Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

المفكر الاسلامى الكبير روجيه جارودى :الاسلام دين محبه وسلام ولايحرم السنيما


المفكر الإسلامي الكبير رجاء جارودي . اختار القاهرة لتكون مكاناً للاحتفال بميلاده الثمانين عندما كان ف ي زيارة قريبة للمنطقة .
وجارودي بدأ حياه أستاذاً لفلسفة الفن في الجامعة قبل اعتناقه الدين الإسلامي وكان اهتمامه منصباً على الفنون الغربية دون الفنون الشرقية والإسلامية التي لم يكن يعمل عنها شيئاً .. وجارودي صاحب رؤية موسوعية " شاملة " للإسلام بماضيه وحاضره ومستقبله تمكنه منها دراسته للعقيدة والشريعة والتاريخ والفن الإسلامي .
وكان جارودي قد استغل فرصة وجوده في القاهرة لدراسة إمكانية إعداد سلسلة أفلام عن الإسلام وكانت فرصة مناسبة للحوار معه حول الفن والدين والقضايا المتعلقة بعلاقتهما معاً سواء في  العالم الإسلامي أو في العالم الغربي .
وكان طبيعياً أن يمتد الحوار إلى الوضع الراهن والرأي العام العالمي يتهم الإسلام والمسلمين ويربط بينهم وبين الإرهاب العالمي .
قرأت أنك جئت إلى القاهرة لبحث إمكانية إعداد سلسلة أفلام وثائقية عن الإسلام في الأندلس .
ماذا تم من لقاءات واتصالات في هذا الشأن ؟ وما هي نتائجها ؟
الأفلام ليست وثائقية ولكنها أفلام عن الإسلام في الأندلس وكانت لي لقاءات في القاهرة مع المخرج علي بدرخان واتفقت معه على التعاون معي .
متى سنرى هذه الأفلام ؟
في 26 إبريل الحالي سأسافر إلى الأندلس مع علي بدرخان لتحديد أماكن التصوير هناك وقبل يوليو القادم سيظهر الفيلم الأول من هذه الأفلام .
ما هو دورك في هذه الأفلام ؟ هل مجرد إعطاء فكرتها أو كتابتها ؟
أقوم بكتابة السيناريو لهذه الأفلام .
لماذا كان تحمسك لهذه الفترة التاريخية بالذات .. فترة الإسلام في الأندلس ..؟
الأندلس شهدت أعظم حضارة إسلامية في الفنون والفلسفة وكان هناك إسلام متفتح متسامح تجاه الآخرين من أبناء الحضارات والديانات والأجناس الأخرى كاليهود والمسيحيين والفارسيين ، ولهذا أنشأت في غرناطة .. وكانت أكبر عواصم أوروبا في ذلك الوقت ـ متحفاً هو الوحيد في أسبانيا من نوعه لغرض أمجاد الإسلام في الأندلس .
متى أسست هذا المتحف .. وما هي مقتنياته ؟
أنشأته منذ ثماني سنوات وقد حقق نجاحاً كبيراً وزواره يتزايدون سنوياً وقد بلغوا ثمانين ألفاً في العام الماضي والمتحف يضم عدة مخطوطات فلسفية وثقافية لعلماء الأندلس ولكن الأهم منها هو مجموعة (الماكيتات) الكبيرة التي أنشأناها لأهم المشاريع الإسلامية في الأندلس .
فلدينا مثلاً (ماكيت) مسجد غرناطة الكبير قبل تحويله إلى كنيسة في ع هد شارل الخامس منذ خمسة قرون وتلك هي المرأة الأولى التي يعرض فيها هذا المسجد تماماً مثلما كان في الأصل ويرى الناس التسعمائة عمود التي كان يضمها .
هناك أيضاً ماكيت لقصر الحمراء وهو قصر آخر الملوك المسلمين في الأندلس وكان من أكبر المشاريع المعمارية في عصره .
كيف يمكن استخدام الفن في الدعاية للإسلام والرد على ما يتعرض له من هجمات خاصة في الغرب؟
وظيفتي في الأصل تدريس فلسفلة الفن في الجامعة ولم يكن لي أي اهتمامات بالفنون الشرقية وكان اهتمامي بالفنون في الغرب ، ولكن من وجهة نظري أن الفن هو أقصر الطرق للتفاهم بين شخص وآخر فالموسيقى مثلاً لغة عالمية كذلك العمارة والديكور والأرابيسك ، فكل الفنون وسائل للاتصال المباشر مع الإنسان .
كذلك تعبر الفنون عن ثقافة الفنون وتنقلها بوسيلة إبداعية لذلك لا أستطيع أن أقول إن الفنون نوع من الدعاية لشعوبها فقط ولكنها نوع من الحوار المباشر بين الشعوب .
أما بالنسبة لاستخدام الفن في الدعاية للإسلام فأنا أرى أن الفن الإسلامي بطبيعته يعبر فعلاً عن الإسلام فإحساس الشخص داخل مسجد يختلف تماماً عن إحساسه عند دخول كنيسة كما وأن هناك وسائل فنية أخرى يمكن أن يكون لها هذا الدور كالشعر العربي الإسلامي والشعر الفارسي أيضاً .
هل تأثرت شخصياً بالفنون الإسلامية ؟
من المؤكد أن للفن الإسلامي في نفسي آثاراً عظيمة في كل المجالات .. الموسيقى ، والعمارة ، والشعر .
وأنت في سنوات دراستك وبحثك للدين الإسلامي قبل أن تعتنقه هل درست شيئاً عن الفنون الإسلامية ، وهل لفت نظرك إلهيا أشياء معينة ؟
لقد كتبت كتبي الأساسية عن الإسلام قبل أن أعتنق الإسلام لكن فيما يخص الفن الإسلامي والذي أكن له الكثير من الإعجاب فقد ألفت كتاباً عنوانه " المسجد مرآة الإسلام " ، وقد أوضحت فيه خصائص العمارة الإسلامية في كل مسجد قمت بزيارته بداية من باكستان الهند ومصر وتونس والجزائر و المغرب وأفريقيا .
هل تشاهد السينما المصرية ؟
أشاهدها وأحبها خاصة أفلام بدرخان لذلك فضلت التعاون معه وأحب أيضاً أعمال شادي عبدالسلام ، ويوسف شاهين وآخرين .
هل يمكن استخدام فن السينما في خدمة الدين كعقيدة وكدعوة ؟
هذا يتوقف على الموضوع نفسه الذي يعرضه الفيلم وطريقة عرضه . فموضوع مثل الإسلام فيا لأندلس وهو في رأيي إسلام مثالي في تفتحه وتسامحه عندما تتناوله السينما فبالتأكيد سيصبح عملاً مفيداً للغاية ووسيلة جيدة للدعوى الدينية .
صدرت فتاوي تحرم تصوير الخلفاء الراشدين والمبشرين بالجنة .. ألا يؤثر هذا على مصداقية الفن عند تناوله لبعض الموضوعات والقضايا الدينية ؟
أنا أرى أنه ليس من الضروري التمسك بتصوير هذه الشخصيات لأن هناك شخصيات أخرى تصلح درامياً نستطيع من خلالها إظهار الشكل الصحيح للإسلام مثل مشروع فيلمي الثاني مع بدرخان وعنوانه " سقوط رجل " وهو عن آخر ملوك العرب في الأندلس وهو شخصية درامية غنية بالأحداث التي يتضح من خلالها تفتح الإسلام وتسامحه وفي نفس الوقت يوضح الفيلم أسباب سقوط الإسلام في الأندلس والتي نجد فيها الكثير من الدروس لما يحدث حولنا حالياً .
ما هي رؤيتك لصورة المسلم في الأعمال الفنية الغربية خاصة السينما ، وما أثر ذلك على الناس هناك بالنسبة لفهمهم ورؤيتهم للإسلام؟
إنهم لا يقدمون الإسلام في أفلامهم ولكنهم يقدمون شخصيات إسلامية وهي دائماً غريبة وسيئة وبالتأكيد يكون لها آثار سيئة على المشاهدين هناك . ولكن الصورة الأكثر إساءة للإسلام والأكثر تأثيراً على الناس هناك هي صورة بعض العرب وتصرفاتهم والتي تنسب للإسلام.
لماذا  إصرار الغرب على التركيز على موضوعات تسيء للإسلام مثل الفيلم الفرنسي " حريم " الذي ركز على تعدد الزوجات والختان ؟
إنهم يستغلون أفكاراً موجودة بالفعل في الدول الإسلامية ـ رغم أن هذه الدول أصدقاء لأمريكا ـ إلا أنهم يأخذون نقاط ضعف المسلمين كمادة لأفلام تسيء للإسلام نفسه كعقيدة .
هل تتابع السينما العالمية ..ومن هم السينمائيون الذين تتابع أعمالهم ؟
الآن أنا أتابع قليلاً ولا أعرف من السينمائيين الكثير ولا يلفت انتباهي سوى الأوسكار ، أما في الماضي فكنت أتابع (رونوا) وكان نجماً  عظيماً وهناك أيضاً كلود أوتون لارا وغيرهما من النجوم الفرنسيين الذين أصبحوا الآن كباراً في السن ، على أنني أعتقد أن السينما في الغرب تقدمت تقدماً كبيراً حتى أصبحت صناعة كبرى على أن عصرها الذهبي كان منذ فترة طويلة بفضل عدد من المخرجين الكبار ، وأنا أعتقد أن هوليوود مسئولة عن تدمير السينما الأوروبية خاصة الإيطالية والفرنسية والألمانية وأنا أعتبر كل من صمدوا ضد هذه الضغوط إبطالاً رغم أنهم لا يجدون الوسائل التي يعبرون فيها عن فنهم وذلك راجع بالطبع إلى تحكم ديكتاتورية الأموال في الصناعة .
من هم هؤلاء الأبطال الصامدون ؟
لا أذكر أسماء محددة بعينها . ولكن لكي أوضح تأثير السينما الأمريكية على الفن وعلى أوروبا عموماً سأضرب لك مثالاً بمحطات التليفزيون فمن بين 250 ألف ساعة إرسال تبثها 12 محطة أوروبية هناك 25 ألف ساعة فقطمن إنتاج أوروبا .
وبينما الأفلام الفرنسية تمثل 5% فقط من مجموع الأفلام المعروضة في أمريكا نجد أن 60% من ألأفلام المعروضة في فرنسا أمريكية .
هذا الاختراق الأمريكي الشديد فيه تدمير وإنهاء للحضارة الأوروبية خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا موضوعات معظم الأفلام الأمريكية التي تقدم صورة رهيبة للحياة لا يحتكم فيها إلا للمسدس كما في أفلام الخارجين عن القانون وأفلام الغرب الأمريكي والعنصرية ضد الهنود وحتى المسلسلات الأمريكية الطويلة مثل " دالاس " مثلاً دائماً نؤكد على معنى أن المال هو كل شيء في الحياة . فهل الحياة يحكمها عنصر واحد هو المال ؟ ! .. أعتقد أن أمريكا هي مركز التلوت العالمي الآن .
مازال البعض من الأصوليين يحرمون التصوير والنحت والتشخيص عموماً .. ما رأيك في هذه الادعاءات ؟
الإسلام هو  دين الجمال ، الفصل الأول من كتابي (المسجد مرآة الإسلام) عنوانه دين الجمال والجميل أحد أسماء الله الحسنى .
إن الذي أحرمه بالفعل هو فن هوليوود لكن أن نحرم ابتداع البشر الجميل فهذا غير مقبول ، لكننا أيضاً ندين الإرهاب والعنف ولكن ليس الفن .
ما هو رأيك في إحداث الإرهاب الأخيرة التي حدثت في مصر وشعورك وأنت موجود فيها ؟
اليوم عندما أشاهد العمليات الإرهابية التي تحدث في مصر فإنني أبحث دائماً عن الأيدي الأجنبية المسئولة عن ذلك .
هناك أشخاص من مصلحتهم إضعاف الاقتصاد المصري خاصة عن طريق السياحة وخلق أزمة مالية قبل مباحثات الرئيس مبارك وصندوق النقد الدولي .
وعندما ينفجر المركز التجاري الأمريكي فإنه م العبث إلقاء القبض على سائق تاكسي لأن تنفيذ هذه العملية يستلزم الإجابة عن سؤالين من وجهة نظري :
أولاً : من يستطيع القيام بهذه العملية ؟ إنها لابد أن تكون منظمة كبيرة لديها الكثير من الأموال وعلى مستوى تدريبي عال وعلى درجة من المهارة لاختراق الدولة الأمريكية ولا يوجد سوى الموساد التي تستطيع القيام بكل ذلك .
والسؤال الثاني : من المستفيد من العملية ؟ المستفيد من ذلك هي إسرائيل لأنها تقنع الأمريكيين أنهم أيضاً مهددون من العرب مثلها .
طارق سعدالدين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق