Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

نجيب محفوظ


نجيب محفوظ



·       شاهدت السينما لأول مرة في سينما الكلوب المصري بسيدنا الحسين .
·       تجنبت كتابة سيناريوهات لرواياتي ، لأنني مثل الطبيب الذي لا يستطيع أن يجري عملية جراحية لابنته .
·       أثناء عملي في الرقابة رفضت فيلماً أجنبياً ولحنا ًلمحمد عبدالوهاب .


يكرم مهرجان القاهرة السينمائي  الدولي هذا العام أديبنا الكبير نجيب محفوظ لمناسبتين هامتين .. أولاهما وجود خمسة عشر فيلماً مأخوذة عن رواياته بين أحسن مائة مائة فيلم أنتجتها السينما المصرية طوال تاريخها في الاستفتاء الذي أجراه المهرجان هذا العام . وبالمناسبة الثانية هي احتفال أديبنا الكبير بعيد ميلاده الخامس والثمانين في فترة انعقاد المهرجان حيث ولد في حي الجمالية في 11 ديسمبر عام 1911 .
وأديبنا الكبير هو أول أديب مصري يتجه للكتابة للسينما وذلك في عام 1945 عندما كتب السيناريو لفيلم " عنتر وعبلة " ثم كتب سيناريو " المنتقم " والاثنان من إخراج صلاح أبو سيف وكتب السيناريوهات بعد ذلك حتى تحولت أولى روايته لفيلم سينمائي عام 1960 على يد صلاح أبو سيف أيضاً وكانت " بداية ونهاية " .
ويعد نجيب محفوظ أكثر الأدباء العرب إسهاماً في مجال السينما سواء في الأفلام التي أخذت من قصصه ورواياته أو التي كتب لها السيناريو أو المعالجة السينمائية .. ونجيب محفوظ أيضاً ارتبط ارتباطاً وظيفياً مباشراً بالسينما منذ عام 1959 وحتى خروجه على المعاش عام 71 حيث عمل كرقيب على المصنفات الفنية ثم رئيساً لمؤسسة السينما .
ذهبت للأديب الكبير في ندوته الأسبوعية التي يقيمها في فيللا د. يحيى الرخاوي بالمقطم حيث يلتقي بتلاميذه ومريديه يقرؤون له الجرائد والمجلات ويحاورونه ويناقشونه في كل ما يدور على الساحة من قضايا وموضوعات .. وهو كعادته دائماً مبتسم ودود مرح وصاحب نكتة أيضاً .
قلت له : جئت أحاورك بمناسبة تكريمك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام بعد حصول الأفلام المأخوذة عن روايات لك على مركز الصدارة بين الأفلام المأخوذة عن أعمال أدبية .
ـ أنا أكشر كل من فكر في تكريمي وأشكر الذين ساهموا في الاستفتاء وأشكر سعد الدين وهبة رئيس المهرجان .
هناك مناسبة أخرى هي الاحتفال بعيد ميلادك الخامس والثمانين .
ـ أنا أحمد الله على بلوغي هذه السن .
أستاذ نجيب هل تذكر أول مرة شاهدت فيها السينما في حياتك ؟
ـ طبعاً كان ذلك في سيدنا الحسين في سينما الكلوب المصري وهي أقدم سينما في مصر وكانت سني وقتها 4ـ5 سنوات وأحببتها جداً وتعلقت بها وظننت أنها حقيقة وكنت مع نهاية كل عرض أصطحب زملائي إلى شارع جعفر خلف السينما لأرى الأبطال وماذا يفعلون .. وقد شاهدت في تلك  السينما أفلام شارلي شابان وغيره .. ومن وقتها أحببتها وأصبحت حريصاً على متابعة السينما .
لاشك أن السينما بعد ظهورها أثرت في الأدب الروائي العالمي كما أثر هو فيها هل تستطيع أن تحدد ملامح تأثر إنتاجك الأدبي بفن السينما ؟
ـ أنت كمن يقول لي صف (مشيتك) .. أنا لا أستطيع ذلك لأنني لا أرى نفسي وأنا أمشي ولكن الناس يروني ويستطيعون أن يصفوا المشية .. لاشك أننا تأثرنا بالسينما وبغيرها من الروافد الأخرى ولو كنت قد تأثرت بها لظهر ذلك من أولى رواياتي لأنني كنت أشاهد السينما منذ طفولتي .
إلى أي مدى تأثر كاتب السيناريو نجيب محفوظ بالروائي نجيب محفوظ ؟
ـ الاثنان لا ينفصلان عن بعضهما فالسيناريست جزء من الروائي لأن السيناريو يحتاج لموهبة حكى والوصف .
كنت دائماً حريصاً على تحويل أعمال غيرك إلى سيناريوهات نفس حرصك على تجنب تحويل أعمال الروائية سيناريوهات تكتبها أنت وكنت تترك المهمة لغيرك ما هو السبب؟
ـ  أنا لا أحد الحرية في تحويل أعمالي الروائية سيناريوهات لأنني أكون مضطراً لصياغتها مرتين وهي مسألة صعبة جداً وأنا أشبهها بالدكتور الجراح الذي يجري الجراحات لكل الناس وعند ا بنته يسلمها لجراح آخر لأنه لا يستطيع أن يجري لها الجراحة بنفسه .
ولكن في  الغرب يعتقدون أن الأديب هو أصلح من يستطيع تحويل أعماله إلى سيناريوهات والأمثلة كثيرة ؟
ـ كنت أقرأ أنهم يستغلون أسماء الأدباء أكثر من الاستفادة منهم في تحويل أعمالهم لسيناريوهات فهناك أناس متخصصون عندهم لعمل ذلك ولكن اسم الأديب يوضع للأسباب التجارية .
يلتفت الأستاذ نجيب لتلاميذه ويروي .. مرة جاء فوكنر إلى مصر وقالوا إنه يعمل على تحويل إحدى رواياته لسيناريو سينمائي وذهب فتحي غانم لزيارته فوجده سكرن ولا يكتب .. فالذي يكتب السيناريو شخص محترف غيره .
ما رأيك في استعانة السينما المكسيكية برواياتك وتحويلها لأعمال سينمائية ؟
ـ لم أرها للأسف لأنني لا أرى السينما منذ فترة طويلة بعدما ضعف بصري .
حميدة " زقاق المدق " .. وحسين " بداية ونهاية " أكثر شخصياتك طموحاً وأكثرهم تحولاً لأعمال سينمائية ومسرحية و تليفزيونية .. وقبل أن أستطرد يقاطعني الأستاذ نجيب ويقول :
ـ منتجو السينما لا ينظرون للأمور من منظور طموح الشخصيات أو غيره .. إنهم ينظرون للأمور من منظور تجاري بحت .
ما هو مفهومك للعمل الرقابي فترة توليك الرقابة على المصنفات الفنية ؟
ـ بالطبع كنا لا نراقب على كيفنا ولكن هناك قانوناً للرقابة ونحن نطبقه إما بروح بوليسية وإما بروح طيبة وكنا نتعاون مع الفنانين .
هل تذكر فيلماً منعته من العرض وأنت الرقيب العام ؟
ـ منعت فيلماً أجنبياً عن " اليابان " وكان يصورهم في صورة مزرية وكانت اليابان قد حسنت علاقتها بعبدالناصر ورأيت أنه من غير المناسب عرضه واختلف معي مدير الرقابة على الأفلام وشكلت لجنة عليا للنظر في الفيلم فأبدت قراري بمنع عرض الفيلم .
هل وقعت في أزمة ما فترة توليك الرقابة ؟
ـ ليست أزمة ولكنها كانت أغنية من ألحان عبدالوهاب لصباح في فيلم من إخراج عز الدين ذوالفقار ووجدت أن اللحن خارج خاصة عندما تخيلت الطريقة التي ستؤدي بها الأغنية واشتكوني للوزير الذي شكل لجنة أبدت قراري وأقرت حذف الأغنية من الفيلم .
من من الممثلين المصريين كنت تراه أصدق تعبيراً عن شخصيات رواياتك كما كتبتها ؟
ـ يحيى شاهين في السيد عبدالجواد ..رغم أنني عندما شاهدت أحمد سعيد وهو يؤدي نفس الشخصية في المسرح أقنعني جداً وعندما اختار حسن الإمام يحيى شاهين سألته ولماذا لم تأخذ أحمد سعيد فقال لي أحمد سعيد مظهره " وشخطته " السيد عبدالجواد ولكنه لن يقدر على أداء الشخصية سينمائياً وكان الحكم للمخرج .
من من الممثلين ترى أنه ابتعد عن الشخصية التي كتبتها في روايتك ؟
ـ لا أحد فكل الممثلين الذين عملوا في أفلام من رواياتي أجادوا ولا أذكر أن أحداً من الذين انتقدوا هذه الأفلام أخذ شيئاً على أحد من الممثلين ، كان فقط أغلب نقدهم عن أن هذه الأفلام شوهت عن الرواية المكتوبة .
هل أنت راض عن هذه الأفلام ؟
ـ نعم ؟
وهنا انتهى الحوار لأنني أخذت من وقت الأستاذ الذي يخصصه للاستماع والنقاش مع محبيه ومريديه أكثر من حقي بكثير فلملمت أوراقي وجلست بينهم أستمع للأستاذ .


















:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق