Translate

السبت، 23 أبريل 2011

كلنا أحببنا فاطمة لكن ما هو الحب ؟


كلنا أحببنا فاطمة
لكن ما هو الحب ؟

المخرج أحمد صقر والسياريست رءوف حلمي كانا مفجأة رمضان هذا العام بمسلسلها (من الذي لا يحب فاطمة) قصة الكاتب الكبير " أنيس منصور " فالسياريست متحكم في خيوطه ومالك لأدواته .. الشخصيات مرسومة بعناية ودقة والأحداث حية نابضة بدفء المشاعر وانكساراتها وقسوة الظروف ووطأتها وتقلبات النفس البشرية وعجائبها ولولا الحس الكوميدي الذي صنعه السيناريست في بعض المواقف وحرفية المخرج وأداء ممثليه لكانت الحدوتة ميلودراما شديدة القتامة مثل ميلودراما عمنا المرحوم حسن الامام ..
وأحمد صقر مخرج واعد يميل لمثل هذا النوع من الدراما المغلفة بالكوميديا الراقية والتي سبق وقدمها في الفيلم التلفزيوني الحقيقة اسمها سالم , وهي دراما جماهيرية تصل للقلوب بسهولة وللأسف لا يوجد كثيرون من يجيدونها لأن الكوميديا تتأرجح بين الاستظراف والابتذال أو السفاهة والسطحية .. وفي مسلسل فاطمة جاء إيقاع أحمد صقر سريع وقفلاته من النوع الحراق وأجاد تحريك ممثليه نجوما وشبابا ولم يعزه التصوير في النمسا بالاغراق في التطويل بتصوير الشوارع النظيفة في النمسا والناس المختلفة عن الدراما وعن الموضوع الذي يتناوله .
وقدم أحمد صقر شيرين سيف النصر في ثوبها الجديد ممثلة متمكنة قادرة على التعبير وفتح قنوات الاتصال بينها وبين جمهور المشاهدين .. وخلص ماجدة زكي من دور الزوجة التقليدية الذي أوشك أن يلتصق بها ويحولها منمجرد ممثلة إلى نمط يستعين به المخرجون الذين لا يجهدون أنفسهم باكتشاف القدرات الخفية في الممثلين .
ويحسب لأحمد صقر أيضا دفعه للوجوده الجديدة التي تألقت معه أحمد السقا وهالة النجار التي لعبت دور ( أوديت ) الزوجة الصعيدية في النمسا .
ولأن العمل مكتوب بشكل جيد والمخرج متمكن فقد تألقت مجموع الممثلين وجيهان نصر وكريمة مختار وحسن مصطفى وأحمد عبد الوارث وأرجوا ألا أنسى واحدا منهم .
ـ لعبت شيرين سيف النصر في المسلسل دور عمرها ففي مسلسل (غاضبون وغاضبات) أثبتت أنها ممثلة قادرة على التعبير أما في فاطمة فقد كسبت حب وتعاطف الجمهور .
ففاطمة هي نموذج الأنثى التي يحلم بها كل الرجال .. فهي الشابة الجميلة التي تقع في غرامنا فحسبنا وتتبنى قضيتنا وتعمل ما في وسعها لإسعادنا أنها الانثى التي لاتعرف إلا العطاء .
وعلى الجانب الأخر كانت ماجدة التي لعبت دورها الواعدة وجيهان نصر .. الفتاة الحاطة التي تفشل في الارتباط بصيري نتيجة ضغوط عائلتها ولكنها تعود وتتمسك بأهداب الأمل بالتفاني في خدمة ابنته بعد فشل مشروع زواجها حتى وهي تعلم أنه متزوج من الخزخانه .. وتقبل أن تتزوجه على ضره بأمل أن تطردها من حياته لستأثر به .. وبين الاثنين يقف صبري ذلك المتردد الذي كل ما إن يفشل في الارتباط بماجدة حتى تتساوى عنده كل النساء فيتزوج قريبته وسافر للنمسا بحثا عن لقمة العيش وهربا من زوجه لايحبها ويقبل أن يتزوج من مارجريت بعد تمنع لأنها كانت أجرأ في عرض الزواج عليه  ولأنه وجد عندها الدفء والحنان والمأوى ويعيش معها قصة حبه القديم ويتحول حبه لمارجريت إلى جشع وابتزازو فهو يريد منها أن تمنحه المأوى ومصدر الدخل والجنسية النمساوية وأن توافق على أن يتزوج من أخرى ليشعر بالسعادة ويريدها أن تمنع أباها من طرده من عمله في مصنعه نظير ذلك .. أى حب هذا وأى محب هذا .. لقد كان مفهوم الحب عند صبري وماجدة هو أن يجتمعا معا بعدما فرقتهما الظروف مهما تسبب ذلك في جرح وألم للآخرين بينما كان مفهوم الحب عند فاطمة هو أن تعطي من تحبه وأن تبذل ما في وسعها لإسعاده مهما كلفها ذلك من عناء وتضحيات .
منتهى الانانية من صبري ومنتهى الحب من فاطمة .. نعم كلنا أحببنا فاطمة وتعاطفنا معا أما صبري فقد تحول تعاطفنا معه إلى غضب منه لأنه شوه معنى جميلا من معاني الحب المفتقد في هذه الدنيا ..
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق