Translate

السبت، 23 أبريل 2011

زوربا وبيلي وايلدر على الطريقة المصرية


زوربا وبيلي وايلدر على الطريقة المصرية

سئمت السينما في العالم من نماذج العنف والضرب .. سئمت مننماذج الأبطال الذين يسعون لتغيير العالم وإقامة العدل بأيديهم وأرجلهم ومسدساتهم .. إكتشف السينمائيون أن الناس في حاجة إلى نمذج طيبة من البشر تبشر بالحب والخير تؤمن بالله وبالقضاء والقدر وتسير في الحياة على سجيتها وطبيعتها لاتضمر شرا ولا حقدا لأحد .. فكان (فورست جامب) في أمريكا هو النموذج الذي نجح واكتسح وفتح المجال أمام التيار الجديد في السينما وأصبح موضة حتى أن الرئيس الأمريكي كلينتون قلد حركاته في أحد إجتماعاته الرسمية الأخيرة وأمام عدسات التلفزيون ومراسلي الصحف .
وفي مصر سئمنا من نماذج الأبطال المجرمين الذين يتعرضون للظلم فيخرجون للإنتقام أو الذي تدفعه الظروف الإجتماعية والإقتصادية إلى احتراف الإجرام ثم الإنتقام للضعفاء والمقهورين ومظلومي المجتمع بسرقة اللصوص الكبار ويظل البطل في النهاية لصا يقيم العدل على طريقة اللصوصية والإجرام وربما بالإنتقام ممن ظلموه بقتلهم سواء بالخنجر أو بالرصاص أو بالإلقاء في البحر .
وسط هذا كله يأتي بطل د. محمد كامل القليوبي في فيلمه الجديد (البحر بيضحك ليه) والذي قام ببطولته محمود عبد العزيز إنسانا عاديا موظفا متزوجا يضيق بضغوط الحياة وتقاليدها البالية التي تفرض عليه أن يتحمل أنماطا معينة من البشر ومن السلوك يقرر أن يتمرد عليها وأن يعيش حياة الحرية فيستمتع بمباهج الحياة البسيطة بحيث لا يتخلى عن إنسانيته وكما جاء على لسانه في الحوار " فقد قرر أن يعمل كإنسان في هذه الحياة " يقع في غرام ابنة حاوي فيعمل معها ومع أسرتها ويلف معهم شوارع الإسكندرية .. يهب لنجدة كل إنسان يحتاج لمساعدته حتى فتاة ليل يلقيها بعض العابسين جريحة في الشارع .. ويهب لإنقاذ أخرى من بين يدي فتوة يوسعها ضربا ليأخذ فلوسها . والفيلم كوميديا راقية من النوع الذي نفتقده كثيرا في السينما المصرية .. كوميديا الموقف التي تحمل قيمة ومعنى وهدفا فلا تنساها بمجرد خروجك من باب السينما ولكنك ترتبط بالشخصيات وبالموضوع الذي قد يثير عندك هما أو يغير فيك سلوكا .
وهو النوع الذي برع فيه د. محمد القليوبي حتى الآن في فيلمه " ثلاثة على الطريق " و" البحر بيضحك ليه " ولو إستمر على نفس الطريقة فسيصبح لدينا بيلي وايلدر في مصر .
أما محمود عبد العزيز فقد وجد طريقه في هذا النوع النادر من الكوميديا يذكرني أداؤه بأنتوني كوين في فيلم زوربا فتركيبته الشخصية في الفيلم هي نفس تركيبة زوربا وكان أداء محمود عبد العزيز سهلا ممتنعا وممتعا بلا إفتعال أو مبالغة .
ولعبت نهلة سلامة دورا جديدا عليها أثبت أنها ممثلة جيدة قادرة على الأداء والتعبير ويغفر لها أفلاما أخرى اعتمدت فيها على أشياء أخرى غير ذلك .
وفي النهاية أهمس في أذن المخرج د. القليوبي بأن مشاهد المركب كانت ضعيفة في إخراجها فالمكان ضيق وإضاءته السيئة والعدد الكبير من الممثلين الموجودين داخل الكادر وصعوبة الزوايا التي إختارتها وفرضتها ظروف المكان جعلت تلك المشاهد أقل مشاهد بصريا .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق