Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

محمد فوزى


محمد فوزي : شحات الغرام
الذي كان دونجواناً
اشتهر محمد فوزي بلقب أغنيته الشهيرة محمد ليلى مراد " شحات الغرام " إلا أن الواقع يقول أن محمد فوزي كان دنجواناً كبيراً في حياته سواء في بداياته أو بعدما أصبح نجماً سينمائياً ومطرباً مشهوراً !
حب وتشرد مع لولا
ولد محمد فوزي الحو بقرية كفر الجندي مركز طنطا بمحافظة الغربية . وكان ترتيبه الواحد والعشرين بين أبناء الشيخ محمد الحو قارئ القرآن الكريم ، الذي ورث عنه حلاوة الصوت ، وتعلق بالغناء في مولد السيد البدوي وفي الأفراح ، وفشل في إتمام دراسته وإن كان قد تعلم أصول الموسيقى وقواعدها على يد عسكري مطافئ من طنطا .. وأثناء غنائه في مولد السيد البدوي سمعه الملحن مصطفى العقاد الذي كان مدرساً بمعهد الموسيقى وواحداً من كبار العازفين في عصره ، وطلب منه أن يلتحق بمعهد الموسيقى في القاهرة .
وجاء للقاهرة والتحق بالمعهد، وعاش حياة صعبة بسبب  ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة ، ولعدم انتظام دخله كمطرب في الأفراح والحفلات ، ولكنه ذهب للعمل مع فرقة بديعة مصابني التي كانت تعد في ذلك الوقت مدرسة في المسرح الاستعراضي . وكان من بين نجومها الكثير من الفنانين الذين اشتهرت أسماؤهم بعد ذلك مثل عبدالغني السيد وإبراهيم حمودة ، وفريد الأطرش وإسماعيل ياسين وشكوكو وسيد سليمان وثريا حلمي ، ومن الراقصات حكمت فهمي المانسترلي وفتحي قورة ومحمد فهمي إبراهيم وعبدالعزيز سلام ، ومن الملحنين الجاهلي ومحمود الشريف وفريد عطية وأحمد الشريف ، وكانت بديعة مصابني تلقب بملكة المسارح وكانت فرقتها تعمل على مسرح " سويت ميلودي " في شارع عماد الدين شتاءً ومسرح كازينو الجلاء صيفاً ، وتعاقدت معه بديعة للعمل في فرقتها كمطرب بمبلغ سبعة جنيهات شهرياً ، وكانت ثروة كبيرة في وقتها كفلت له توديع حياة البؤس التي كان يعيشها . وكان الحب محرماً بين فناني وفنانات فرقة بديعة مصابني ، لأنها كانت ترى أن تلك العلاقات تجعل كل محب يغار على محبوبته من المعجبين مما يؤثر على سير العمل ، خاصة بعدما دفعت الغيرة المطرب محمد عبدالمطلب أحد أعضاء فرقتها لضرب أحد رواد الفرقة عندما رأى أنه ينافسه في حب الراقصة حكمت فهمي ، مما أصاب المعجب بجراح وتسبب في القبض على المطرب الذي فصلته بديعة من فرقتها .. ولكن كل هذا لم يمنع محمد فوزي من الوقوع في حب لولا إحدى راقصات الفرقة الشقروات .. وعندما اكتشفت بديعة مصابني ذلك فصلت لولا لتبعدها عن طريق المطرب الجديد . وعلم محمد فوزي بذلك فذهب إليها معاتباً إياها على فصل محبوبته فقالت له أنه يجب أن يكون سعيداً لأنه لم يفصل هو الآخر ، فقدم استقالته من الفرقة تضامناً مع محبوبته لولا مضحياً براتبه الكبير .
فاطمة رشدي حبيبة وملهمة
بعد أن فقد عمله هو وحبيبته لولا ، كون معها فرقة تطوف مدن وقرى مصر لتقديم عروضها وقام بجولة كبرى في أنحاء مصر عاد بعدها ليلتقي بالفنانة فاطمة رشدي وطلب منها أن تتوسط لدى أختيها رتيبة وإنصاف رشدي لتعمل حبيبته لولا في فرقتهما الاستعراضية واكتشفت فيه فاطمة رشدي موهبة التلحين فطلبتن منه أن يضع لها بعض الألحان المسرحية والاسكتشات التي كانت تقدمها مع زوجها عزيز عيد ، فكانت هي أول من أكسبه الثقة في نفسه كملحن ، وأول من غنت ألحانه على المسرح والسينما والإذاعة ، فكانت قصة حب بين فنانة ملهمة وبين ملحن ناشيء موهوب في حاجة للتشجيع .

شحات الغرام يدخل القفص
بعدما بدأ نجمه يلمع كملحن ومطرب وممثل سينمائي كان يقيم في بيت إحدى الأسر التي أحب إحدى بناتها واسمها " هدايت " وكانت وقتئذ في السادسة عشرة من عمرها وكانت ملهمته للكثير من ألحانه السينمائية مثل "أنا قلبي خالي "التي غنتها ليلى مراد في فيلم " الماضي المجهول " .. وقد كلل هذا الحب بالزواج وأمضيا شهر العسل في شاليه على ترعة المريوطية بشارع الهرم . وأهدت إليه زوجته الجديدة أبنائه الكبار نبيل وسمير ومنير وكانت فالاً حسناً عليه فقد أصبح نجماً لامعاً يحظى بالشهرة والثروة . وزاد رصيده من المعجبات .

معجبة مجنونة
أحس محمد فوزي أن الزواج المبكر يحرمه من الاستمتاع بحياة الحرية ، فانطلق في حياة بهومية حتى وقع في غرام فتاة شقراء من أسرة تركية ، أحبته بجنون وعندما علمت أنه يواعد فتاة أخرى غيرها هددته بالقضاء على مستقبله كنجم سينمائي بتشويه وجهه بماء النار ، ولكنه نجا من الحادث بأعجوبة .

سمراء الشاشة وشقراء باريس
كان اللقاء الأول بين مديحة يسري ومحمد فوزي عام 1944 عندما اشترك معاً في تمثل فيلم " قبله في لبنان " وطبع فيه قبلة على شفتيها ، كانت هي في ذلك الوقت نجمة لامعة وهو مازال وجهاً جديداً يتحسس خطواته نحو الشهرة ، فلم تلتفت إليه كثيراً بينما اهتم هو بها ، وعندما لمع اسمه وتألق كنجم وبدأ في الإنتاج لنفسه ، جاء بها لتلعب أمامه دوري  البطكولة في فيلمين من إنتاجه هما " من أين لك هذا " ، و" فاطمة وماريكا وراشيل " كانت هي أرملة لصديقه المرحوم أحمد سالم ، كان هو أحد أقرب الناس إليها . ولم يمر عام حتى كان تزوجا ، وأثمر هذا الزواج بنتاً اسمها " وفاء " لم تعش طويلاً لأنها ولدت مصابة بمرض خطير في المخ .. ثم كان مولودهما الثاني " عمرو " الذي أصبح بطلاً مصر في الكاراتيه وفي عام 1982 .
واستمر هذا الزواج عشر سنوات وانتهى بالطلاق عام 59 وقيل أن سبب الطلاق هو نزوة طارئة عندما اقترن اسم محمد فوزي بشقراء باريسية اسمها اليساندرا بانارو وهي ممثلة تعرف عليها في إحدى زياراته لباريس فدعاها لزيارة القاهرة ورشها للاشتراك في إحدى مسابقات الجمال التي أقيمت في فندق سان ستيفانون بالإسكندرية وكان هو أحد أعضاء لجنة التحكيم . وعندما علمت مديحة يسري ثارت لكرامتها وطلبت الطلاق .

فاتنة المعادي الحب الأخير
كانت الزوجة الثالثة والأخيرة هي كريمة عبدالله الشهيرة بفاتنة المعادي ، وكانت قد دخلت الحقل السينمائي بفضيحة مثيرة حين اقترن اسمها باسم الموسيقار محمد عبدالوهاب وأدى ذلك إلى هدم حياته الزوجية بالطلاق من السيدة إقبال نصار أم أولاده ، وكان قد رآها بالصدفة في أحد الاستديوهات السينمائية حينما كان المخرج عاطف سالم يجري لها اختباراً ، وقرر عبدالوهاب أن  تكون بطلة فيلمه القادم ، وظهرت أخبارها وصورها في الصحف والمجلات بشكل مثير ، ولكن مرت الأيام ولم تظهر في أي أ فلام فأدارت كريمة ظهرها لعبدالوهاب ، وانتقلت إلى فريد الأطرش الذي أظهرها في بعض فلامه مثل " إزاي أنساك "
 بأفلا
أفلامه مثل " إزاي أنساك " بطولة صباح، وجربت حظها في  الغناء في بعض الألحان مثل أغنيتي " أبداً " تلحين محمد الموجي ، و" خايفة أحبك" تلحين بليغ حمدي .. وظلت الصحف والمجلات تتحدث عن سحر فاتنة المعادي وجاذبيتها وجمالها وموهبتها بعد طلاقها من زوجها الأول الثري الارستقراطي ، وكان من بين خطابها محمد فوزي الذي تزوجها في عيد ميلاده الثالث والأربعين في 28 أغسطس عام 1961 ، وكانت هي في السادسة والعشرين ، ولكن بعد أعوام قليلة يصاب فوزي بالمرض الذي احتار فيه الأطباء في مصر وفي أوروبا وأمريكا ، وتطلق عليها الصحافة لقب" ناعسة " زوجة أيوب .. وظلت ترافقه في أسفاره الكثيرة طلباً للعلاج حتى وفاته .

 ظارق سعدالدين

هناك تعليق واحد: