Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

على عبد الخالق




كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي الأسبوع الماضي
علي عبد الخالق :
فكرت في اعتزال الإخراج أثناء تصوير
"أغنية علي المر"

       أكثر من 37 سنة سينما قدم خلالها 37 فيلماً مشوار طويل ملئ بالعلامات السينمائية المضيئة في تاريخ المخرج الكبير علي عبد الخالق وفي تاريخ السينما المصرية بداية من عمله الأول "اغنية علي الممر" مروراً بأفلام "العار" ، "الكيف" ، "بئر الخيانة" ، "جري الوحوش" وغيرها الكثير وهو أكثر المخرجين المصريين اهتماماً بالأفلام العسكرية وهو صاحب الأفلام الاجتماعية التي تناقش مواقف فلسفية وفكرية علي المستويات الدينية والأخلاقية ... من أجل كل ذلك كان تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي له وكان حوارنا معه .
* عن حياته وسنواته الأولي وارتباطه بالسينما فيها قال لي :
- كانت بداية اهتمامي بالسينما عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري ..كان والدي ضابط الشرطة هاوي التمثيل عبد الخالق صالح يصحبني معه للبلاتوهات وهناك شغفت بدور المخرج السينمائي وأحببت أعمال المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار فكنت آتي من مصر الجديدة حيث سكني إلي دور سينما وسط البلد لمشاهدة فيلمه الذي يعرض فيها كل يوم حتى أنني شاهدت فيلم "بين الأطلال" أكثر من عشرين مرة .. وهو ما جعلني أحب الأفلام الرومانسية التي لم أخرج منها أي عمل حتى اليوم ولكنني أشعر بسعادة غامرة عند تصوير مشهد رومانسي في أي من أفلامي .
بين السينما والشرطة
       لأن والدي ضابط شرطة ووصل إلي رتبة العميد كان الاتفاق في العائلة هو أن أدخل كلية الشرطة أو كلية الحقوق كما تريد والدتي ولكنني قررت دخول معهد السينما الذي تخرجت فيه عام 1967 عينت بعدها مباشرة في الثقافة الجماهيرية كان عملنا هو عرض الأفلام السينمائية في قصور الثقافة المختلفة ثم إدارة ندوة بعد عرض الفيلم .. كان زميلي في نفس المهمة هو السيناريست الكبير الراحل محسن زايد وفي أحد الأيام وكنت أحمل الفيلم الذي أدور به علي قصور الثقافة في المحافظات لعرضه في مدينة الإسماعيلية وقعت حرب 1967 وضربت محطة السكة الحديد بالمدينة وشاهدت ما حدث فقررت مع زميلي محسن زايد العمل في مركز الأفلام التسجيلية ومن خلاله قدمت فيلم "السويس مدينتي" وصورت فيه الناس الذين يعيشون في هذه المدينة التي هجرها أهلها بسبب الحرب وفي العام نفسه 1970 توفي جمال عبد الناصر فاشتركت مع عشرة من المخرجين منهم شادي عبد السلام وأحمد راشد وخليل شوقي في عمل فيلم عن جنازته وما قبلها وسافرت بالفيلم إلي مهرجان" ليبزج" وحصل الفيلم علي الجائزة الأولي .
* متي فكرت في اخراج "أغنية علي الممر "؟
       - في هذه الفترة تحديداً جاء تفكيري في عمل فيلم "أغنية علي الممر ". لكن أحداً في مؤسسة السينما أكبر منتج سينمائي وقتها لم يتحمس للفكرة فلم يثق أحد في مخرج جديد لم يعمل كمساعد مخرج لفترة طويلة ولم يدرس الإخراج بالخارج كما لا توجد خبرات كبيرة في السينما المصرية  نفسها لتنفيذ فيلم حربي 
       في هذه الفترة كنا مجموعة مثقفين نجتمع يومياً علي مقهي "ركس" بعماد الدين للحوارات ولعب الطاولة وهي المجموعة التي عرفت فيما بعد بجماعة السينما الجديدة التي تحلم بتقديم سينما جديدة ومختلفة عن السينما التجارية السائدة.
       وفكرنا أن نقدم مشروع فيلمنا لمؤسسة السينما كمنتجين مشاركين بأجورنا فيه ووافق محمد رجائي المسئول وقتها عن المؤسسة وحصل كل المشاركين في الفيلم علي 20% فقط من أجورهم وكنت المنتج مع محمد راضي .
نجاح غير مسبوق
* نجح الفيلم الغير مسبوق وقتها هل كان بسبب الأجواء بعد النكسة ؟
- بداية يجب أن أعترف بأنني أثناء تصوير الفيلم هربت من استكماله خوفاً من رأي الجمهور فقد عرض في هذه الفترة فيلم "الحاجز" لمحمد راضي وقوبل بهجوم شديد وكان قد سبقه عرض فيلم "أوهام الحب"و"الوادي الأصفر" للمخرج ممدوح شكري الذي كنت قد عملت معه كمساعد – وانتظره الجمهور علي باب السينما ليعتدي عليه وخفت أن يحدث هذا معي وهربت من استكمال "أغنية علي الممر" ولكن الفيلم قوبل بترحيب نقدي وإقبال جماهيري كبير وسافر الفيلم إلي عدد كبير من المهرجانات الدولية وحصل في معظمها علي الجوائز الأولي لهذه المهرجانات .
* ولكن النجاح الكبير المماثل لك تأخر بعد ذلك سنوات؟
       - بعد هذا الفيلم قدمت عدداً من الأفلام التي لم تنجح ولم تسقط فالمنتج لا يخسر أمواله والنقاد لا يكتبون شيئاً وأنا أغطي مصاريف حياتي حتى جاء فيلم "الحب وحده لا يكفي" سنة 1980 سيناريو مصطفي محرم وأحمد عبد الوهاب وبطولة نور الشريف وميرفت أمين وكتب النقاد عنه بشكل جيد ورشح لمهرجان قرطاج السينمائي وقت المقاطعة العربية لمصر بسبب معاهدة السلام ثم بدأت السنوات العشر الذهبية في حياتي بين أعوام 1980 حتى 1990 وقدمت فيها 13 فيلماً من بينها "العار ، الكيف ، إعدام ميت ، شادر السمك" ، وعرفت في هذه المرحلة النجاح السوبر الذي كسر الدنيا كما يقولون والفيلم الوحيد الذي سقط لي في هذه المرحلة كان فيلم "مدافن مفروشة للإيجار" ، وأعتقد أن اسمه كان أحد أهم أسباب هذا السقوط .
النقد والنقاد
       * ارتبط جيلكم وجماعة السينما الجديدة بجيل من النقاد الكبار الذين كانوا يعتبرون تجربة جيلكم هي تجربتهم الشخصية فماذا عن نقاد هذه الأيام ؟
       - كان عدد النقاد في جيلنا قليلاً ولكنهم ساندوا تجربتنا بكل قوة فسمير فريد وسامي السلاموني وفتحي فرج ورفيق الصبان وأحمد صالح وإيريس نظمي كانوا يكتبون عن أعمالنا في كل فرصة وكل مناسبة حتى لفتوا أنظار كبار الصحفيين من الكتاب السياسيين للكتابة عن أفلام الشباب أصحاب السينما الجديدة فقادوا الرأي العام كله نحو الاهتمام بهذه السينما والعاملين فيها . أما الآن فللأسف مع كثرة الصحف أصبح المطلوب هو تسويد صفحات السينما والفن وأصبح النقد مهنة من لا مهنة له .. وأصبح الكثير من هؤلاء يعتبر الشتم والسب هو النقد أو علي الأقل الذي يلفت الأنظار إليه وإلي كتاباته .
طارق سعدالدين نشر فى مجله المصور فى 5 سبتمبر 2008


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق