Translate

الجمعة، 15 أبريل 2011

ام كلثوم ونزار قبانى


غضبة أم كلثوم من نزار
وحكاية أصالة مع الجمهور

سنوات كثيرة مرت على رحيل أم كلثوم تغيرت فيها الساحة الغنائية بعدما تغير المناخ الذي كانت تشيعه سيدة الغناء .. فاختفت الأصوات الجميلة . وكفت عن الغناء أو غيرت جلدها وخرجت للناس في شكل يتماشى والموضة الغنائية الجديدة .
واختفى لون غنائي أصيل يعتمد على صوت المطرب وحلاوته ورصانة الكلمات واللحن وأصبح المطربون كلهم نسخا مكررة من مطربي البوب والروك .. والبوب هو اختصار للبالون أو كل ما يظهر وينتفخ ثم ينفجر وأصبحت الأغنية موضات نسمعها لأنها الموضة السائدة عند كل الناس في كل مكان , وأينما ذهبنا طاردتنا في إشارات المرور وأكشاك السجائر وميدان العتبة .
والملاحظة الغريبة أن مطربي البوب والروك في الولايات المتحدة وأوروبا لم يطفوا على الألوان الغنائية الأخرى فإلى جانب " مايكل جاكسون " و " برنس " لم تختلف " شيرلي باس " و " وكين روجرز " ومازال " فرانك سيناترا " نجم النجوم وتتألق " ويتن هيوستون " ومازال " خوليو إجلسيوس " " وانريكوماسياس " نجوما في أوروبا بينما في بلادنا تحولت كل الأصوات الجميلة إلى الأغنية البالونة التي ما إن تظهر وتكتسح الدنيا حتى تصبح في خبر كان .. ربما هي طبيعة انتاج الكاسيت الذي يبحث دائما عن سلعة جديدة لتسويقها على أوسع نطاق .. أو هي ظروف الحياة التي لم تعد تمكننا من الجلوس ساعتين لسماع أغنية جديدة وأصبحت السيارة هي الفرصة الوحيدة لسماع أي شئ نخبط معه بأناملنا لنضيع توترنا في انتظار فتح إشارة المرور .. لذلك كان شيئا عاديا ألا يتقبل الذوق العام قصيدة ( اغضب ) للشاعر الكبير نزار قباني في لحن الموسيقار المبدع حلمي بكر وبصوت أصالة الجميل .
وقصيدة اغضب لها قصة طريفة عندما قدمها نزار قباني لأم كلثوم في بداية السبعينات لتغنيها له وكان يحزنه أنها لم تغن له سوى أغنية وطنية وحيدة هي " أصبح عندي الآن بندقية " وتقول كلمات قصيدة اغضب :
اغضب كما تشاء
واجرح أحاسيسي كما تشاء
حطم أواني الزهر والمرايا
هدد بحب . امرأة سوايا
فكل ماتقوله سواء
وكل ماتفعله سواء
فأنت الأطفال ياحبيبي
نحبهم مهما أساءوا
إذهب .. إذ أتعبك البقاء
فالأرض فيها العصر .. والنساء
وعندما تحتاج إلى حناني
فعد إلى قلبي متى تشاء
وقالت أم كلثوم لنزار قباني :
ـ " قصيدتك جميلة ولكنها بكل أسف تعارض مبادئي ومواقفي ونظرتي للحب . فأم كلثوم لا تسمح لنفسها ولاتقاليدها تسمح أن تقول لرجل تحبه اذهب شمالا ويمينا وادخل في علاقة غرامية مع ألف امرأة .. ثم إذا تعبت ( عد إلي متى تشاء ) لأنني حاضرة للصفح في أي لحظة لا لست أنا هذه المرأة وليس هذا الحب عندي " .
فقال لها نزار :
ـ " أحترم مشاعرك ونظريتك فأنت امرأة لا تعرف الضعف الإنسانى أو البشري في حياتها .. تقاوم وتقاوم .. إنك إمرأة من صنع شاعر آخر هو " رامي " الذي يحب إمرأة ولا ينالها .. أنا شاعر يحب كل يوم ولا يوقف دقات قلبه " .
فقالت أم كلثوم :
ـ " أريد قصيدة من بتوع رامي يا نزار !! "
رحم الله أياما كان المطربون يبحثون عن الشعر والشعراء وكان الجمهور يفهم ويتذوق . ورحم الله أم كلثوم .
طارق سغدالدين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق