Translate

السبت، 23 أبريل 2011

سينما الأدب وأدب السينما


سينما الأدب وأدب السينما

بعدما شاهدت فيلم " زيارة السيد الرئيس " للمخرج منير راضي عن قصة الأديب يوسف القعيد وسيناريو بشير الديك بقدر فرحتي بالعمل وبمستواه كان حزني وأسفي على السينما المصرية التي تجاهلت الأدب المصري لفترات طويلة ولم تحاول الاستفادة منه بشكل مناسب وبخاصة جيل أدباء الستينات كيوسف القعيد وخيري شلبي وصنع الله ابراهيم ومحمد مستجاب ومحمد المنسي قنديل وابراهيم أصلان وبهاء طاهر وعبد الحكيم قاسم رغم ما في أدبهم من إمكانات كبيرة للتحول إلى أعمال سينمائية ذات مستوى .
وحكايات السينما مع الأدب جاءت مع بدايات السينما نفسها فعندما اخترع إخوان " لوميير " الفرنسيان التحريك السينمائي أو تحريك الصور استغل المنتجون الإختراع الجديد في إبهار المتفرجين بمشاهد القطارات التي تندفع إليهم ومشاهد السفن المتحركة ومع التطور احتاجت السينما إلى القصة التي بها حبكة وشخوص وأحداث وبعد محاولات كثيرة في السينما الصامتة اتجه السينمائيون إلى الأدب ينهلون منه مايشاءون من قصصهم السينمائية ..
وفي مصر كانت أول رواية مصرية " زينب " للدكتور محمد حسين هيكل من أوائل الأفلام المصرية الصامتة ومن أوائل الأفلام الناطقة أيضا ومع التطور أثرت السينما في الأدب كما أثر فيها .. فبالإضافة إلى تحول السينما إلى رافد ثقافي هام لأجيال الأدباء الذين جاءوا بعدها تأثر الأدب بالتكنيك السينمائي فظهر الإيجاز في الأدب والمونتاج واللعب بالزمن وتأثر أدباء العالم كله بالسينما في فرنسا والموجة الجديدة وفي إيطاليا البرتو مورافيا وفي أمريكا هيمنجواى الذي خرج للعالم بأسلوب روائي جديد يعتمد على اللقطة الخارجية التي توحي بعمق ما تحتويه وبما هو غير مرئي واستخدم هيمنجواى اللقطة والمشهد في كتاباته .. وفي مصر لم يظهر التأثر بالسينما كتكنيك فني ولكن تأثرت السينما بكتابات نجيب محفوظ ويوسف السباعي ويحيى حقي وإحسان عبد القدوس عن طريق مخرجين يملكون الحس الأدبي كصلاح أبو سيف وكمال سليم وكامل التلمساني .. وظل جيل الستينات الذي أثرت السينما في كتاباته بشكل قوي والذين تصلح معظم كتاباتهم كأعمال سينمائية مهملون تماما من السينما كخيري شلبي وابراهيم أصلان وبهاء طاهر وعبد الحكيم قاسم ويوسف القعيد ويحيى الطاهر عبدالله وحتى د.يوسف ادريس لم تستفد السينما من كتاباته رغم أن معظمها سواء روايات أو قصص أو مسرحيات تصلح للسينما بإستثناء أعمال قليلة هي الحرام والعيب والنداهة .
ولكن من العلامات المبشرة بداية تنبه السينما إلى هذا الكنز الأدبي المهمل على يد مجموعة المخرجين الواعدين الذين يقدمون حركة السينما المصرية الجديدة كداوود عبد السيد وخيري بشارة ومنير راضي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق