Translate

السبت، 23 أبريل 2011

ذاكرة التليفزيون في خطر !


120 ألف شريط نادر
ذاكرة التليفزيون في خطر !
·  مراجعة محتويات مكتبات التليفزيون تحتاج سنوات لإعادة فحصها وترتيبها ونقلها "ديجيتال".
·  الخطة الجديدة تستهدف إيقاف نزيف السرقات من مكتبات التليفزيون.
·  التليفزيون المصري يعد خطة لملاحقة الفضائيات التي تذيع أشرطته بدون سند قانوني.

يملك التليفزيون المصري ثروة لا تقدر بثمن من الأشرطة النادرة "120 ألف شريط" تحتوي أجمل ما قدمه التليفزيون من برامج ومسلسلات وأغان في تاريخه (منذ العام 1960، حين تأسس) .. لكن هذه الثروة تعرضت لمحنة حقيقية .. بعضها تبدد وخرج من مبنى ماسبيرو، وتاه على شاشات الفضائيات العربية، دون أن نعرف من الذي سرية خارج المبنى، وهناك من هذه الأشرطة الثمينة ما تعرض للتلف نتيجة سوء الحفظ في مكتبة التليفزيون .. ولا يستطيع أحد أن يحدد إن كانت الجهود المبذولة الآن كافية لإنقاذ هذه الثروة أم لا؟ ولا نملك إجابة واضحة عن السؤال الأهم : ما الطريقة المثلى لإنقاذ كنوز التليفزيون من الضياع والتلف ؟!
في ماسبيرو يوجد أكثر من مكتبة في كل قطاع من قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون بشكل يصعب معه الحصر الدقيق لعدد هذه المكتبات ومحتوياتها من الشرائط وما تحويه هذه الشرائط من مواد ومدى أهميتها غير مكتبات التخزين للشرائط القديمة في مبنى الإذاعة القديم بشارع الشريفين والمباني التابعة للاتحاد بمدينة الإنتاج الإعلامي .. أما قطاع التليفزيون فقط فتتبعه مكتبة رئيسية لأصول الاتحاد من المسلسلات الدرامية وخطب الرئيس وأحاديث الشيخ الشعراوي وغيرها من المواد المهمة من إنتاج الاتحاد، بالإضافة إلى مكتبة الأفلام العربية والتي حصل الاتحاد على حقوق عروضها .. ومكتبة الأفلام والبرامج الأجنبية وهي بحق العرض أيضًا .. وأيضًا المكتبة التسجيلية ومكتبة الموسيقى ومكتبة الشرائط الخام .. وهناك كذلك المكتبات الفرعية الخاصة بالقنوات المحلية.
لكن بعض هذه الشرائط المهمة خرجت ولم تعد.
ويرجع بعض خبراء المبنى طرق تسرب مواد التليفزيون بحجم كبير إلى عدة أسباب أولها كان في بداية ظهور القنوات الفضائية العربية الخاصة والتي كانت تحتاج لمواد لملء ساعات إرسالها وساعد في ذلك استعانة هذه القنوات ببعض قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون للعمل فيها كما أن هذه القنوات كانت تملك أجهزة نقل الشرائط القديمة مقاسات 1 و 2 بوصة إلى شرائط أنالوج وهو ما لم يكن متوفرًا في اتحاد الإذاعة والتليفزيون .. ثم جاءت فترة التهريب الكبرى الثانية لتراث التليفزيون عند إنشاء القنوات المحلية حيث كانت شرائط المسلسلات والمسرحيات والبرامج تخرج من ماسبيرو إلى هذه القنوات البعيدة حيث يجري نقلها وبيع النسخ منها .. وكانت الفترة الثالثة في بدايات إنشاء القنوات المتخصصة حيث كان يتم مونتاج برامجها في شركات ومكاتب خارج ماسبيرو وكان يتم نقل الشرائط أيضًا بعيدًا عن أي رقابة أمنية.
وفي العام الماضي فقط شهد ضبط حالتين وتم تحويلهما للنيابة العامة كما يقول اللواء أسعد حمدي رئيس قطاع الأمن بالاتحاد.
ماهر الحمزاوي رئيس لجنة الأرشيف باتحاد الإذاعة والتليفزيون يقول: : تراث اتحاد الإذاعة والتليفزيون موجود في قطاع التليفزيون لأنه هو الأساس أما مكتبات باقي القطاعات فقد بنيت من مكتبة التليفزيون والآن لدينا لجنة في قطاع التليفزيون برئاسة عزة الأتربي رئيس التليفزيون للتراث مهمتها العمل على الحفاظ على هذا التراث. في المرحلة الأولى يقومون بمشاهدة الشرائط ونقل الصالح منها إلى شرائط ديجيتال ورئيس الاتحاد اللواء أحمد أنيس متحمس لوضع كل تراث التليفزيون على سيرفر ضخم لتتم الإذاعة مباشرة من أجهزة الكمبيوتر لأن الشق الهندسي وجودته ترفع من قيمة التراث سواء كان سيذاع في المحطات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أو سيسوق كما سيتم وضع معايير جديدة لتقييم التراث وتسعيره.
وقد كان هناك برنامج للحفاظ على تراث البحر المتوسط ممول من الاتحاد الأوروبي استمر في الفترة من سنة 2001 وحتى سنة 2004 وطلبوا نقل 400 ساعة من المواد التليفزيونية المتنوعة فنقلنا رحلات أم كلثوم خارج مصر وبعض المسلسلات القديمة من بدايات التليفزيون وبعض البرامج المتميزة مثل نجمك المفضل.
أما عزة الأتربي نائب رئيس التليفزيون للتراث تقول :  عملنا الحالي هو مشاهدة الشرائط القديمة للتيفزيون 1 و 2 بوصة والتي كان العمل سائدًا بها في بدايات التليفزيون ونكتب "كارت جديد" بالكمبيوتر بتفاصيل محتويات كل شريط تمهيدًا لنقلها على أي وسيط حديث لعمل مكتبة مركزية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، المشكلة التي تواجهنا أن المعدات التي تتلاءم وهذه الشرائط توقف إنتاجها من سنوات بعيدة والتليفزيون نفسه لم يعد يستخدمها وقد تم إصلاح هذه الماكينات وتم تدريب بعض المونتيرين للعمل عليها وفي ظل وجود أكثر من 120 ألف شريط ومحدودية عدد الماكينات والعاملين القادرين على التعامل معها تظهر الصعوبة فنحن نعمل منذ سنتين في المشاهدة والتدوين والتي ستستمر لسنوات قادمة ونحن نطالب بالاحتفاظ بالشرائط القديمة حتى لو تم نقلها على الوسائط الحديثة.
أما اللواء أسعد حمدي رئيس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون فيقول : جاري العمل حاليًا على محورين الأول هو تجميع مكتبات التليفزيون في مكتبة مركزية واحدة والمحور الثاني هو نقل الشرائط القديمة على وسائط حديثة للحفاظ عليها من التلف أما مكافحة محاولات تهريب الشرائط فيتم من خلال العديد من الإجراءات مثل:
·     وضع أجهزة تكشف تسلل الشرائط على البوابات بوضع كود على الشرائط يصدر إنذارًا على بوابات الخروج.
·               استخدام أجهزة الكشف عن الشرائط  المهربة في المبنى.
·               السيطرة على كل مكتبات اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
·               متابعة حركة الشرائط في المكتبات ومتابعة العاملين في هذا المجال.
·               تلقي البلاغات عن تسريب الشرائط والتحقق منها.
·               مراجعة استخدام المخرجين للشرائط وإعادتها للمكتبة مرة أخرى.
السرقات لا تكفي وإنما يجب الحصول على حقوق التليفزيون لدى الجهات التي تعرض المواد المسروقة من محطات تليفزيونية فضائية وأرضية وطرق معاقبة هذه القنوات قانونيًا والحصول على الحقوق المادية منها.
علي جلال مستشار وزير الإعلام والمسئول عن مكتب حقوق الملكية الفكرية باتحاد الإذاعة والتليفزيون يقول : لقد تم إنشاء هذا المكتب طبقًا لقانون 82 لسنة 2002 الخاص بحقوق الملكية الفكرية وما تبعه من قرار لرئيس الوزراء ولائحة تنفيذية أناطت بوزير الإعلامية مسئولية كل مصنف يتحول إلى شريط إذاعي وتليفزيوني ووزير الثقافة فيما يتعلق بالنشر والكتب والمصنفات المكتوبة ووزير الاتصالات فيما يتعلق ببرامج الحاسبات .. وقد أصدر وزير الإعلام قرارًا بإنشاء مكتب حماية الملكية الفكرية بوزارة الإعلام وفيه أنشئت لجنة لمنح تراخيص للبث التليفزيوني والإذاعي وإعادة البث وهي تختص بشركات القنوات المشفرة شو تايم وأوربت و A.R.T وهذا المكتب سيبدأ نشاطه خلال شهر أغسطس وسيبدأ بتسجيل التراث التليفزيوني القديم من برامج ومسلسلات وأفلام طبقًا لتصنيفها وطبقًا للتصرفات عليها سواء بالبيع أو حقوق البث .. ومشكلتنا في متابعة وملاحقة الذين يذيعون مواد مسروقة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن هذه المواد غير مسجلة حتى الآن وغير مسجل التصرفات والعقود الخاصة ببثها في القنوات المختلفة حيث كان يتم إهداء بعض المواد للمحطات التليفزيونية تشجيعًا لها في بدايات إرسالها وبعض المحطات الحكومية حصلت على البرامج والمسلسلات والأفلام بموجب بروتوكولات موقعة بين الحكومات ووزارات الإعلام وبعضها.
ويؤكد د. حسام لطفي أستاذ القانون المدني بجامعة بنها أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ناشر وملكيته للمواد التي أنتجها مؤبدة في حدود عقد النشر الذي يوقعه مع الجهة التي ستذيع هذا المواد بمعنى مدة الانتفاع بهذه المواد .. لأن كل إنتاج الاتحاد من برامج ومسلسلات وأفلام هي أصول تقدر بمبالغ ضخمة جدًا وبعضها قد لا يقدر بثمن.
أما عن الهدايا والهبات التي قدمت للمحطات التليفزيونية المحلية والدولية كمساعدات للبدء، فهذه الشرائط يجب ألا يعاد نسخها لأن بث الشريط يحتاج لإذن والإذن بالبث لا يعني إذنًا لعمل نسخ أخرى من هذه الشرائط لأن الطبع الميكانيكي والنسخ يحتاج لإذن مختلف لذلك هذه الشرائط فور تلفها أو نهاية مدة عقد الإهداء لا يجوز بثها مرة أخرى.
كما يجب ملاحقة كل من حصل على شرائط التليفزيون بشكل غير قانوني عن طريق تقديم شكاوي لنقطة الاتصال المصرية لحماية حقوق الملكية الفكرية الموجودة في مدينة نصر بأرض المعارض ويستطيع اتحاد الإذاعة والتليفزيون إقامة دعاوي سرقة ومنافسة غير مشروعة ضد المحطات التي تذيع مواد مسروقة منه والجريمة الأولى عقوبتها الحبس حتى ثلاث سنوات أما الثانية فعقوبتها التعويض المدني والعيني وهذه الملاحقة القانونية لا تحتاج من اتحاد الإذاعة والتليفزيون للانتظار حتى الانتهاء من تسجيل مواده لأن اتفاقية برن لحماية المصنفات الفنية والأدبية لسنة 1976 ومصر عضو فيها والملحق واحد من اتفاقية التجارة الحرة ونحن أعضاء فيه أيضًا يحمي الإبداع بدون أي تسجيل أو شكليات لذلك فحق التليفزيون المصري في مواده مؤكد حتى لو لم يسجلها وحق التليفزيون في مواده نوعان حقه كناشر ومالك لأصول هذه المواد وحقه كمؤلف بمعنى أن من يذيع هذه المواد حتى بشكل قانوني يحظر عليه التغيير فيها أو تعديلها أو الحذف منها وحق المؤلف هو حق أدبي للحفاظ على المصنف كما أبدعه صاحبه وإلا يعود بالتعويض على كل من يغير في مؤلفه عند نشره أو بثه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق