Translate

السبت، 23 أبريل 2011

" سهر الليالي " .. فيلم عادي ..دعايته غير عادية


" سهر الليالي " ..
فيلم عادي ..دعايته غير عادية
ذهبت لأشاهد فيلم " سهر الليالي " مدفوعا بهذا الطوفان النقدي الذي يرفع الفيلم إلى مصاف المعجزات السينمائية والفلتات التي لا تتكرر سواء من حيث الموضوع والسيناريو أو الاخراج أو أداء الممثلين ..
والنظرة الموضوعية لهذا التيار النقدي الجارف تقول إن النقاد ربما استاءوا من كم الأفلام الهابطة التي تحقق أعلى الايرادات مثل " كلم ماما " و " اللي بالي بالك " ولكن الموضوعية كانت تقتضي أن ننظر " لسهر الليالي " بإعتباره فيلما عاديا أو أقل ولا يزيد عن كونه ذحلقة غير متقنة من المسلسل الأمريكي الشهير " سفينة الحب " حيث ثلاث أو أربع قصص عاطفية تربط بينهما علاقة واهية قد تكون صداقات الأبطال ببعضهم أو وجودهم في مكان واحد .. وتصل العلاقات إلى عقدة ـ خايبة ـ بشكل متزامن ثم تنتهي نهاية سعيدة أخيب منها وبالطريقة نفسها .
ومن حيث الموضوع فالسيناريست تامر حبيب اختار أربعة أزواج من الطبقة الراقية رغم أن أبناء غالبية هذا الشعب في هذه السن لايستطيعون الزواج ولا يملكون تكاليفه وربما لا يجدون أي وظيفة من أساسه ..
والعقدة الأساسية في الفيلم والتي تنفجر في الأربع علاقات في الوقت نفسه هي أن تكتشف منى زكي بما لا يدع مجالا للشك أن زوجها فتحي عبد الوهاب يخونها فتثور وتطرده من البيت وتطلب منه عدم الاتصال وبعد ليلة طويلة مملة من الأحاديث المتكررة يعود الزوج المطرود هكذا وبدون مناسبة ـ ليجد زوجته قد وضعت مولودا جديدا فيعودان سمنا على عسل ولا كأنه جرحها ولا كأنها في حاجة لوقت طويل لتسامحه , أما الزوج الثاني فهو خالد أبو النجا وزوجته التي لايشبعها عاطفيا فتترك له نفسها كجثة هامدة مما يدفعها للعلاج النفسي , تطلب الطلاق ويترك زوجها البيت في الليلة إياها التي اجتمعوا فيها في الوقت الذي تكون فيه الزوجة قد قررت أن تستسلم لشاب لشاب أثارها وطاردها وفي لحظة استسلامها له في الصحراء تتركه دون أن نعرف السبب هل تحرك لديها ضميرها ووازعها الديني والأخلاقي أم أنها " قرفت منه هو " المهم أن زوجها الذي طلبت منه الطلاق يجدها في البيت خارجة من الحمام تنفض عن نفسها تراب الصحراء ويطلب منها أن تسامحه وهي تقول له إننا جميعا نخطئ وتحتضنه ولانعرف هل ستعيش معه على الوتيرة نفسها أم أنها ستجد أحدا يأخذ جوزها على جنب ويعلمه ما الذي يجب أن يعمله مع زوجته .
أما العلاقة الثالثة فللزوجة حنان ترك وهي ابنة راقصة وممثلة معتزلة فتعاير زوجها بأصله المتواضع يثور ويترك لها البيت وبعد الليلة إياها يعود لأخذ حاجياته رافضا كل توسلاتها له بالبقاء فتضطر للكذب عليه بأنها حامل فيبقى وهذا هو الخط الوحيد المكتوب بعناية وإقناع في الفيلم وإن شابه الملل والتكرار في الحوارات كما في أغلب باقي خيوط الفيلم .
المخرج مبشر وواعد ولكني لا أدعوه لسماع كلمات النقاد التي جعلت منه فلتة زمانه .
علا غانم في الفيلم أنها صاروخ أنثوي محلي الصنع دون الحاجة لاستيراد بطلات تونس ولبنان .
وأخيرا نجح الفيلم في جمع ثمانية أبطال منهم منى زكي وحنان ترك سوبر ستار معظم الأفلام المنتجة الآن مما أتاح عمل عدد كبير من الصور الفوتوغرافية الجميلة في حملة دعاية الفيلم التي أثمرت وجعلت من الفيلم قنبلة ومعجزة على غير الحقيقة .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق