Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

عبد الحليم جافظ والمرأه المجهوله فى حياته


المرأة المجهولة في حياة
عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ وخالته وعروسه .. تعليق صغير جداً لصورة نشرتها مجلة " صباح الخير " عام 1956 عندما كان عبدالحليم حافظ نجماً شاباً على بدايات طريق المجد .. وبمرور السنوات لم يتم مشروع الزواج ونسي الجميع الخبر وصاحبته . واشتهر عبدالحليم بالفنان العازب .
ومنذ سنوات قليلة مضت ، وبالتحديد ثلاث سنوات أتيح لي أن ألتقي بصاحبة الصورة المنشورة منذ أربعين عاماً هي ووالدتها .. كانت قد صارت جد ، وسألتها عن قصتها مع عبدالحليم متى وأين بدأت وكيف انتهت ..
قال لي والدها الحاج عبدالسلام شريف :
ـ الحكاية تبدأ من نهاية الثلاثينيات عندما كان والدي يعمل رئيساً لتفتيش الري في  دائرة الأمير" محمد علي توفيق " شقيق الملك فؤاد وكنت قد تخرجت حديثاً وحصلت على دبلوم الزراعة ، وسعى والدي لتعييني معاوناً للزراعة في التفتيش ، وكان أ بناء موظفي البرنس لهم أولوية التعيين في الدائرة .. في نفس الوقت خلت وظيفة ناظر الزراعة ب الدائرة وهي الوظيفة التي تسبقني في التسلسل الوظيفي ، واختار مدير عام دائرة البرنس وقتها رجلاً من أ صل تركي اسمه محمد كامل ليشغل الوظيفة ، وكانت للرجل ابنتان شابتان وزوجته متوفاة . قد توفي الرجل نفسه بعد فترة قصيرة ليتركهما وحيدتين بلا أقارب ولا معارف في بلدتنا " هربيط " التابعة لمركز أبو كبير محافظة الشرقية فأخذهما والدي إلى بيتنا ورعاهما حتى يقضي الله أمراً وطلب من والدتي أن أختار أحدهما لأتزوجها فاخترت الصغرى لأن سنها كانت قريبة من سني بينما الكبرى كانت أكبر مني بكثير ، وبعد دفن والدها مباشرة أعلن والدي الخبر على أهل البلد وبعد مرور أربعين يوماً ابتهاجاً بزفاف إحدى اليتيمتين واستقدموا المطربين والمغنين من البلاد التي حولنا ، من الزقازيق وطنطا وانتشر خبر اليتيمتين واستقدموا المطربين والمغنين من البلاد من حولنا ، من الزقازيق وطنطا وانتشر خبر اليتيمتين ، وما حدث لهما والفرح الذي تم في كل البلاد من حولنا مثقل ههيا والإبراهيمية والحلوات .. ومن الأخيرة جاء إلى والدي شخص اسمه " متولي عماشه " يعمل موظفاً في بنك التسليف بالزقازيق وقال أنه يريد أن يتزوج اليتيمة الثانية الموجودة في بيته ، لتربي له  أولاد أخته الأيتام الذين فقدوا أمهم وأباهم ، خاصة أصغرهم الرضيع الذي جاءوا له بأكثر من مرضعة في ملجأ الزقازيق حتى يجد الرعاية التي يحتاجها .
والحاج متولي كان له ابن واحد من زوجته متوفاة أيضاً ، واسمه أحمد ، وقال له والدي : إن البنت التي جربت فقد الأم والأب ستكون حنوناً مع الأيتام مثلها .. وتم زفاف متولي عماشه على اليتيمة الكبرى زينب محمد كامل ولحكمة إلهية لم تنجب هذه السيدة واعتبرت أولاد شقيقة زوجها هم أولادها وكان هؤلاء الأولاد على ؟؟؟ وأشقاؤها إسماعيل ومحمد وعبدالحليم حافظ .. ولأن الحاجة زينب لم تنجب فلقد  أخذت ابنتي الكبرى فاطمة ـ بنت شقيقتها ـ وعمرها عام واحد لتربيها مع عبدالحليم وأخوته ، وانتقلت معهم للفيلا التي بناها الحاج متولي عماشه في الحلوات بعد ذلك ، وظلت معهم حتى وصلت الرابعة عشرة من عمرها وذهبت لأخذها لتكمل تعليمها في القاهرة ويومها ظلت الحاجة زينب تتبع السيارة وهي تصبح علينا فقد ارتبطت بفاطمة ارتباطاً شديداً ، وعز عليها فراقها .
أما فاطمة نفسها فتقول لي عن ذكرياتها مع عبدالحليم حافظ :
ـ لقد عشت مع عبدالحليم وأخوته أكثر مما عشت مع أخوتي ، فقد أخذتني خالتي وأنا رضيعة حتى وصلت إلى الرابعة عشرة ، كان عبدالحليم يلازمني بصفة دائمة ويقول لخالتي زينب :
" عهد يا ماما زينب تخطبي لي بطة " وهو الذي سماني طاطا وكنت دلوعة البيت حتى أنني بعد ذلك كنت أتشاجر معه ومع أخوته وأقول لهم أنتم سبب فشلي في التعليم بتدليلكم الزائد لي .. وفي العيد كانت كل طفلة تحصل على فستان واحد بينما كنت أحصل على أكثر من خمسة فساتين من أبي ومن خالتي وزوجها وباقي أفراد العائلة وكنت أضع العيدية في حصالة يأخذها مني عبدالحليم ليشتري لي منها الشيكولاته والبنبون ، ويأخذني للفسحة في الزقازيق لنركب الدراجات أو نتسابق بالحمير في حقول الحلوات .. وعندما جاء والدي ليأخذني من  بيت خالتي لأدخل مدرسة " ليسيه الحرية " بشبرا ، كان يزورني باستمرار ، وكان حريصاً  على الاتصال بي تليفونياً ليقول لي أنه حزين جداً ويشعر بالوحدة بدوني ، ويريدني أن أكون معهم في البيت .
وفي الفترة التي ظهر فيها عبدالحليم في فيلمي "لحن الوفاء " ، و"أيامنا الحلوة" ، كنت طالبة في المدرسة وكان يلح عليّ وعلى أخوتي أن نزوره وهو يمثل في الأستوديو ، ولكنني لم أذهب .. ثم أرادني أن أمثل معه فرفضت أيضاً .. وكنت عندما نذهب للزقازيق أو الحلوات نغني ونمثل معاً فكان يقول لي "أنت ليلى وأنا قيس" وكنا نغني دويتو " لحن الوفاء " ، و"تعالى أقولك" ، ونضحك ونركب الدراجات وفي هذه الأثناء جاء عبدالحليم حافظ باثنين من الصحفيين إلى بيت خالي الحاج متولي في الحلوات ، وقدمني لهما باعتباري خطيبته ، وقال أنه لا يأكل إلا من صنع يدي .. كنا صغاراً ونأخذ الأمور بشيء من الهزل وعدم الجدية ، وانتشر الخبر في مصر كلها ولكن بعد أن أحاطته أضواء الشهرة والنجومية حرص الموجودون من حوله على منع أي اتصال به حتى في التليفون وكان يتحججون بعدم وجوده أو بأنه نائم ، وإذا تصاف رد هو كان يتساءل في دهشة : لماذا لا تسألون عني وعن أخباري وأتعجب من أن  أحداً لم يبلغه بالاتصالات السابقة .
وعن رد فعله عندما تزوجت قالت :
ـ جاءني خطاب كثيرون وكنت أرفض حتى جاء النصيب عندما خطبت لابن عمدة إحدى قرى الشرقية ، وعندما علم عبدالحليم بذلك ، اتصل تليفونياً وقال : كبرت يا بطة وستتركيني وتتزوجي .. معقول تتركي مصر وتعيشي في الريف ؟ قلت له : النصيب .. قال : مش راجل طيب وابن حلال ؟ قلت : جداً .ز قال الحمد لله : اطمأنيت عليك وأنا دائماً أخوك .
ويوم عقد القران أرسل باقة ورد ، وجاءت أبله عليه ومحمد وإسماعيل شبانه لحضور الفرح .
طارق سعدالدين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق