعية وقال : " إنه من نسل أمراء الدروز أباً عن جد .. بينما ناريمان لم تكتسب صفتها الملكية إلا بزواجها من الملك السابق " .. وختم بيانه بطلب يد ناريمان علناً واضعاً بين يديها حسبه ونسبه واسمه وثروته ولكن الملكة السابقة نزولاً على إرادة والدتها لم ترد على طلبه .. وبعد فترة تزوجت من د. أدهم المقدم ولكن كان من نتاج فترة هذا الحب هو إقدام فريد الأطرش على إنتاج فيلم " قصة حبي " الذي يروي قصته معها .
والفيلم إخراج بركات .. قصة وسيناريو يوسف عيسى وبركات فكرة فريد الأطرش وبطولته وتدور قصته حول الموسيقى المشهور الذي تلتف حوله المعجبات ولكن لا تلفت نظره إلا فتاة خجول تحبه في صمت ويتودد إليها حتى تنشأ بينهما قصة حب ويذهب لوالدها ليخطبها ولكن يفاجأ بها وقد خطبت لرجل ذي مركز مهم في الدولة.. يصاب بصدمة نفسية ويقرر السفر إلى الخارج ..فينفس الوقت الذي تعيش فيه في عذاب .
وفي هذا الفيلم طلب فريد الأطرش من مؤلف الأغاني محمود فهمي إبراهيم أن يكتب أغنية في الفيلم تبدأ باسم " نورا " وهو اسم التدليل لناريمان والذي كان يناديها به أفراد عائلتها .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق