Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

عبد الحليم حافظ


هل تنكر عبد الحليم
حافظ لعبد الناصر
ليفوز برضا السادات؟
·      كيف بدأت علاقة حليم بصلاح سالم قبل الثورة؟
·  أسرار لقاءات حليم بعبد الناصر .. وكيف أنقذه الرئيس من نفوذ صلاح نصر.
·     سر علاقة عبد الحليم بزوج ابنة السادات رقية.
·  لماذا منع السادات عبد الحليم من الغناء باسمه وسمح بذلك لفايدة كامل فقط؟
·  هل كان عبد الحليم هو الواسطة التي دعت السادات للإفراج عن مصطفى أمين؟

·     كان عبد الحليم حافظ صديقًا للرؤساء والملوك بداية من عبد الناصر والملك الحسن الثاني والرئيس بورقيبة وأحمد بن بيلا وأمراء الخليج والسعودية والشيخ كمال أدهم رئيس المخابرات السعودي .. فماذا عن علاقته بالرئيس السادات وكيف تأثرت بتاريخه الطويل مع جمال عبد الناصر . كان عبد الحليم احد أهم رموز المرحلة الناصرية وأحد أهم أدوات ناصر في الوصول إلى الناس لشرح مبادئه وأهدافه ومواقفه السياسية وعلى المستوى الشخصي كان حليم هو أقرب الفنانين إلى الرئيس بعد أم كلثوم .. وعندما جاء السادات ليسير على خط عبد الناصر بأستيكة كما كان يحلو له أن يقول في جلساته الخاصة وعندما بدأت حملة التشهير والتشويه لعبد الناصر وفترته كلها بظهور كتابي "عودة الوعي" لتوفيق الحكيم و"حوار خلف الأسوار" لجلال الحمامصي .. ثم انضم لها كثيرون من كتاب وفنانين ... آثر الكثيرون من رموز المرحلة الناصرية – الذين لم يهاجروا من مصر – ومنهم صلاح جاهين مسايرة الموجة الجديدة فاعتذر صلاح جاهين عن أغنياته التي كتبها أيام عبد الناصر واعتبرها سقطة منه ساهمت في تزييف وعي الناس وتحذيرهم عن مأسي ناصر وحقبته .. ولكن جاهين نفسه عاد واعتذر لتحية عبد الناصر عما قاله في حق الزعيم عندما مرضت وأرسل إليها باقة ورد ولكن ذلك كان بعد وفاة السادات في أكتوبر 1981 .. فماذا عن عبد الحليم حافظ الذي لم تواته الفرصة للتراجع عن مواقفه حيث توفى في مارس 1977 في حياة السادات .. فكيف عاش أيامه في السادات وكيف تأثرت آراؤه في عبد الناصر وحقبته بالجو العام السائد في البلد ومصالحه هو وقتها.
·                     كيف بدأت علاقة عبد الحليم بعبد الناصر وكيف تطورت هذه العلاقة؟     
ميلاد نجم
مصادفة ربطت بين عبد الحليم والعهد الجديد .. تفاءل بهذه المصادفة وربما تشبث بها ليتحول من مجرد مطرب عادي إلى شيء أكبر وأعظم وأخلد .. اختاره وجيه أباظة مدير الشئون العامة بالقوات المسلحة التي تشرف على احتفالات عيد الثورة الأول في يوليو 1953 بعدما استمع إلى صوته .. خاف عبد الحليم لأن كل نجوم الحفلة من الوزن الثقيل .. وكان إخفاقه في حفل الإسكندرية حيث هاجمه الجمهور ومطالبته بنزوله من على المسرح ليس ببعيد. ولكن القدر يتدخل ليدخل قدرًا من التفاؤل إلى نفسه .. ففي نشرة الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الحفلة وقبل ظهوره بساعة على المسرح يذاع نبأ إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية ويعلن مذيع الحفل الداخلي النبأ فتنطلق موجة عارمة من الفرح والتصفيق بين الجمهور وعندما يحين موعد ظهوره على المسرح يقدمه يوسف وهبي قائلاً: "مع إعلان ميلاد الجمهورية نعلن ميلاد مطرب جديد هو عبد الحليم حافظ" . ويغني عبد الحليم (صافيني مرة) وتكون المفاجأة هي تصفيق الجمهور تصفيقًا شديدًا له مما كان يعني له شهادة ميلاده الفنية ، وعندما بدأ نجم جمال عبد الناصر يعلو كزعيم بدأ ارتباط عبد الحليم حافظ به على المستويين الفني والشخصي .. على المستوى الفني كانت البداية بأغنية "إحنا الشعب" والتي كان نجاحها دافعًا قويًا لكي يستمر عبد الحليم في تقديم الأغنيات الوطنية على تقديم أغنية وطنية جديدة كل عام.
سيناترا السويس
جاء الارتباط الشديد بين الثورة وزعيمها والمطرب عام 1956 عندما غنى عبد الحليم "يا أهلا بالمعارك" من تأليف صلاح جاهين وألحان كمال الطويل والتي صادفت نجاحًا فاق كل تصور .. ثم أغنية "ذكريات" تأليف أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبد الوهاب .. وفيها صور أيام الاحتلال البريطاني لمصر وتصادف أن أصيب عبد الحليم في نفس العام بنزيف وكان من الضروري علاجه في لندن فسافر إلى سويسرا ومنها حاول الحصول على تأشيرة دخول إلى انجلترا فأفهمه الموظف المسئول بالسفارة انه على القوائم السوداء لأنه يسب بريطانيا في أغانيه كما يسبها زعيمه عبد الناصر في خطبه وأرادت بريطانيا أن تحاربه فأعلنت إذاعة الـ "بي بي سي" نبأ وفاته في صدر نشرات أخبارها قبل أن يصل إلى فندقه في سويسرا وانقلبت الدنيا في مصر والوطن العربي وسويسرا واخذت الوفود تتجه إلى مقر إقامته لتلقي عليه نظرة وداع والخارجية المصرية تستفسر من سفارتها في زيورخ لتبلغ عبد الناصر أن الخبر مجرد شائعة لكن صحفي بريطاني يتبنى قضية عبد الحليم ويثير الرأي العام العالمي لأن الرجل يريد العلاج وكانت الصحف البريطانية تسمى عبد الحليم سيناترا السويس اعترافًا بدوره الكبير في حرب السويس وأمام الضغوط ترسل بريطانيا مندوبا من سفارتها بسويسرا يخبر عبد الحليم بموافقة الحكومة على دخوله بريطانيا للعلاج .. وبعد ذلك أصبح عبد الحليم حافظ رسميًا هو مطرب الثورة الذي يسجل إنجازاتها الكبرى والذي يبسط شعاراتها للناس.
المطرب والزعيم
والواقع أن علاقة عبد الحليم بالثورة ورجالها كانت ترجع إلى ما قبل الثورة يقول عبد الحليم حافظ في مذكراته لإيريس نظمي: "كنت أعرف صلاح سالم وأخوته خاصة يحيى ضابط البوليس قبل قيام الثورة .. ولم تنقطع الصلة بيننا بعدها .. وذات يوم فوجئت بالصاغ صلاح سالم يقول لي سأقدمك للرئيس عبد الناصر .. ووجدت نفسي أمام الرئيس عبد الناصر الذي ابتسم في وجهي بود حقيقي وهو يقول لي: احنا بنعتبرك ظهرت مع الثورة. ويقول عبد الحليم في نفس المذكرات:
·     كنت اشعر أن الرئيس عبد الناصر يحبني فعلا وقد تأكد حبه لي في أكثر من موقف .. حدث عندما وضعت الرقابة على التليفونات انني عرفت أن تليفوني أيضًا من بين التليفونات التي وضعت عليها المراقبة وقد سبب لي ذلك نوعا من الضيق والانزعاج لكن الرئيس أمر فورًا برفع الرقابة عن تليفوني .. كنت أشعر أن صلاح نصر مدير المخابرات يحاول أن يستغلني ويورطني في عمل غير مشروع وأنا فنان عملي الوحيد هو الفن أغني لبلدي وللناس ولا أحب إطلاقًا أن تكون لي علاقة بأجهزة صلاح نصر وعندما عرف الرئيس هذه المخاوف والشكوك التي تساورني أنقذني منها وبدأت أشعر بالأمان .. موقف ثالث أكد حب الرئيس جمال عبد الناصر لي فعندما أثير موضوع الضرائب المستحقة عن أجور ومكاسب الفنانين .. اختارني أنا والأستاذ عبد الوهاب فقط لكي يناقشنا ويسمع آراءنا .. ولم يتكلم الأستاذ عبد الوهاب كثيرًا في هذا اللقاء وتوليت أنا شرح موضوع الضرائب ومطالبنا وتحفظاتنا.
·     كان الرئيس جمال عبد الناصر دائم السؤال عن حالتي الصحية وكان يناديني دائما (يا حليم .. عامل إيه يا حليم) .. (إن شاء الله تكون مبسوط) (يا حليم وصحتك كويسة) .. حتى في المسائل الشخصية التي تشغلني دائما كنت أحس إنني قريب منه .. وفي حفلات زواج أبنائه وبناته كنت دائما أول الحاضرين.
غير أن عبد الحليم يعتبر أن أكبر تكريم له في حياته هو موقف الرئيس عبد الناصر منه عندما عملت أم كلثوم في أحد أعياد الثورة على الا يغني بين وصلتيها كما تعود حتى يغني متأخرًا بعدما ينصرف الناس ولما علم الرئيس أرسل سكرتيره محمد أحمد ليقول له إن الرئيس يطلب اشتراكه في حفل 26 يوليو في الإسكندرية وهو ما اعتبره رد اعتبار له وتكريمًا من الرئيس في شخصه.
الغناء للرئيس
·     في عام 1959 كان عبد الناصر قد أطلق شعار مجانية التعليم وأصبح من حق أبناء الفقراء دخول الجامعة بعدما كانت محرمة عليهم وصور عبد الحليم المسألة في صورة درامية بالغة الجمال والتأثير في كلمات لمرسي جميل عزيز وألحان كمال الطويل أغنية (ذات ليلة) وقد غناها عبد الحليم في حفل أقيم لصالح طلبة الجامعات قال فيها: ذات ليلة../ هبت الريح هزت في عناء بابي ../ وأطفأت مصباحي ../ لم أجد نارًا لدي .. لم أجد في البيت شيء ../ غير أم هي لا تملك إلا الدعوات ../ وأب لم يبق غيري للسنين الباقيات ../ والنهايات السعيدة أصبحت عني بعيدة ../ دقت الباب قلوب طيبة ../ قالت انهض وتقدم لا تبالي ../ بالليالي وتصاريف الليالي ../ سوف نحمو عن لياليك الحزن../ سوف ننبو بك من كيد الزمن../ قم فباب العلم رحب في انتظارك../ قم وشارك وابن بالعلم الوطن../ قلت من أين أتى هذا الشعاع../ قال الأهداء: من قلب شجاع../ أنه جد جمال .. إنه قلب جمال
·     في عام 1960 وفي احتفالات وضع حجر الأساس للسد العالي بكل ما كان يمثله من رمز للصمود والتحدي والإرادة المصرية يغني عبد الحليم (ملحمة السد العالي) من كلمات أحمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل والتي تبدأ بالكورس يغنون: قلنا حنبي وأدى احنا بنينا السد العالي..
يا استعمار بنيناه بأدينا السد العالي ..
في إشارة واضحة لكيد العزال بالمفهوم الشعبي المصري ويدخل صوت عبد الحليم على الكورس إخواني .. ويكرر النداء حتى يقف صوت الكورس كما كان يفعل عبد الناصر في بدء خطاباته ليوقف هتافات الجماهير الصاخبة .. ويقول عبد الحليم متقمصا شخصية عبد الناصر .. الحكاية مش حكاية السد .. حكاية الكفاح اللي ورا السد .. حكايتنا إحنا .. هي حكاية حرب وتار بينا وبين الاستعمار.
القرارات الاشتراكية
·     في عام 1963 كانت القرارات الاشتراكية قد صدرت منذ عامين وبدأت تحقق نتائجها توزيع الثروة على القاعدة العريضة من الشعب وكان إحساسًا عامًا بالزهو والفرح والنشوة يسود الجميع فالبلد أصبحت دولة بكل معاني الكلمة فيها صناعات حديثة خفيفة وثقيلة فيها استصلاح واستزراع أراض جديدة والأرض القديمة وزعت على صغار الفلاحين .. وسط هذا الجو وفي احتفال عيد الثورة الذي حضره جمال عبد الناصر وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة يغني عبد الحليم كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل "المسئولية" ويقول:
ريسنا فلاح ومعدينا ../ عامل وفلاح من أهالينا ..
ومنا فينا الموج والمركب../ والصحبة والريس والزينة ../ أحلف بقرآني وإنجيلي../ بهدف عظيم دائما يناديلي .. وتلتهب الجماهير وهو يشير إلى جمال عبد الناصر ويقول: أحلف بكل صبي وصبيه../ بعيونهم الحلوة العربية ../ وبجمال وجرح قديم في جبينه../ احلف وأعاهد أعيش مجاهد../ والرب شاهد إني أمين ع المسئولية.
·               في عام 1964 يغني عبد الحليم كلمات صلاح جاهين وألحان محمد الموجي( بستان الاشتراكية)..
ويفسر فيها معنى الاشتراكية التي كادت تصبح لغزًا مستعصيًا على الفهم من كثرة ما كتب فيها المتخصصون وغير المتخصصين محاولين تفسيرها ويقول:
ما فيش أنا فيه إحنا يا صاحبي ..
أنا وأنت .. وأنت وهو وهيه ..
علينا نعمل الاشتراكية ..
من كلمة حلوه .. للقمة حلوة .. وبيت وكسوة وناس عايشين .. أدى القضية.
·     وتجيء الهزيمة في عام 1967 وتذهب الأحلام الوردية لتبد مرحلة رفض الهزيمة والتمسك بالزعيم ومحاولة إزالة آثارها ويدرك عبد الحليم دوره في هذه المرحلة فيغني متمسكا بالزعيم. ناصر يا حرية .. ناصر يا وطنية .. يا روح الأمة العربية يا ناصر.
ويغني "من قلب المواكب" .. "البندقية اتكلمت" .. "ابنك يقولك يا بطل" "وعدى النهار" التي قيل أن عبد الناصر كان يسأل إذا لم يسمعها في الإذاعة وأصبحت أصدق أغنية معبرة عن شعور المصريين بالهزيمة ورفضها .. ويغني عبد الحليم "أحلف بسماها" والتي جعلها قسما يردده في كل حفلاته العامة والخاصة قبل أي غناء عاطفي وحتى نصر أكتوبر 1973 وغيرها بعدها إلى أغنية "عاش اللي قال" تحية منه للرئيس السادات.

حليم والسادات
·     عن بداية علاقته بالرئيس السادات يقول عبد الحليم في مذكراته لإيريس نظمي: .. إذا كان صلاح سالم – رحمه الله – هو الذي عرفني وقدمت للرئيس عبد الناصر فهو أيضًا الذي عرفني وقدمني للرئيس السادات .. عرفته إنسانًا هادئًا رزينا يفكر في كل كلمة يقولها وكل موقف يتخذه .. وأحيانًا كنت أشعر بأنه مغلوب على أمره ، وكان شعوري دائما انه أحد الثوار الحقيقيين الذين كان لهم دور كبير قبل قيام الثورة .. لقد عمل الرئيس فترة بالصحافة .. وهذا ما جعل العلاقة بيني وبينه تقوى أكثر .. دائما كنت أناقشه في أمور كثيرة كواحد من المسئولين عن العمل الصحفي .. وكنت أجد في مناقشاته دائما الآراء العاقلة السليمة ، لقد تنبأت بأن هذا الرجل سيبقى استمرارًا للثورة .. ولن يختفي كما اختفى آخرون .. وإذا حدث شيء لعبد الناصر فهو الذي سيخلفه .. لقد كان عبد الناصر منعزلا إلى حد ما .. أما السادات فلم يكن منعزلا بحكم عمله وصلاته بالناس .. إن البعض قد حاولوا أن يعزلوا عبد الناصر وقد نجحوا فعلا في عزله .. ولكن أنور السادات كان يعمل دائما لصالح عبد الناصر .. وأنا أحب السادات وأشعر دائما بأنه يحبني ويحب الفن وهو يريد للفن أن يظل شعلة مضيئة ترفعها مصر .. إنه يريد لمصر دائما أن تظل منبعا للفن والفكر والحضارة وأبناء الرئيس أشعر دائما أنهم إخوتي وقريبون مني مثل أبناء الرئيس جمال عبد الناصر وأبناء المشير عبد الحكيم عامر .. وإن كنت أشعر بأن أبناء الرئيس السادات فيهم بساطة الفلاحين".
·     بالطبع هذا الكلام قاله عبد الحليم أيام كان السادات رئيسا للجمهورية – رغم انه كان من المتوقع أن ينشر بمجرد عودته من رحلة علاجه الأخيرة ليراجعه ويضيف إليه ما قد يكون نسبة من ذكريات حسب ما كتبت أيريس نظمي في مقدمة كتابها.

مقارنة أو نفاق
لذلك لم يكن مستغربا أن يصف عبد الناصر بالانعزال عن الناس مقارنة بالرئيس الحالي وربما نفاقا له ولم ينس أن يجامل أبناء الرئيس الحالي أيضًا بأن فيهم بساطة الفلاحين وكأن أبناء الرئيس السابق أو أبناء عبد الحكيم عامر ليسوا كذلك بمبدأ المخالفة .. ولكنه عبد الحليم الذي يحافظ على مصالحه في الدولة الجديدة التي حظرت إذاعة كل أغنياته الوطنية من الإذاعة والمرتبطة بأعياد الثورة وناصر ومعاركه وإنجازاته.
إنه العصر الذي بدأت فيه وبعد حرب أكتوبر مباشرة أكبر حملة لتشويه جمال عبد الناصر وحقبته التي بدأت بكتاب توفيق الحكيم (عودة الوعي) .. الذي يهاجم عبد الناصر .. وكتاب جلال الدين الحمامصي (حوار خلف الأسوار) والذي يصور التعذيب والمعتقلات في سجون عبد الناصر بكثير من التجني بل انه اتهم عبد الناصر باختلاس بعض التبرعات الخليجية لمصر .. ووصل الأمر إلى مداه عندما هاجموا السد العالي وما جره على مصر من خراب حتى أن صاحب مطعم شهير دخل المزاد هو الآخر وقال أن السد منع تدفق مياه النيل وجعل منظرها كئيبا وكتب فليب جلاب وقتها كتاب يرد على كل هذه الافتراءات اسمه (هل نهدم السد العالي).
·     عموما عبد الحليم حافظ من جانبه دخل المزاد ولكن على استحياء وحذر .. ويذكر عبد الحليم حافظ في موضع آخر من مذكراته لإيريس نظمي مناسبة أخرى له مع الرئيس السادات وطعنا في ناصر وحقبته.
·     لقد كنت أعيش مع مصطفى أمين في نفس المسكن الذي تم فيه إلقاء القبض عليه بتهمة الاتصال بأحد رجال المخابرات الأمريكية .. كانت مفاجأة لي لأنه كان يقول أن هذه الاتصالات تتم بناء على تعليمات صادرة من شخصيات كبيرة وإذا كانت اتصالات سرية فلماذا يبوح بها ويتحدث عنها بهذه الصورة .. لقد شعرت أن هناك خيانة وأنه وقع في مصيدة أعدت له فالكبار يعرفون انه يجري الاتصالات مع ذلك الأمريكي فلماذا يلقون القبض عليه وهم الذين يطلبون منه عمل ذلك .. إن هناك من خان هذا الرجل لكن من الذي خانه لا أستطيع أن أعرف .. وبعد أن دخل السجن قدمت طلبا لكي أدخل وأزوره واطمئن عليه فقد يحتاج إلى علاج أو أدوية استطيع أن احضرها له .. وأحضرت له كل الأدوية التي طلبها من لندن وكانت تصله باستمرار في زنزانته .. وبدأت محاولات السعي لإخراجه من السجن وحاولت الاتصال بكل الناس الذين أعرف أن لهم صلات قوية بالرئيس عبد الناصر حتى يتدخلوا لديه من أجل الإفراج عن مصطفى أمين لكن هذه المحاولات باءت بالفشل وعندما أصبح أنور السادات رئيسًا للجمهورية وانتهزنا فرصة إقامة حفل زفاف إحدى بناته وتحدثنا معه الأستاذ موسى صبري والأستاذ أحمد رجب والأستاذ أنيس منصور وأنا .. قلنا للرئيس السادات إن مصطفى أمين يعاني من المرض في السجن وإن عيد ميلاده الستين يقترب ورجونا أن يفرج عنه وسأل الرئيس عن علي أمين وقال:
هل هو موجود هنا؟
قلنا: نعم
قال الرئيس: خلوه ينتظر لما يطلع أخوه
وفي اليوم التالي مباشرة أفرج الرئيس السادات عن مصطفى أمين.
علاقات عائلية
على جانب آخر كانت علاقات عبد الحليم بالسادات من الناحية العائلية جيدة فهو مدعو في حفلات زواج البنات وهو مدعو في الحفلات الخاصة للرئيس في استراحات المعمورة والقناطر بل إن آخر حفلات عبد الحليم قبل سفره مباشرة إلى لندن – حيث توفى – في استراحة المعمورة وشاركته فيها ياسمين الخيام.. كما حضر عيد ميلاد جيهان الصغرى كريمة الرئيس وخطبة لبنى الابنة الكبرى للرئيس من زوجته جيهان وفي هذا الحفل الذي أقيم في استراحة القناطر تم الصلح الشهير بين عبد الحليم وأم كلثوم حيث طبع على يدها قبلة التقطتها عدسة فاروق إبراهيم .. وكذلك عندما واجه عبد الحليم صعوبة في اصطحاب طبيبه الخاص هشام عيسى معه في رحلة علاجية له لأن الدكتور مجند كضابط احتياط بالجيش طلب عبد الحليم حافظ من زوجة الرئيس وصدر قرار من الرئيس بسفر عبد الحليم ومرافقة طبيبه على نفقة الدولة .. كذلك كان عبد الحليم حافظ على علاقة وثيقة بالدكتور أمين عفيفي مدير مستشفى المعادي وأحد أطبائه المعالجين وزوج ابنه الرئيس السادات الكبرى رقية من زوجته الأولى إقبال ماضي كما ربطته بها وبشقيقتها الصغرى كاميليا صداقة. لكن كل هذه الصلات والروابط لم تجعل عبد الحليم مدعوا في الحفلات الرسمية للرئيس فالرئيس يعلم أن حليم أحد رموز فترة عبد الناصر ولذلك منع أغنياته الوطنية من الإذاعة وحظر الغناء باسمه إلا لفايدة كامل عضو مجلس الشعب وزوجة النبوي إسماعيل .. وزير داخلية السادات لذلك عندما أراد عبد الحليم أن يغني لنصر أكتوبر غني "عاش اللي قال" ولم يذكر فيها اسم السادات .. وغنى خللي السلاح صاحي .. لفي البلاد يا صيبه .. وعندما افتتح السادات قناة السويس للملاحة في 5 يونيو 1975 غني حليم "المركبة عدت .. والنجمة مالت ع القمر .. ولم يكن اسم الرئيس في أي واحدة من هذه الأغنيات فقد كان المطلوب من عبد الحليم حافظ أن يتحول إلى مطرب عاطفي فقط وألا يدخل في جوقة الرئيس السادات حتى لو أراد هو ذلك.


 طارق سعدالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق