Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

احمد مظهر فارس السنيما المصريه


أحمد مظهر الفارس والفنان
وأوراق منسية في ألبوم الذكريات

الخيل والليل والبيداء تعرفني .. والسيف والرمح والقرطاس والقلم .
كلمات قالها أبو الطيب المتنبي يصف بها نفسه مبالغاً في شجاعته ومهارته وملكاته في الفروسية والمبارزة والرماية ولم يكن يخطر بباله أنها يمكن أن تنطبق على فارس آخر يعيش معنا في عصرنا الحالي .. فرغم أنه فنان كبير إلا أنه يجيد الفروسية والرماية والسباحة وعاش فترة طويلة من حياته ضابطاً وخاض حروباً وأحداثاً .
ورغم تغير مسار حياته أكثر من مرة إلا أن الفروسية كانت هي كل حياته فكانت هي البداية وكل شيء في حياة أحمد مظهر ، بها دخل الكلية الحربية وبها حصل على الكثير من البطولات المحلية والعالمية وبسببها دخل السينما وبها مثل أعظم أدواره وأخلدها في تاريخ السينما على الإطلاق . ولأنه فارس حتى النخاع فمازال يعيش بأخلاق  الفرسان التي طبع عليها .
الفارس
يقول لي أحمد مظهر :
تخرجت في الكلية الحربية عام 1938وهي الدفعة التي كانت تضم جمال عبدالناصر والسادات وعبداللطيف البغدادي وحسين الشافعي .
في الجيش انضممت إلى تنظيم الضباط الأحرار وكانت الاجتماعيات تتم أسبوعياً في منزلي بشارع الحلمية بمصر الجديدة وكانت تضم خالد ومحي الدين وثروت عكاشة ومحمود التهامي .
انضممت بعد ذلك إلى تنظيم عزيز باشا المصري وكان معه أنور السادات وكنت أحد المقربين من عزيز باشا وكان يكلفني ببعض المهام الخاصة وكنت رفيقه في حادثته المشهورة عندما أراد أن يخرج من مصر بطائرة إلى القوات الألمانية في ا لعلمين ولم يرجعنا يومها إلا عطل السيارة التي كنا نستقلها  واليوم وأنا أتذكر هذه الحادثة أحمد ا لله أنها لم تتم وإننا نساهم في دخول الألمان إلى مصر .
في أثناء الحرب العالمية الثانية كانت مهمتي في الجيش هي رصد الألغام البحرية التي تلقيها طائرات الألمان في قناة السويس حتى يمكن تطهير القناة منها وكانت مهمة محفوفة بالمخاطر لأنني كنت الوحيد الذي يجب أن يكون خارج الخنادق أثناء قصف الطائرات لتحديد مكان سقوط اللغم .
فقي سنة 48 كان سلاح الفرسان قد أصبح " أثريا " بجوار المدرعات والأسلحة الحديثة الأخرى ولم تعد له القدرة على الدخول في المعارك أو حسمها , أصبح دوره مقصوراً على الاحتفالات لذلك لم  يؤد دوراً في المعركة .
عندما قامت الثورة كنت في فرنسا في ا لطريق إلى هلسنكي حيث كانت الاوليمبياد مقامة هناك ولم  أجد ضرورة في عودتي إلى مصر . وكنت الوحيد الذي عينته الثورة في مكانه وهو خارج مصر فعندما عدت وجدتهم قد عينوني قائداً لمدرسة الفروسية .

تركت الخدمة في الجيش عام 56 أثناء تصوير فيلم " رد قلبي " وكنت وقته برتبة قائمقام (عقيد) وكان ذلك قبل العدوان الثلاثي على مصر بشهور وعينت في المجلس الأعلى للفنون والآداب .
كان أول ظهوري في  السينما عام 1950 مع المخرج إبراهيم عز الدين ، وكان عائداً لتوه من أمريكا حيث درس الإخراج السينمائي وأراد عمل فيلم عن قصة الوعد الحق للدكتور طه حسين وأراد أن يستعين بعدد من جنود خيالة الجيش لتصوير مشاهد المعارك في الفيلم وكنت الضابط المسئول عن الجنود المشاركين في الفيلم ورأى المخرج ـ وكانت تربطني به صلة نسب ـ إنني أصلح كممثل فأسند لي دور (أبو جهل) وكان فارساً .
وكان ظهوري في السينما للمرة الثانية عام 56 في فيلم " رد قلبي " بعد ظهور الإسلام عام 50 عدت إلى الجيش ولم أفكر في السينما إطلاقاً ولكن أثناء الإعداد لفيلم " رد قلبي " عرض عليّ صديقي عز الدين ذو الفقار ـ وكان ضابطاً سابقاً بالجيش ، ويوسف  السباعي ، وكان صديقي وجاري فكان يفصل بين وحدتينا شارع وكنا نقي الوقت إما هو في ضيافتي في الوحدة التي كنت قائدها أو أكون في ضيافته في وحدته التي كان قائدها ـ وقال لي يوسف أن عز الدين ذو الفقار يراني في دور علاء وأنه يوافقه الرأي فوافقت وبعد بداية التصوير لم أفلح في الحصول على تصريح بالتمثيل لأنني كنت برتبة كبيرة (قائمقام) فاستقلت من الجيش .
ثم توالت أعمالي حتى تمت بأول بطولة مطلقة في " الطريق المسدود " إخراج صلاح أبو سيف .
جوائز .. جوائز
حصلت على جائزة الدولة الأولى في التمثيل من الدكتور عبدالقادر حاتم عن دوري في فيلم " الليلة الأخيرة " إخراج كمال الشيخ عام 64 وهو الفيلم الذي حصلت فيه فاتن حمامة على نفس الجائزة وكانت جائزتي بدلاً عن دوري في فيلم صلاح الدين .
ففي هذا العام لعب عماد حمدي دوراً رائعاً في" بين الأطلال " وكان يستحق عليه جائزة ولكن ضميري مرتاح لأنني كنت أستحق الجائزة عن صلاح الدين في نفس العام .
وكانت قد سبق لي الحصول على الجائزة الأولى أيضاً عام 1960 عن فيلم "الزوجة العذراء" وحصلت في نفس  العام على الجائزة الثالثة عن دوري في فيلم "جميلة بوحريد" إخراج صلاح أبوسيف .
وحصلت على الجائزة الأولى عام 1961 عن دوري في فيلم " دعاء الكروان " إخراج هنري بركات .
وقعت من فوق حصاني كثيراً جداً سواء في  التدريب أو في البطولات ولكنني لم أكن أبداً أخشى الوقوع وإلا ما ركبت حصاني مرة أخرى .. ولكنني لا أستطيع أن أنسى سقطتين من فوق الحصان الأولى عندما كنت ضابطاً صغيراً في الجيش وأثناء إحدى البطولات العسكرية وعند الحاجز الأخير وكان يبعد عن النهاية بحوالي عشرة أمتار سقطت من فوق الحصان وظننت وقتها أنني خاسر لا محالة ولكن عند المناداة على الفائزين فوجئت بأنني حصلت على الترتيب الثالث بينهم ولكن دهشتي زالت عندما عرفت أنني وقعت خارج خط النهاية فلم تخصم مني درجات سقوط الفارس .
أما السقطة الثانية فكانت أثناء تصوير ريبورتاج صحفي كنت أمثل فيها لقطة سوف أوديها أمام الكاميرا وأقع فيها من فوق الحصان وهو يجري ولكن اختل توازني ووقعت قبل أن أستعد لأسقط بدون أذى وفقدت ذاكرتي لمدة سبع ساعات .

عمالقة البحار
أثناء تصوير فيلم "عمالقة البحار " وكان لتمجيد قواتنا البحرية وعمليتهم الجريئة لإغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات "، وكان التصوير يتم على ظهر بارجة حربية مصرية وفي أحد الأيام وأثناء رحلة العودة من التصوير في عرض البحر فوجئنا بحركة  غريبة فوق البارجة وأخذت المدافع وضع الاستعداد وسألنا فعرفنا أن مدمرة إسرائيلية تتجه إلينا مباشرة ، وطلب من العاملين في الفيلم النزول إلى أسفل السفينة وبقيت أنا ويوسف فخر الدين على السطح نرقب الموقف . والمعروف أنه من تقاليد أعالي البحار أن تسأل السفينة القوة المتحكمة في الموقف عن هوية أي سفينة تقابلها في طريقها فإذا كانت مدنية أو خلافه تترك لتسير في طريقها والذي حدث أن المدمرة الإسرائيلية اكتشفتنا فسألت عن هوية بارجتنا وكان الرد من بارجتنا هو السؤال عن هوية المدمرة ولما اقتربت المدمرة ورأت أنها بارجة مصرية انسحبت على الفور إلى عرض البحر .
طارق سعدالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق