Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

ام كلثوم وقصص حب فى حياتها


رجال أحبتهم أم كلثوم
كانت أم كلثوم دائماً موضع حب الكثير من الرجال على مدى حياتها سواء من المحيطين بها كالشاعر أحمد رامي والموسيقار محمد القصبجي وقد أفنى الاثنان عمرهما في حب أم كلثوم وليكونا بجوارها غير مئات بل آلاف المعجبين الذين عرضوا علهيا الزواج .. ولكن من بين كل هؤلاء كان هناكم ثلاثة رجال أحبتهم أم كلثوم ولكل منهم معها حكاية .

النجريدي الطبيب العاشق
هو الدكتور أحمد صبري النجريدي والذي كان  يعمل كطبيب أسنان في بلدته طنطا وكان أيضاً من هواة الموسيقى وتلحين الأغاني وكانت موسيقاه تتميز بالموهبة والأصالة وبعيدة ت ماماً عن تيارات الموسيقى التي كانت منتشرة في تلك الأزمنة وقد تعرف أحمد صبري التجريدي على أم كلثوم عن طريق الوجيه علي بك البارودي والذي كان من أشد المتحمسين لأم كلثوم وكان هو الذي خلصها من ردائها القديم العقال وجعلها ترتدي الفستان لأول مرة وهو الذي خلصها من تخت المنشدين المكون من والدها وشقيقها وابن عمها وجعلها تغني أمام تخت شرقي حقيقي من العازفين الكبار وكان هو الذي  اختار أحمد صبري التجريدي ليلحن لها مجموعة أغنيات خفيفة تخل قلوب الناس بسهولة .. وقد ترك التجريدي عيادته وانتقل للإقامة في القاهرة وخلال عامين قدم لأم كلثوم 17 لاحناً قدمتها في حفلاتها الشهرية وطبعتها على  اسطوانات وكلها أغنيات عصرية خلصتها للأبد من شكل المطربة التي ترتدي ملابس فتيان البدو وتضع العقال على رأسها .. وحققت الأغنيات نجاحاً كبيراً مثل " يا كروان والنبي سلم " ، و" اللي انكتب عالجبين لازم تشوفه العين " ، و" شفت بعيني ما حدش قال لي " .
وتفرغ التجريدي تماماً لأم كلثوم وترك عمله كطبيب أسنان وأصبح يغار من منافسة أحمد رامي له في حب أ م كلثوم وإن كان قد لحن له أشعاره التي كتبها لها مثل " خايف يكون حبك لي " ، و" الحب كان من سنين " .
وتناثرت شائعات ونشرتها الصحف الفنية وقتها من أن زواجاً سرياً قد تم بين أم كلثوم والملحن أحمد صبري التجريدي ولكن حقيقة الأمر أن التجريدي كان قد طلب يد أم كلثوم منها ولكنها طلبت منه أن يسأل والدها لأنهم فلاحين ووالدها هو المسئول عنها ولكن والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي رفض الخطبة فاعتبر أحمد صبري التجريدي الرفض إهانة له ولمكانته كطبيب وكملحن كما أنه يعد نكراناً لجميله على أم كلثوم وعلى كل ؟؟؟ لها فآثر الانسحاب من حياتها للأبد .

مسعود الشريف " سي السيد "
كان أول أزواج السيدة أم كلثوم هو الملحن محمود  الشريف كان ذلك في بداية عام 1947 وكانت أم كلثوم نقيبة منتخبة للموسيقيين ومحمود الشريف وكيلاً للنقابة وكانت بينهما قصة حب وتفاهم رغم أن محمود الشريف كان زوجاً لامرأة أخرى ولكن الذي جعل من الزواج الرسمي أمراً ضرورياً هو احتياج أم كلثوم لإجراء جراحة عاجلة في الغدة الدرقية وقرر طبيبها المعالج د.؟ نجيب محفوظ ضرورة أ ن يوقع على أوراق الجراحة زوج أم كلثوم حتى لا يتحمل هو مسئولية الجراحة الخطيرة وصارحت أم كلثوم محمود الشريف بذلك فاصطحبها للمأذون على الفور وعقد قرانه عليها ولكن هذا الزواج لم يستمر طويلاً بعدما فوجئت أم كلثوم بمفهوم محمود الشريف عن الزواج فقط كان يرى أن الزوجة خادمة لزوجها حتى ولو كانت هي أم كلثوم بجلالة قدرها وكان يفرض عليها أن تغسل قدميه بالماء الساخن وأن تضع له القهوة بيديها ووصل الأمر بينهما إلى حد ضرب محمود الشريف لأم كلثوم وجذبها من شعرها فكانت النهاية بالطلاق .
كان مصطفى أمين لغزاً في حياة أم كلثوم فالشواهد التي تدل على مدى عمق العلاقة بينهما كثيرة ويؤكدها هو نفسه شخصياً في كتاباته ولكن متى تم هذا الزواج وإلى أي مدى استمر فالعلاقة بينهما كانت قوية ومتينة وممتدة على مدى عمر أم كلثوم كله كما توضح كتابات مصطفى أمين فيقول عن ذكريات إصدار أخبار اليوم : " كانت أم كلثوم متحمسة جداً لإصدار صحيفة مصرية خالصة .. وأول نسخة من أخبار اليوم حملتا وذهبت بها إلى بيتها في الزمالك .. كان الوقت منتصف الليل .. فرحت جداً وكانت من اللحظات السعيدة في حياتها وطبعاً في حياتي " .
ويقول أيضاً مصطفى أمين :
" كانت أم كلثوم أول من شجعنا على إصدار أخبار اليوم .. وأول من وقفت معنا وحدث أن خاضت أخبار اليوم معركة طاحنة مع إحدى الحكومات .. صحفها تصادر كل يوم ..المظاهرات تضربها بالطوب .. مجهولون يلقون عليها القنابل والديناميت .. محرروها يزجون في السجون والمعتقلات.. وأصدرت الدولة أمراً من الشركات والمحال التجارية بعد نشر إعلانات في أخبار اليوم .. وضعت بعض الشركات للضغط . وخافت أن تغضب الدولة فامتنعت عن نشر الإعلانات .. ووقعت أخبار اليوم في ضائقة مالية وبعنا البيت الذي نملكه في الروضة ولكن لم يكف سداد المطلوب وبعنا أسهم أبي في شركة بيع المصنوعات المصرية ولكن ابتلعتها الجريدة الجائعة .. وذهبنا إلى البنوك نقترض منها ولكن صدرت الأوامر للبنوك بالامتناع عن إقراض أخبار اليوم وكنا قد استنفذنا كل ما نستطيع أن نقترضه من البنك العربي ونذكر هنا أن صاحبه الفلسطيني عبدالحميد شومان فتح حساباً لأخبار اليوم على بياض بثلاثين ألف جنيه ولكن الثلاثين ألف جنيه انتهت أيضاً وامتدت أيد كثيرة لتنقذنا .. وكنا نخفي هذه الحقيقة عن كل من يعمل معنا . كنا نضحك وقلوبنا تبكي .. كنا نكتب ولا نعرف هل سنجد ثمن الورق الذي ستصدر به الجريدة في اليوم التالي .. وذات يوم دق جرس التليفون في مكتبي وإذا بها أم كلثوم وقالت أنها تريد أن تقابلني أنا وعلي أمين فوراً في بيتها .. فذهبنا إليها فقالت أنها لعمت أننا في أزمة خانقة وأن أخبار اليوم مهددة بالإفلاس وأنها على استعداد لأن  تضع كل مليم تملكه تحت تصرف أخبار اليوم .. وبهتنا وسألناها من أين عرفت هذا السر فقالت أنها تفرض أن تقول من أين علمت بهذا السر وأحضرت لنا مبلغ عشرين  ألف جنيه وقالت أنها مستعدة لأن تبيع مصاغها وبيتها وتقدم لنا حتى مائة ألف جنيه قلنا لها انت مجنونة .. إن هذا المبلغ قد يضيع .

يهمني ألا  تموت الصحيفة
قالت : إن الذي يهمني هو ألا تموت جريدة مصرية .
فقلنا لها : إننا نشك في أننا نستطيع أن نسدد لك هذا المبلغ قبل سنوات ..
قالت : لا أريد أن تسددوه إلا بعد أن تسددوا آخر دين عليكم للآخرين .
واكتفينا بمبلغ 18 ألف جنيه .. وأردنا أن نكتب إيصالاً باستلامنا المبلغ ورفضت أم كلثوم أن تكتب هذا الإيصال وكتبنا الإيصال فمزقته ورمته في وجوهنا " .
ويحكي مصطفى أمين موقفاً آخر لأم كلثوم عندما سجن سنة1960 في قضيته الشهيرة ويقول : " دخلت السجن ووضعوني تحت الحراسة وصادروا أ موالي في البنك وكان القرار أن أموت جوعاً وسدوا على جميع المساعي حتى لا يصلني قرش واحد من أخي علي الموجود في لندن .. كنت أعرف أن الكثير من أصدقائي سوف يقبلون أن يقرضوني في هذه المحنة ولكنني رفضت أن أحرجهم لأنني أعرف أنهم يقبضون على كل من يمد يده بالمساعدة لمسجون سياسي .
وفكرت في أن ألجأ إلى أم كلثوم وقلت لها أنني محتاج إلى مائة جنيه فوراً وأحب أن أنبهها أن هذا المبلغ سوف يعرضها لتوضع أموالها تحت الحراسة وقلت لها أنني لن أتضايق إذا رفضت أن تقرضني هذا المبلغ وقلت في ختام رسالتي أنني قد لا أستطيع رد هذا المبلغ قبل عشر سنوات وقد لا أستطيع رده أبداً وأرسلت أم كلثوم لي 500 جنيه وقالت أنها مستعدة أن ترسل لي خمسة آلاف جنيه .
وحدث أثناء سجني أن جلست أم كلثوم مع الرئيس عبدالناصر والمشير عامر والموسيقار محمد عبدالوهاب يتناولون العشاء على مائدة نادي الضباط وكان هذا عقب القبض عليّ بيومين والتفت عبدالناصر إلى أم كلثوم وسألها عن رأيها هامساً قالت أعرف مصطفى أمين طوال حياته وأعرف وطنيته وأعرف كيف دخل كل مليم أخبار اليوم .. وأشاح عبدالناصر بوجهه فاستمرت تدافع عني .. ثم سعت أم كلثوم لدى عبدالناصر والمشير عامر للإفراج عني وفشلت وذات يوم كنت في زنزانتي في ليمان طره وجاء عسكري يقول لي الدكتور عبدالقادر إسماعيل كبير أطباء السجن يريدك فوراً ..  وذهبت إليه ونظر إلي كبير الأطباء شذراً وقال لي : اخلع الجاكتة ودهشت من لهجة وغطرسة الأمر .. فقد كان رجلاً وديعاً ومؤدباً .. وتضايقت .. إنه يكلمني بهذا الجفاء أمام المسجونين الآخرين الذين يملأون غرفة العيادة .. وخلعت الجاكيت وإذا بكبير الأطباء يقول لي بنفس اللهجة القاسية : أرقد على مائدة الكشف .. وخضعت ونمت ووجدت الطبيب يضع سماعته على جسمي العاري وينحني ليقول لي هامساً : أم كلثوم بتقول لك اسمعها يوم الخميس القادم إنها ستغني لك قصيدة فيها بيتان أو ثلاثة توجههم لك .. وجلست في زنزانتي أياماً أنتظر قصيدة أم كلثوم والأبيات الثلاثة وفي مساء الخميس غنت أم كلثوم قصيدة الأطلال .. وكانت إذاعة السجن تذيع الحفلة كلها على الهواء بناء على إلحاح المسجونين وفجأة سمعت أم كلثوم تغني : أعطني حريتي .. أطلق يديا .. إني أعطيت ما استبقيت شيئاً .. انتفضت في فراشي وأنا أسمع هذه الأبيات .. أحسست أنني أتلقى من أم كلثوم رسالة تقتحم أسوار السجن .. ولم تتوقف أم كلثوم عن المطالبة بالإفراج عني .. ذات يوم صحبت أم كلثوم ابنتي رتيبة وابنتي صفية إلى بيت الرئيس أنور السادات وقابلت معهما السيدة جيهان السادات وتلقت وعداً من السادات بأنه سيفرج عني بعد المعركة مباشرة وأنه يعرف أنني مظلوم .. وبعد هل كانت علاقة  أم كلثوم بمصطفى أمين مجرد صداقة أم أنه كان زوجاً لها هذا ما لا يعرفه أحد سوى مصطفى أمين نفسه والذي لن يعرفه أحد إلا بعد أن تنشر مذكرات مصطفى أمين والتي أوصى إلا تنشر إلى بعد وفاته .

 طارق سعدالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق