Translate

السبت، 23 أبريل 2011

السقوط .. في بئر سبع !!


السقوط ..  في بئر سبع !!
جاء مسلسل ( السقوط في بئر سبع ) نموذجا مثاليا لكتاب الدراما ومخرجيها كي لا يفعلوا مثله .. كل التوقعات كانت تنبئ بمسلسل جيد فالقصة التي كتبها عبد الرحمن فهمي تنتمي لأدب الجاسوسية وعالم المخابرات الملئ بالإثارة والتشويق والتي تجد التعاطف الجماهيري معه .. والقصة حقيقية ومرتبطة بأحداث تاريخية وأيام مهمة في تاريخنا المعاصر تحتاج لمئات الأعمال الدرامية التي تؤرخ لها ولما حدث فيها وفي كواليسها المظلمة .. وأظهر المسلسل جمال عبد الناصر الذي تشتاق الجماهير لرؤياه في لقطة تسجيلية وربما كانت تلك أهم حسنات المسلسل وعلى جانب أخر أظهر المعادل لها في شخصيات قادة إسرائيل في تلك الفترة وهم بن جوريون وجولدا مائير وموشى ديان وكلها شخصيات تصور لأول مرة في الدراما عندنا وكانت أيضا يمكن أن تكون أحد أهم عناصر نجاح المسلسل .. ولكن رغم كل تلك العوامل المتوقعة للنجاح تضافرت عدة أخطاء فادحة للسيناريست سامي غنيم صاحب المسلسل الناجح " الفرسان " وصاحب التاريخ الطويل والمخرج الراحل نور الدمرداش ملك الفيديو وأظهرت العمل بالصورة التي رأيناها بها وهي صورة لا تسر " عدو ولا حبيب " فالأحداث غير مترابطة وغير مبررة التبرير المقنع خاصة في عمليات إقناع العملاء بخيانة بلادهم وطرق تهديدهم والسيطرة عليهم وعمليات التجسس نفسها وأهمية المعلومات التي تنقل وطرق الحصول عليها بالإضافة إلى الملل الشديد والتطويل في عمليات المراقبة والتتبع والتفتيش وإفتقادها لعناصر التشويق والإثارة والإيقاع السريع غير سذاجتها التي تفترض في مشاهدها البله والعياذ بالله . أما مشاهد قادة إسرائيل فقد تحولت إلى نقطة ضعف شديدة بعدما أصبحت مجرد ثرثرة فارغة وكلام إنشائي مرسل لا يقدم ولا يؤخر في السياق الدرامي وتطور الحدث تماما كحوارات رشوان توفيق على المقهى والتي كان يمكن حذفها كلها بلا أدنى تأثير على المسلسل أو أحداثه الذي كان يمكن إختصاره إلى خمس حلقات فقط أو أقل . وعلى جانب أخر كان للمسلسل بعض الحسنات أهمها أنه قدم عدة وجوه شابة مبشرة سبق تقديمها في أعمال أخرى ولكنها أكدت وجودها وقدرتها على الأداء مثل حنان ترك التي برعت في دور الفتاة البريئة والوديعة صاحبة المبادئ وخالد محمود الذي برع في دور الولد ( الصايع ) وكذلك وفاء صادق التي أخشى عليها أن ترتبط بأدوار النكد والحزن التي سبق وأن قدمتها في مسلسل كامل من بطولتها أمام سميحة أيوب .. أما طارق لطفي فيسير بخطى ثابتة في طريق النجومية التي يؤهله لها شكله وإن كان في حاجة إلى القليل من الإحساس فيراعي ألا يظل أداؤه على وتيرة واحدة في كل المشاهد رغم تباين الإنفعالات التي يتطلبها كل مشهد .
وأخيرا أخطأ التلفزيون جدا عندما عرض مسلسل ( رأفت الهجان ) في نفس توقيت عرض مسلسل ( بئر سبع ) فالتنسيق واجب مطلوب خاصة وأن المسلسلين ينتميان إلى النوعية نفسها ولكن أحدهما تتعاطف مع بطله والثاني يجب أن تكره أبطاله مما يجعل المنافسة في غير صالح أبطال ( بئر سبع ) سعيد صالح وإسعاد يونس اللذين كان قبولهما لدور جاسوسين مغامرة بكل المقاييس خاصة لنجمين كوميديين لهما رصيد كبير من حب الجماهير .

هناك تعليق واحد:

  1. بالعكس المسلسل ممتاز ورائع وسعيد صالح واسعاد يونس عباقره وشرهم السهل الممتنع مافيهوش اى انفعال وعلى فكره القصه الحقيقيه كانوا اكثر بروده من كده وجندوهم بسرعه جدا ده يمكن المسلسل حاول يعمل اثاره شويه انما هم فى الواقع كانوا ناس رخيصه اوى واحداث المسلسل مترابطه عادى

    ردحذف