Translate

السبت، 23 أبريل 2011

حرب المسلسلات بين أمريكا والصين


حرب المسلسلات بين أمريكا والصين

الدراما الأمريكية سواء السينمائية أو التلفزيونية في أغلبها تجارية تبحث عن الأشكال مضمونة النجاح الجماهيري بغض النظر عن مدى مصداقيتها وواقعياتها ومن كلاسيكياتها البحث دائما عن أشكال من الأعداء تصنعهم وتسوقهم للناس بوجهة النظر الأمريكية الخالصة .
ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والسينما الأمريكية ومن بعدها التلفزيون رسمت صورة العدو الأول لأمريكا والأمريكيين في شكل عملاء ( الكي . جي . بي ) أو المخابرات الروسية والذي دائما ما ينتصر عليه العميل الأمريكي الوسيم سواء بالقتال أوبالحيلة أوالمكر والدهاء وينجح في كل مرة في تخليص الفتاة الجميلة التي يعذبها هؤلاء الروس ( الأوغاد ) .. وعلى هذه الوتيرة جاءت أفلام مثل مثل ( الستار الحديدي ) لهيتشكوك وسلسلة أفلام جيمس بوند بأبطالها الأربعة شين كونري وروجر مور وتيموثي داكتون وحتى أخرهم بيرس بروساتن والذي لم ينجح فيلمه الأخير ( العين الذهبية ) .
وظهرت مسلسلات تلفزيونية كثيرة ولعل بعضها مما يعاد في التلفزيون حاليا مثا (البارون) و (القديس) وحتى مسلسل (ذئب الجو) والذي يعرض برنامج اخترنا لك حلقات منه ويدور حول طائرة هليكوبترا ذات إمكانيات هائلة تنجح في كل مرة في هزيمة السوفييت وعملائهم .
واليوم بعد انتهاء الحرب الباردة لم يعد الناس يستمتعون ويضحكون وهم يرون الروس وعملاءهم يقعون في فخاخ العملاء الامريكان ولم يعودوا يستمتعون بالتهكم على خط المياه في روسيا بعدما تفكك الاتحاد السوفييتي وأصبح أحد توابع السياسة الأمريكية وأصبحت نشرات الأخبار العالمية تنقل صور معاناة المواطن الروسي وهو يتظاهر مطالبا بالحصول على راتبه فأصبح الروسي في حاجة إلى العطف عليه أكثر منه عدوا يستمتع الجمهور بمشاهدته وهو يهزم .
وأخيرا تفتق ذهن منتجو التلفزيون الأمريكيون عن صناعة صورة العدو الجديد للأمريكيين في أعمالهم الدرامية أنهم الصينيون .. ويقدم المسلسل الأمريكي الجديد (الابن الضال) الذي عرضه برنامج اخترنا لك على مدى الاسبوعين الماضيين بطلين واضح أنهما من أصل صيني من اسميهما (روسال ونج) ، و(شي فو) وهما طالبان جامعيان فرا من النظام الصيني بعد أن تدخلا في إحدى المظاهرات لإنقاذ زملائهما الطلبة المنادين بالديمقراطية من رصاصات البوليس ويصور المسلسل حياة الذعر التي يعيشانها مع والدهما وبعد وفاة أمهما في أحداث ميدان السلام السماوي أو ما عرف بمظاهرات الديمقراطية .. ويعمل أحد الشقيقين كموسيقي بينما يفضل الثاني حياة الإجرام لا لشئ إلا لكي يختلف عن شقيقه الطيب الذي تحبه النساء لوسامته وتنتهي حلقات المفتاح بالشقيق المجرم وهو يهرب من رصاصات البوليس مع المجرم الفيتنامي صاحب حانة (سايجون) بينما يهجر الشقيق الأكبر حبيبته في محاولة لرد أخيه عن غيه ويبدو أن باقي الحلقات ستكون مشكلة للأخ الأصغر في كل حلقة ينقذه منها أخوه الأكبر في أخر لحظة ليتكرر هروبه إلى مكان آخر أو ولاية أخرى ورغم أن الشكل العام للمسلسل لا يختلف عن المسلسلات الأمريكية مثل (الهارب) إلا أن الجديد هنا هو أن الأبطال صينيون ليمكن التعريض بالصين وبنظامها وشعبها وتقديمها للعالم في الصورة التي تريدها لها أمريكا .. فالحوار ملئ بعبارات مثل " بعد ساحة تنيايامين ـ السلام السماوي ـ عرفنا مأساة الذين ماتوا ولكن هناك مأساة الذين عاشوا " .. " الصينيون بعدما يأخذون هونج كونج عام 97 سيتفقون علينا علينا كالنمل " " هناك مليار من هذه الكائنات في العالم " وكلها عبارات توحي بنظرة الاعلامي الأمريكي التي يصدرها لجمهوره من الأمريكيين في مختلف دول العالم للعملاق الصيني .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق