Translate

السبت، 23 أبريل 2011

ديوان البقر


ديوان البقر

شاهدت مسرحية محمد أبو العلا السلاموني ( ديوان البقر ) وفيها يفسر المؤلف ظاهرة التطرف الديني وكيف نشأت وسيطرت على عقول الناس في غفلة وتأييد من بعض الحكام حتى تحكمت في البلاد والعباد من خلال قصة دجال يهبط على بلد من البسطاء ويفتي بأن كل من يستطيع لعق أرنبة أنفه بطرف لسانه أو أن يلمس به ( حلمة ودنه ) يدخل الجنة فيصدقه الناس وينصرفون عن شئون حياتهم إلى محاولات لعق أرنبة أنوفهم أو حلمة آذانهم حتى تستطيل أنوفهم وألسنتهم ويتحولوا إلى ما يشبه البقر ويجدها فرصة ذهبية لإلهاء الناس عنه وعن أسلوبه في حكمهم ويلعب الدجال على الناس فيختار ( غازية ) البلد لتعلن إعتزالها للرقص وتوبتها بعد أن يعطيها مبلغا كبيرا من المال .. ويصم الحاكم أذنه عن نصائح وزيره العاقل وابنته التي تعلمت في بلاد الرومان علوم الدنيا بعد أن ألغاها الحاكم في بلده ويغرق في ملذاته وتنتهي المسرحية بتحكم الدجال في البلد وحاكمهم الذي يتحول إلى مجرد أداة في يد الدجال ورجاله ويحاكم وزيره وابنته .
شاهدت العرض في ليلته الأخيرة التي خصصت لأساتذة وطرب جامعة القاهرة , وهالني استقبال الجمهور لها , وعرفت أنه ليس صحيحا ما يقال عن تحكم بعض الجماعات في أنشطة الجامعة الفنية ورغم المباشرة في النص إلا أن أبو العلا السلاموني استطاع تأصيل ظاهرة التطرف وتبسيطها ودق كل نواقيس  الخطر في الانصراف عن شئون الدنيا التي تطورت من حولنا واهتمامنا بتفاصيل وفتاوى مضللة ومدسوسة .. ورغم أن المسرحية دعوة لعدم تحريم الفنون ووسائل التعبير المختلفة من رسم ونحت وتصوير وغناء .. الخ إلا أن الرمز الذي اختاره الكاتب لم يكن موفقا فكيف نتعاطف مع الغازية وهي تدافع عن نفسها بأنها كانت ترقص للناس ومعهم حتى يرقصوا معها وكان أجدر بالمؤلف اختنيار رمز آخر ينقل من خلاله ما يريده , إن الفنون ليست حراما .
قبل هذا العرض كنت أتصور أن أثار مهرجان المسرح التجريبي والتجارب المسرحية الجديدة لن تظهر إلا من خلال شباب المخرجين الذين مازالوا في طور التكوين ولكنني فوجئت بأسلوب كرم مطاوع الجديد والفريد واستخداماته للألواح الزجاجية كديكور موح بما يدور في القصور وفراغ من فيها واستخدامها في الحركة المسرحية كغرفة نوم الحاكم ثم كسجن شفاف نضع فيه عقولنا قبل أجسامنا .
برع عبد الرحمن أبو زهرة في دور ( المودودي ) الدجال ومعه أحمد حلاوة الحاكم وناهد رشدي وعايدة فهمي ومجموعة الممثلين الشباب وتحية للدكتورة هدى وصفي مديرة مركز الهناجر التي تحمست للعمل وقدمته على مسرحها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق